«معلومات الوزراء»: نشر نحو 1.1 مليون براءة اختراع تتعلق بمستقبل النقل منذ بداية الألفية

«معلومات الوزراء»: نشر نحو 1.1 مليون براءة اختراع تتعلق بمستقبل النقل منذ بداية الألفية

«معلومات الوزراء»: نشر نحو 1.1 مليون براءة اختراع تتعلق بمستقبل النقل منذ بداية الألفية

سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية بعنوان «اتجاهات التكنولوجيا: مستقبل النقل»، إذ أشار التقرير إلى أن قطاع النقل شهد تحولات هائلة عبر العصور بدءًا من العجلة إلى عصر البخار، ثم الطيران واستكشاف الفضاء، واليوم، يقف العالم على أعتاب تحول جذري جديد مدفوع باتجاهين رئيسيين هما الاستدامة والرقمنة، موضحا أن المركبات الكهربائية والأنظمة الذاتية والبنية التحتية الذكية والخدمات اللوجستية الرقمية لم تعد مجرد مفاهيم مستقبلية؛ بل أصبحت حقيقة تتوسع تدريجيًا، ما جعل النقل أكثر ذكاء واستدامة وشمولية.

وأظهر التقرير أن هذه التوجهات والابتكارات تعيد تشكيل وسائل النقل عبر البر والبحر والجو وحتى الفضاء، مع تسليط الضوء على دور الملكية الفكرية في دعم هذه التغيرات، مشيرا إلى أن الملكية الفكرية تلعب دورًا محوريًا في دفع عجلة الابتكار داخل قطاع النقل، إذ يكشف تحليل البيانات أن أكثر من 1.1 مليون براءة اختراع تتعلق بمستقبل النقل نُشرت منذ عام 2000، بمعدل نمو يفوق بكثير التقنيات التقليدية، ويعكس هذا النمو المتسارع أهمية حماية الأفكار الجديدة، وهو ما يسهم في تحفيز الاستثمار ودعم استراتيجيات التطوير؛ فمستقبل النقل لا يتمثل فقط في تطوير وسائل جديدة؛ بل في إعادة تشكيل المنظومة ككل؛ بما في ذلك كيفية تفاعل الإنسان مع وسائل النقل والتكنولوجيا الحديثة.

أربعة محاور تقنية رئيسية تشكل مستقبل النقل

وأوضح التقرير، أن هناك أربعة محاور تقنية رئيسية تشكل مستقبل النقل؛ أولها الدفع المستدام، الذي يشمل أنظمة الدفع الكهربائية وخلايا الوقود الهيدروجيني والوقود البديل، وهي ضرورية لخفض الانبعاثات وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

أما المحور الثاني هو الأتمتة والاقتصاد الدائري، إذ تلعب الروبوتات الصناعية والمصانع الذكية والتصنيع الإضافي دورًا أساسيًا في جعل الإنتاج أكثر كفاءة وتقليل الهدر البيئي.

ويتمثل المحور الثالث في الاتصالات والأمان، وذلك من خلال الاعتماد على شبكات الجيل الخامس والقيادة الذاتية والمركبات المتصلة والبنية التحتية الذكية، ما يعزز السلامة ويسهم في إدارة حركة المرور بشكل أكثر ذكاءً.

تقنيات واجهة التفاعل بين الإنسان والآلة

أما المحور الرابع يتعلق بتقنيات واجهة التفاعل بين الإنسان والآلة (Human–Machine Interface)؛ إذ تسهم تقنيات مثل شاشات اللمس، والتعرف على الصوت والوجه، والواقع المعزز في جعل النقل أكثر تفاعلية وسهولة للمستخدمين.

وأشار التقرير إلى أن النقل البري هو الأكثر هيمنة على الابتكارات، إذ يحتوي على أكثر من 3.5 أضعاف عدد براءات الاختراع مقارنة بالنقل البحري والجوي والفضائي مجتمعة، كما تحتل الصين، اليابان، الولايات المتحدة الأمريكية، كوريا الجنوبية، وألمانيا، المراتب الأولى في تسجيل براءات الاختراع، إذ تمثل هذه الدول أكثر من 90% من الابتكارات المسجلة في قطاع النقل.

وأضاف التقرير، أن براءات الدفع المستدام شهدت تطورًا ملحوظًا بفضل التوسع في تبني المركبات الكهربائية وتطوير بطاريات الحالة الصلبة، أما في مجال النقل الجوي، فتتركز الجهود على الوقود المستدام والتنقل الجوي الحضري، ويشهد النقل البحري تحولًا نحو تطوير المواني الذكية واستخدام وقود بديل مثل الأمونيا، أما قطاع النقل الفضائي يشهد تقدمًا في مجالات التصنيع الإضافي واستخدام تقنية سلاسل الكتل لتحسين الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.

ومع التقدم التكنولوجي، يواجه قطاع النقل تحديات معقدة تشمل القضايا التنظيمية وحماية البيانات وتطوير البنية التحتية وتحقيق الاستدامة البيئية، ورغم ذلك، فإن هذه التحديات تفتح الباب أمام فرص هائلة لإعادة تصميم أنظمة النقل بطرق أكثر كفاءة واستدامة، وعليه، يشدد التقرير على أهمية التعاون الدولي بين الشركات والحكومات والمبتكرين لضمان تطوير وسائل نقل تدعم أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وما بعدها.

روبوت

إعادة تصور التفاعل البشري مع المدن والبيئة والاقتصاد العالمي

ويستشرف التقرير المستقبل ويؤكد أنه بحلول عام 2030، تصبح تقنيات النقل المستدام والرقمي أكثر انتشارًا، مع تحقيق تقدم كبير في المركبات الكهربائية والتنقل الجوي الحضري والذكاء الاصطناعي في إدارة المرور، أما بعد عام 2030، فمن المتوقع أن تتحقق بعض الرؤى الطموحة مثل النقل الفضائي المتكرر، والقطارات فائقة السرعة، والتواصل الفوري بين المركبات والبنية التحتية، ما يعيد تشكيل أنماط الحياة والعمل في العالم.

وأشار التقرير في ختامه إلى أن مستقبل النقل لا يقتصر على تحسين وسائل التنقل فحسب؛ بل يمتد إلى إعادة تصور التفاعل البشري مع المدن والبيئة والاقتصاد العالمي؛ فالابتكار في النقل هو مفتاح أساسي لتحقيق الاستدامة والرقمنة، ما يجعل أنظمة النقل أكثر أمانًا وكفاءة وشمولية للجميع.


مواضيع متعلقة