إرهاب إسرائيلي في «غزة».. قوات الاحتلال تشن أكبر سلسلة غارات جوية على القطاع

إرهاب إسرائيلي في «غزة».. قوات الاحتلال تشن أكبر سلسلة غارات جوية على القطاع

إرهاب إسرائيلي في «غزة».. قوات الاحتلال تشن أكبر سلسلة غارات جوية على القطاع

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 404 شهداء إلى مستشفيات قطاع غزة نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعدّدة التى ارتكبها الاحتلال منذ فجر أمس، فيما أصيب 660 فلسطينياً جراء سلسلة الغارات والأحزمة النارية التى نفّذها طيران الاحتلال، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلى قد استأنفت عدوانها على غزة، فجر أمس، بعد توقف لأكثر من شهرين، بشن سلسلة غارات جوية مكثّفة وأحزمة نارية على عدة مناطق بالقطاع، حيث ذكر مسعفون وشهود أن الغارات أصابت 3 منازل فى دير البلح وسط غزة، إلى جانب مبنى وأهداف فى خان يونس ورفح. وقال الدفاع المدنى الفلسطينى، إن الاحتلال نفّذ ما لا يقل عن 35 غارة جوية على غزة، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

وأعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، استئناف الحرب على قطاع غزة، وأن دائرتها ستتوسّع تدريجياً. وأعلن الجيش الإسرائيلى أن قواته وجهاز «الشاباك» نفّذا ضربات واسعة النطاق على أهداف تابعة لحركة حماس فى غزة.

وكانت سلسلة انفجارات عنيفة هزّت جميع أنحاء غزة فى ساعة مبكرة من صباح أمس، فيما أبلغ عن عدة ضربات جوية إسرائيلية فى أكبر غارات منذ بدء وقف إطلاق النار فى 19 يناير الماضى.

ويأتى استئناف العدوان على قطاع غزة، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية فى القطاع، فى ظل استمرار الحصار وقطع الإمدادات الطبية والإنسانية.

من جهته، أكد مروان الهمص، مدير مستشفيات قطاع غزة، أمس، أن الاحتلال دمر 22 مستشفى حكومياً وخيرياً ولم يتبقَّ سوى 7 مستشفيات عاملة.

وقال مدير مستشفيات غزة، إن الاحتلال ارتكب عدة مجازر فى جميع مناطق القطاع، بينها إلقاء القنابل الحارقة والثقيلة على المواطنين، مشيراً إلى أن أعداد الشهداء والجرحى فى القطاع مرشّحة للزيادة، لافتاً إلى أن الاحتلال استهدف مناطق ادّعى أنها آمنة مثل مواصى خان يونس، حسب وسائل إعلام فلسطينية.

وفى السياق ذاته، قال محمد أبوسلمية، مدير مجمع الشفاء الطبى، أمس، إن قوات الاحتلال ارتكبت جريمة مكتملة الأركان باستئناف القتال، مؤكداً أن المنظومة الصحية عاجزة عن استيعاب أعداد المصابين الهائلة، لافتاً إلى أن الأطقم الطبية عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين، بالإضافة إلى نفاد كميات كبيرة من الأدوية والمستهلكات الطبية، وهو ما يزيد الأمر تعقيداً.

وأعلن مدير إعلام الهلال الأحمر الفلسطينى رائد النمس، عدم قدرة المنظومة الصحية على تلبية الاحتياجات الطارئة فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى، لافتاً إلى انتشار الطواقم الإسعافية فى جميع محافظات القطاع رغم نقص الإمكانيات والوقود اللازم لتشغيل السيارات الخاصة بنقل الشهداء والجرحى إلى المستشفيات.

وشهدت بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، أمس، حركة نزوح جماعية للمواطنين باتجاه بلدة جباليا، بحثاً عن ملاذ آمن، تزامناً مع استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على القطاع.

ويأتى ذلك وسط مخاوف من تصاعد عمليات القصف والدمار والقتل، خاصة بعد مطالبة قوات الاحتلال، المواطنين بإخلاء بيت حانون شمال قطاع غزة، وخربة خزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة جنوباً، إلى مناطق غرب مدينة غزة، ومواصى خان يونس.

من جهته، أعلن المكتب الإعلامى الحكومى فى قطاع غزة، أمس، مقتل «كوكبة من قيادات العمل الحكومى»، من بينهم رئيس حكومتها فى القطاع عصام الدعليس، بغارات إسرائيلية على القطاع.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر فلسطينية، أسماء بعض القياديين من حركة «حماس» الذين استُشهدوا خلال الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، منهم أبوعبيدة الجماصى وعائلته وعصام الدعليس العضوان بالمكتب السياسى لحركة حماس.

