علماء من بلدنا | نظير محمد عياد مفتي الجمهورية.. ابن كفر الشيخ عنوان «التواضع والبساطة»

علماء من بلدنا | نظير محمد عياد مفتي الجمهورية.. ابن كفر الشيخ عنوان «التواضع والبساطة»
يُعد الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، أحد أبناء محافظة كفر الشيخ، وهو من العلماء الذين تفخر بهم المحافظة.
تحدّث «محمود زيدان»، كاتب وباحث، أحد أهالى قرية «إبشان»، مسقط رأس «عيَّاد» مع «الوطن»، قائلاً إن مفتى الجمهورية وُلد فى القرية التابعة لمركز بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، فى عام 1974، وحفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة، وسلك طريقه فى التعليم الأزهرى، حتى حصل على ليسانس أصول الدين من جامعة الأزهر بالمنصورة عام 1995، وعقب تخرّجه عُيّن معيداً بالكلية، وحصل على درجة الماجستير فى أصول الدين تخصّص العقيدة والفلسفة عام 2000، ثم درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عام 2003.
ترقّى الدكتور نظير عياد فى التسلسل الأكاديمى، من معيد، إلى مدرس مساعد، إلى مدرس، ثم إلى أستاذ مساعد فى كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالمنصورة، حتى انتقل منها إلى كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ، فرع جامعة الأزهر، ليعمل أستاذاً مساعداً بقسم العقيدة والفلسفة، ثم حصل على درجة الأستاذية عام 2016، وعُيّن وكيلاً للكلية ذاتها فى العام نفسه، ثم شغل منصب أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فى عام 2019، حتى صدور القرار الجمهورى فى شهر أغسطس 2024، بتعيينه مفتياً لجمهورية مصر العربية لمدة 4 سنوات.
انتظر والدا الدكتور نظير عياد قدومه إلى الدنيا لسنوات طويلة، حتى رُزقا به بعد 23 عاماً من زواجهما، وفقاً لما ذكره «أحمد طلحة»، أحد أهالى قرية «إبشان»، الذى أضاف: «الدكتور نظير وُلد بعد 23 عاماً من زواج والديه، وله شقيقة أكبر منه بـ3 سنوات، وهى الحاجة ماجدة، تقيم معنا فى قرية إبشان، ووالدته الحاجة فاطمة الأبنودى، مقيمة فى القرية نفسها حتى الآن، وهى من السيدات الصالحات، وأيضاً والده الحاج محمد، يرحمه الله، كان من أفضل الناس، وهو متزوج من سيدة فاضلة، ولديه 3 أبناء، ولم نرَ فى تواضع هذه الأسرة وقربها من الله».
من حين إلى آخر، يتردّد الدكتور نظير عياد على قرية «إبشان»، وفقاً لما ذكره «علاء عادل»، أحد أهالى القرية: «الدكتور نظير حبيب الجميع، وقريب منا جميعاً، ودائماً ما يوجد بيننا فى قرية إبشان، ولا يترك أى مناسبة، سواء كانت أفراحاً أو مآتم، إلا ويحرص على المشاركة، سواء كان بالحضور أو التواصل هاتفياً». وأضاف: «أتذكر أنه فى شهر ديسمبر الماضى، وعقب توليه منصب مفتى الجمهورية، كان فى زيارة إلى قرية إبشان، وعلم بوفاة أحد جيرانه، وتوجّه لأداء واجب العزاء، وعقب تقديم واجب العزاء صافح الناس، واستقبل الكثير من محبيه فى منزل أسرته على مدار يومين، دون أى قيود، والجميع فى قريتنا يُحبونه ويقدرونه».
تلقى الدكتور نظير عيَّاد تعليمه الأساسى فى معهد بيلا الإعدادى الثانوى الأزهرى للبنين، وكان من التلاميذ النجباء، حسب الشيخ يحيى الشيخ، أحد أساتذة المعهد: «تلميذى ولا فخر الدكتور نظير عيَّاد، منذ صغره وهو موهوب، وذكى، وذو أخلاق رفيعة، وكان محباً للقراءة والشعر، وكنت أتوقع له مستقبلاً باهراً، وهو ما كان، وأسأل الله أن يحفظه بحفظه الجميل ويعينه على المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقه».
لم يتأخر مفتى الجمهورية على فعل الخير يوماً، وما زال حريصاً على التواصل مع أصدقائه وزملاء الدراسة حتى الآن، حسب الشيخ عبدالناصر الشافعى، أحد علماء وزارة الأوقاف، وصديق مقرب من الدكتور نظير عيَّاد: «لم أقصده فى عمل خير إلا وكان أول المستجيبين، وما زال حتى الآن على تواصل مع أصدقائه وزملاء الدراسة بمعهد بيلا الإعدادى الثانوى الأزهرى، الذى تخرّج فيه، وله عدد كبير من الأصدقاء فى مركز ومدينة بيلا، وأنا واحد منهم، وحقيقية فهو يستحق كل خير، يكفينا تواضعه الشديد، وزهده فى كل مغريات الدنيا، وأتذكر أننا أثناء سنوات الدراسة فى المرحلتين الإعدادية والثانوية، كنا ننزل للعب فى فناء المعهد، وكان يبقى هو فى الفصل يذاكر ويقرأ، فلم يكُن يضيّع وقته، وأيضاً لم يفتعل أى مشكلة مع أى زميل له خلال فترة الدراسة، فكان قريباً من الجميع منذ ذلك الوقت وإلى الآن، كما أنّ له باعاً كبيراً فى العمل الخيرى، ولا يتأخر عن مساعدة أى شخص يلجأ إليه، وأعماله كلها فى الخفاء، قاصداً بها وجه الله عز وجل».
يحرص الدكتور نظير عيَّاد على أداء صلاة عيدى الفطر والأضحى فى مسقط رأسه بقرية «إبشان»، كما أكد المهندس هانى السعدنى، أحد أهالى القرية: «الدكتور نظير يحرص بشكل دائم على أداء صلاة عيدى الفطر والأضحى بيننا فى القرية، وهو طقس سنوى لديه حتى وقت توليه منصب أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، كان ينزل ليقضى بيننا إجازة العيدين، ووقت قدومه يحرص بشكل دائم على أداء الصلوات بمسجد سيدى عمر طلحة فى إبشان، كما أنه «جابر للخواطر، يحرص على مصافحة أبناء قريته، ويلتقط معهم الكثير من الصور التذكارية».
كما أكد الدكتور علاء عبدالمعطى، محافظ كفر الشيخ، أن المحافظة تفخر بالدكتور نظير عياد، باعتباره أحد أبنائها المخلصين، متمنياً له كل التوفيق والنجاح، وأنّ يوفّقه الله لكل خير، وأن يكتب على يديه ما فيه صالح العباد والبلاد. وأشار المحافظ إلى أنه يجرى التعاون مع مفتى الجمهورية لخدمة أهالى المحافظة، ومن بين هذا التعاون، التنسيق لإنشاء أول فرع لدار الإفتاء المصرية بمحافظة كفر الشيخ، يجمع بين التراث والأصالة والحداثة، ومتابعة التنفيذ من خلال اللجان المشتركة بين دار الإفتاء والمحافظة، فضلاً عن تنسيق عدد من البرامج التدريبية، من خلال مركز «استدامة» للتدريب بديوان عام المحافظة، والتفاعل مع المواطنين، من خلال منصات التواصل الاجتماعى، بغرض خدمة أهالى كفر الشيخ.