دبلوماسيون: استئناف العمليات في غزة لم يكن مفاجئا وجزء من مخطط التهجير

دبلوماسيون: استئناف العمليات في غزة لم يكن مفاجئا وجزء من مخطط التهجير

دبلوماسيون: استئناف العمليات في غزة لم يكن مفاجئا وجزء من مخطط التهجير

أكد دبلوماسيون أن التصعيد الجديد الذى بدأه جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد غزة، واستئنافه العمليات العسكرية والحرب على القطاع لم يكن مفاجئاً، وهو يعمق الأزمة الإنسانية والسياسية فى غزة، ولا ينفصل عن خطة أوسع تستهدف التهجير القسرى للفلسطينيين، ولا يمكن فصله عن السياق السياسى الداخلى، لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينفذ مطالب اليمين الإسرائيلى المتطرف.

وقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق، إنه فى ظل استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة، لا تدخر مصر جهداً، إذ تتحرك الآن على خط الاتصالات فى محاولة لوقف المذبحة المتواصلة، مؤكداً أن على المجتمع الدولى فرض عقوبات اقتصادية وتجارية قوية على إسرائيل لردعها، وأشار إلى أن القرار الإسرائيلى باستئناف العمليات العسكرية فى غزة لم يكن مفاجئاً للمراقبين، فقد جاءت هذه الخطوة بعد أن بدا واضحاً أن التعديلات المقترحة على الاتفاق، التى مرّت بمراحل وساطة بقيادة ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، صيغت بما يتوافق تماماً مع الرؤية الإسرائيلية، ما أسفر عن توحيد الموقف الإسرائيلى والأمريكى، ودفع باتجاه ممارسة ضغوط مكثفة على المقاومة للقبول بالاقتراح دون ضمانات حقيقية لمرحلة ثانية أو لوقف دائم لإطلاق النار.

وأضاف أنه مع احتياج إسرائيل إلى مبرر لاستئناف القتال، برزت الحاجة إلى إحداث خرق يُمكّنها من تمرير أهدافها الميدانية والسياسية، وفى مقدمتها إجهاض أى مسار يؤدى إلى إعادة إعمار القطاع ما دامت إسرائيل متمركزة عسكرياً هناك، مشيراً إلى أن من بين أبرز الأهداف المعلنة حالياً تصفية قيادات بارزة من حركة حماس، فضلاً عن استفزاز الحركة لدفعها إلى رد فعل يمكن استخدامه كذريعة لاستمرار الحرب، فى وقت تعانى فيه حماس من حصار خانق ونفاد الإمدادات العسكرية، وجدت نفسها أمام خيار صعب، إما الاستجابة للضغوط أو الانجرار إلى مواجهة مفتوحة دون غطاء إقليمى فعّال.

واعتبر السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قرار الحكومة الإسرائيلية باستئناف العمليات العسكرية فى قطاع غزة لا يمكن فصله عن السياق السياسى الداخلى فى إسرائيل، موضحاً أن الاجتماع الذى عُقد بالأمس بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادات اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، أسفر عن استجابة كاملة من نتنياهو لمطالبهم الرامية إلى استمرار الحرب، بما يخدم مصالحهم السياسية ويعزز من تماسك الائتلاف الحاكم.

وأشار إلى أن الحرب تحولت إلى أداة ضغط رئيسية ليس فقط على حركة حماس، بل على ملف الأسرى ورفات القتلى الإسرائيليين، ما يكشف عن نهج مدروس لتوظيف التصعيد العسكرى فى تحقيق مكاسب سياسية داخلية، وأكد «هريدى» أن التصعيد جاء مدعوماً بتنسيق واضح مع الإدارة الأمريكية، حيث نُقلت تفاصيل العملية مسبقاً إلى واشنطن، وسط مؤشرات على منح إسرائيل ضوءاً أخضر للمضى قدماً، حتى خلال شهر رمضان، ما يعكس الدعم الأمريكى للأجندة الإسرائيلية.

وأكد «هريدى» أن ما يحدث على الأرض لا ينفصل عن خطة أوسع تستهدف التهجير القسرى للفلسطينيين، مشدداً على أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لفرض واقع جديد بالقوة المسلحة، عبر استمرار الحرب بلا سقف زمنى واضح، بما يضمن بقاء نتنياهو وائتلافه فى الحكم، مع تكريس سياسة التوسع والاستيطان.


مواضيع متعلقة