كما أفادت باستشهاد العميد بهجت أبوسلطان، مسئول جهاز الأمن الداخلى، وأبوعمر الحتة، وكيل وزارة العدل، واللواء محمود أبووطفة، وكيل وزارة الداخلية فى قطاع غزة.

وفى المقابل، قال جيش الاحتلال إنه مستعد لمواصلة الهجمات على قادة حركة «حماس» الفلسطينية والبنية التحتية فى غزة، ما دامت هناك حاجة إلى ذلك، وسيُوسع الحملة إلى ما هو أبعد من الضربات الجوية، مضيفاً أن الضربات على القطاع استهدفت قادة من المستوى المتوسط فى حماس ومسئولين فى قيادتها، وأكد أن الجيش متأهب ومنتشر على جميع الساحات.

وقال قيادى فى «حماس» لـ«رويترز»، إن إسرائيل تُنهى اتفاق وقف إطلاق النار من جانب واحد، وقالت الحركة الفلسطينية فى بيان: «نتنياهو وحكومته المتطرّفة يأخذان قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضان المحتجزين فى غزة إلى مصير مجهول».

فيما أكدت وكالة أنباء «أسوشيتد برس» الأمريكية، أن الغارات العنيفة التى استهدفت غزة، تسبّبت فى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار السارى منذ يناير الماضى، وتهدّد أيضاً بتوسيع دائرة الحرب التى أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسبّبت فى دمار واسع النطاق فى القطاع.

وذكرت الوكالة أن الهجوم الشامل الأخير قد يُعيد إحياء الحرب الدائرة فى غزة منذ 17 شهراً، ومن شأنه أيضاً أن يُثير التساؤلات حول مصير نحو عشرين رهينة إسرائيلياً تحتجزهم حركة حماس، ويُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

من جهتها، نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مصادر، إن حكومة الاحتلال رفضت اتفاقاً انتقائياً للإفراج عن محتجزين يحملون الجنسية الأمريكية، مشيرة إلى أن إسرائيل أبلغت الإدارة الأمريكية أن الجهود الدبلوماسية مع «حماس» قد استنفدت.

وأوضحت «معاريف» أن المجلس الوزارى المصغّر خول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، لتحديد موعد تجديد القتال بعد تضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق جديد حول الإفراج عن المحتجزين فى غزة، مشيرة إلى أن قرار استئناف القتال اتُّخذ الاثنين الماضى فى اجتماع عقده «نتنياهو» فى مقر وزارة دفاع الاحتلال، ونوّهت بأن تجدّده فى غزة تم تنسيقه مع الإدارة الأمريكية وواشنطن وافقت على ذلك.

فيما قال وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس، أمس (الثلاثاء)، إن جيش الاحتلال «استأنف القتال فى قطاع غزة» بزعم أن «حركة حماس رفضت إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين»، مهدّداً بفتح «أبواب الجحيم على غزة، إذا لم تطلق حماس سراح جميع المحتجزين».

فى المقابل، تنفى حركة «حماس» عرقلتها للاتفاق، وتقول إن رئيس وزراء الاحتلال هو من امتنع عن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.

كما أفادت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، فى مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأمريكية، بأن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل شن غاراتها على غزة، حيث قالت إن «إسرائيل أبلغت إدارة ترامب قبل غاراتها الموسّعة على غزة، وكما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين سيدفعون ثمناً باهظاً وستُفتح أبواب الجحيم.. ليست إسرائيل فحسب، بل معها الولايات المتحدة أيضاً ستعمل على ذلك».

وطالبت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين فى قطاع غزة، أمس، بعودة الهدنة فى القطاع، مؤكدين أن حياة أبنائهم على المحك، كما طالبت الرئيس الأمريكى، بمواصلة العمل على إطلاق سراح المحتجزين، واتهمت حكومة الاحتلال بتخليها عن ذويهم، وأن استئناف القتال سيُكلفهم حياة 59 محتجزاً لا يزالون فى غزة، لقد اختارت الحكومة الإسرائيلية التخلى عن المختطفين، حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

من جهته، قال رئيس المجلس الوطنى الفلسطينى روحى فتوح، إن عدوان الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، هو جريمة حرب وإبادة جماعية بكل المقاييس، ويهدف إلى استئناف حرب الإبادة والتطهير العرقى ضد الشعب الفلسطينى.

وشدد «فتوح»، فى بيان أمس، على أن هذا العدوان هو جريمة تُضاف إلى سجل الجرائم المستمرة للاحتلال ضد الفلسطينيين.


مواضيع متعلقة