الأسطى مصطفى لـ«باب رزق»: أعلّم ابنتي تعشيق الزجاج بالجبس للحفاظ على المهنة
الأسطى مصطفى لـ«باب رزق»: أعلّم ابنتي تعشيق الزجاج بالجبس للحفاظ على المهنة
في أحد أركان ورشته البسيطة، يجلس الأسطى مصطفى، أحد آخر الحرفيين المتخصصين في تعشيق الزجاج بالجبس، وهي مهنة نادرة تتطلب مهارة وصبرًا ودقة عالية، ورثها بعد سنوات من التعلم تحت يد أساتذة كبار، وها هو اليوم يحاول الحفاظ عليها رغم تحديات العصر الحديث.
البداية في وكالة الغوري
ويسترجع مصطفى ذكرياته خلال استضافته ببرنامج «باب رزق»، على قناة dmc، تقديم الإعلامي يسري الفخراني، عندما بدأ رحلته المهنية صبيًّا في وكالة الغوري؛ إذ تدرب تحت إشراف المعلم عز الدين غريب، أحد رواد المهنة، يقول: «كنت من بين خمسة صبيان في القسم، لكنني كنت الوحيد الذي يجلس أمام الشباك لساعات طويلة، أراقب وأتعلم حتى أتقنت أسرار الحرفة».
ويشرح مصطفى خطوات العمل قائلا: «أبدأ بتجهيز الفريم الخشبي حسب التصميم المطلوب، ثم أصب عجينة تُسمى العجينة اللباني، وهي مزيج خاص من الجبس والماء، تُفرد على رخام مدهون بزيت أو صابون لمنع الالتصاق».
بعد تشكيل العجينة وتركها لتجف لمدة 10 إلى 15 دقيقة، تبدأ المرحلة التالية: «أرسم التصميم على الجبس، مستعينًا بأنواع هندسية متعددة مثل النجمة الرباعية والسداسية، بعد ذلك، أفرغ المساحات باستخدام أداة تُسمى الزوانة، وهي من الأدوات النادرة بسبب قلة العاملين في المجال».
مهنة تواجه خطر الاندثار
يشير مصطفى إلى أن هذه الحرفة متجذرة في العمارة الإسلامية منذ العصر الفاطمي، قبل أكثر من ألف عام، لكنها اليوم مهددة بالاختفاء، يقول بحزن: «قديماً، كانت تُستخدم في المشربيات والنوافذ المعشقة، وكانت تُنفذ على الحجر لتدوم طويلًا، لكن اليوم، قلة الطلب ونقص الأيدي العاملة جعلاها في طريقها إلى الاندثار».
ورغم التحديات، يبذل مصطفى جهدًا للحفاظ على المهنة من خلال تعليم ابنته، التي تدرس حاليًا في كلية التربية الفنية، فنون تعشيق الزجاج بالجبس، يقول بفخر: «أنا سعيد أن ابنتي تتعلم المهنة، وأتمنى أن تستمر في تطويرها حتى لا تضيع هذه الحرفة النادرة».