د. هدى رؤوف تكتب: رسالة «ترامب» ورد «خامنئي».. هل يرفض التفاوض حقا؟

د. هدى رؤوف تكتب: رسالة «ترامب» ورد «خامنئي».. هل يرفض التفاوض حقا؟

د. هدى رؤوف تكتب: رسالة «ترامب» ورد «خامنئي».. هل يرفض التفاوض حقا؟

أرسل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رسالة إلى إيران عبر دولة الإمارات يقول إنه رجل سلام ويطالبهم بالمفاوضات وحل المسألة التى استغرقت عشرات السنوات وإلا استخدام الإدارة العسكرية. هنا جاء الرد الإيرانى عبر تصريحات المرشد الذى أراد أن يرد على رسالة «ترامب» التى بها تهديد. حاول المرشد الإيرانى أن يوضح لماذا لا ترغب إيران فى التفاوض، واعتبر أن السبب هو أنه سبق وتم التفاوض مع واشنطن ثم إلغاء الاتفاق من قبل «ترامب»، ومن ثم فإن أى مفاوضات جديدة لن تنجح، وأن تلك الدعوة هى مجرد خدعة للرأى العام، بحسب المرشد الإيرانى، ويذهب المرشد فى أكثر من ذلك وعلى ما يبدو أنه يوجه خطابه للحكومة الإصلاحية فيقول إذا كان هدف المفاوضات هو رفع العقوبات، فلن يتم رفعها من قبل واشنطن وأن التفاوض سيزيد العقوبات ويزيد الضغوط على إيران.

وقد أشار «خامنئى» إلى أن واشنطن تطرح قضايا جديدة، وتوقعات جديدة، ومطالب طموحة جديدة، والمشكلة ستكون أكبر مما هى عليه اليوم ومن ثم فإن التفاوض لا يحل أية مشكلات.

يمكن فهم تصريحات المرشد أنها ليست رداً نهائياً من قبل إيران على رسالة واشنطن للتفاوض، الهدف من تصريحات خامنئى التأكيد على أن هناك نوعاً من التشكك وعدم الثقة فى الإدارة الأمريكية ومن ثم على ترامب إثبات نواياه التفاوض والوصول لاتفاق مستدام لا يتم إلغاؤه مع أى إدارة أمريكية مقبلة. من جهة أخرى تحاول إيران أن تبرز أنها غير متلهفة للوصول إلى اتفاق، على الرغم من تأكد واشنطن من رغبة طهران فى الوصول لاتفاق نووى مع إدارة ترامب منذ ولايته الأولى، وأن إيران هى من ماطلت فى التفاوض مع إدارة جو بايدن ولم تستكمل مسار المفاوضات لأنها كانت بالفعل حصلت على الكثير من المزايا خلال الإدارة الديمقراطية ومن ثم ما كان هناك سبب يدفعها للدخول فى اتفاق بل كانت تنتظر إدارة «ترامب» لعقد اتفاق معه. من جهة أخرى يريد «خامنئى» إظهار قوة إيران وأنها لن تدخل الاتفاق مرغمة وضعيفة بلا أدوات إقليمية.

من جانب آخر، أعلنت إيران أن الرد على رسالة ترامب ما زال محل تقييم. من هنا يتضح أن تصريحات «خامنئى» هى لإرسال رسائل لواشنطن بصعوبة الموقف الداخلى الإيرانى، فى حين الرد الرسمى لم يخرج بعد.

وأخذاً فى الاعتبار أن العلاقات بين إيران والولايات المتحدة دائماً ما تسير فى اتجاهين متوازيين، الأول علنى يتسم بالتصريحات العدائية، إلا أن المسار الثانى للعلاقات بينهما وهو المسار السرى وغير المعلن ربما يجعلنا نتوقع وجود رسائل أخرى غير معلنة بين الطرفين من أجل الوصول لتفاهمات ترضى الطرفين وتحفظ ماء وجه إيران من جهة أخرى.


مواضيع متعلقة