أصوات من بلدنا | محمود خليل الحصري.. عملاق التلاوة وأول من قرأ القرآن في الكونجرس

أصوات من بلدنا | محمود خليل الحصري.. عملاق التلاوة وأول من قرأ القرآن في الكونجرس
كانت شبرا النملة، إحدى قرى مركز ومدينة طنطا، شاهدة على ميلاد أول من رتل القرآن الكريم فى الكونجرس الأمريكى، ورفع الأذان فى الأمم المتحدة، إنه الشيخ محمود خليل الحصرى، صاحب «القراءات العشر»، والحنجرة الذهبية، وأحد أعمدة تلاوة القرآن الكريم، فى العالم العربى والإسلامى.
محمد عبدالوهاب، أحد أبناء «شبرا النملة»، مسقط رأس الشيخ الحصرى، قال لـ«الوطن»، إن القرية تبعد عن العاصمة طنطا، نحو 10 كيلومترات، وتشتهر بالزراعة، خاصة الموالح، وأصبحت من القرى المعروفة على مستوى قرى الجمهورية بفضل أحد أبنائها وهو الشيخ الحصرى والتى كانت نقطة انطلاقه إلى العالمية.
وبيَّن «عبدالوهاب» أنه يعمل فى جمعية الحصرى للأعمال الخيرية، وهى واحدة من بركات الشيخ التى تحيى ذكراه بين أهل القرية، ورغم رحيله منذ 45 عاماً، لكن ما زال اسمه مخلداً فى قريته سواء بأعماله الخيرية التى تقوم بها الجمعية أو تحفيظ القرآن والتعليم من خلال المعهد الموجود فى القرية ويحمل اسمه وأيضاً المسجد.
وقال محمد مهنا، أحد أبناء القرية، إن الشيخ الحصرى، ليس هذا اسمه الحقيقى ولكن اسمه محمود السيد خليل، وجاء لقب الحصرى بسبب أن والد الشيخ كان حريصاً على فرش مساجد القرية بالحصر ما يساعد المصلين على أداء العبادة فى جو روحانى، واشتهر بين أهل القرية بهذا اللقب.
وأشار «مهنا» إلى أن قرية شبرا النملة، كانت شاهدة على انطلاق الشيخ الحصرى والذى تربى فيها وحفظ فيها داخل أحد الكتاتيب القرآن الكريم، حيث بدأ حفظ القرآن وهو ابن الـ4 سنوات، وأتم حفظه وعمره 8 سنوات، وكان يقرأ القرآن الكريم فى المآتم فى القرية والقرى المجاورة وذاع صيته بين أهل القرية والقرى المجاورة، وكان طالباً فى المعهد الأحمدى الملحق بمسجد السيد البدوى بطنطا، وفى عام 1950 عُين قارئاً فى مسجد السيد البدوى بطنطا، ثم انتقل بعدها إلى القاهرة وكان قارئاً فى مسجد الحسين، وتقلد العديد من المناصب منها القرار الجمهورى عام 1961 بتوليه شيخ عموم المقارئ المصرية، وتوفى عام 24 نوفمبر 1980 عن عمر ناهز الـ60 سنة.
وأكد صالح عبدالفتاح، أحد أهالى القرية، أن القرية تأثرت بالشيخ، وكثير من أولياء الأمور حريصون على تعليم أبنائهم القرآن الكريم فى كتاتيب القرية أسوة بالشيخ الحصرى، الذى كان أول مَن سجل المصحف مرتلاً بصوته، وهو شيخ عموم المقارئ المصرية، وأجاد القراءات العشر، وسجل القرآن الكريم فى العالم بـ4 قراءات مختلفة، وأسلم على يديه العديد من الناس فى البلاد الأوروبية إلى جانب أنه صاحب فكرة المصحف المعلم، وأول من نادى بإنشاء نقابة للقراء.
وبين محمد شكر، أحد أهالى قرية شبرا النملة، أنه رغم إقامة الشيخ فى القاهرة وبرفقته أسرته حتى وفاته، واستمرار وجود أبنائه فى القاهرة، لكن قرية شبرا النملة، مسقط رأس الشيخ، لم تحرم من بركاته، حيث يوجد فى القرية، معهد الحصرى يدرس فيه سنوياً الآلاف من أبناء القرية والقرى المجاورة القرآن الكريم والعلوم الشرعية، وأضاف: «معهد الشيخ الحصرى يضم كافة مراحل التعليم الأساسية ابتدائى وإعدادى وثانوى، وله الفضل الكبير الذى لا يقدر أحد أن ينكره فى تعليم أبناء القرية القرآن والعلوم الشرعية العلمية».
ونوه بأن أبناءه وأبناء شقيقته من الطلاب المتفوقين بالمعهد، وحالياً هم حاصلون على مؤهلات عليا، استطاعوا بها الحصول على الوظائف المرموقة فى المجتمع وذلك بفضل وجود معهد أزهرى فى القرية ساعد على التأسيس الجيد والصحيح للطلاب والطالبات فى الصغر ما جعلهم من المتفوقين فى كافة المراحل الدراسية.
وأشار سامى يوسف، أحد أهالى القرية، إلى أن أثر الشيخ محمود الحصرى موجود فى القرية بمسجده حيث يحرص الآلاف من أهل القرية على أداء الصلوات فى مسجد الشيخ والملحق بالمعهد الأزهرى، وقال: «مسجد الحصرى وهو أحد أشهر المساجد فى القرية، ويقصده أهل القرية لأداء الصلوات بخاصة مع شهر رمضان والتعايش فى أجواء روحانيات الشهر الكريم من خلال سماع القرآن بصوته من إذاعة القرآن الكريم والصلاة فى مسجده بمسقط رأسه».
ومن ضمن أعمال الشيخ محمود الحصرى والتى لها تأثير كبير على أهل قريته والقرى المجاورة وجود فرع للجمعية الخيرية فى القرية وتعمل على تقديم المساعدات الإنسانية للعديد من الأسر الأكثر احتياجاً، وتشرف عليها السيدة ياسمين، ابنة الشيخ، إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم فى الدار الملحقة بالجمعية الخيرية وتنظيم المسابقات الدينية بشكل سنوى، وفقاً لما قالته أمل سعد، مدير جمعية الحصرى بقرية شبرا النملة.
وأكدت أن الجمعية لها العديد من الأنشطة، منها تجهيز وجبات الطعام أسبوعياً وتوزيعها على أهل القرية، والمشاركة فى تجهيز العرائس الأيتام، وتوزيع الملابس إلى جانب المساعدات المالية إلى الأسر المحتاجة، كما تضم الجمعية دار تحفيظ القرآن الكريم، ويوجد حالياً 50 طفلاً تعمل الجمعية على تحفيظهم القرآن الكريم.
وعن الأعمال الخيرية التى تقوم بها جمعية الحصرى الخيرية فى شهر رمضان، قالت «أمل» إن الأعمال الخيرية وخدمة الأسر المستحقة مستمرة طوال أيام العام من قبل أسرة الشيخ بصفة عامة طوال شهور العام وبصفة خاصة خلال شهر رمضان حيث يتم تجهيز وجبات إفطار صائم وسحور وتوزيعها على الصائمين من الأسر الأولى بالرعاية.
وأضافت «سعد» أن الحاجة ياسمين ابنة الشيخ حريصة على تقديم كافة المساعدات إلى الأسر المحتاجة فى القرية، خاصة أنها مسقط رأس والدها ووالدتها، وتوجد فى كافة المناسبات الاجتماعية لرسم البسمة على وجوه الأهالى.