«وجبات صحية».. الصيام فرصة للتخلى عن العادات الغذائية السيئة

«وجبات صحية».. الصيام فرصة للتخلى عن العادات الغذائية السيئة
أطلقت وزارة الصحة مجموعة من الأنشطة لزيادة التوعية الصحية للمواطنين خلال شهر رمضان، خاصةً أصحاب الحالات المرضية، لمساعدتهم على أداء فريضة الصيام بدون التعرض لأى مضاعفات، وذلك فى إطار دورها التوعوى وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفق «رؤية مصر 2030»، للنهوض بالصحة العامة، والبعد عن السلوكيات الخاطئة، كما وجهت الوزارة بمرونة مواعيد العمل فى كافة المنشآت الصحية على مستوى الجمهورية، لضمان تقديم الخدمات الصحية للمرضى والمترددين على مدار اليوم خلال الشهر الكريم.
«عبدالغفار»: تشغيل 49 مكتب صحة على مدار الساعة بجميع المحافظات.. وتشديدات بضرورة المرونة فى المواعيد للانعكاس على مستوى الخدمة الطبية
وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إنه يجرى تكثيف الاستعدادات فى كافة المنشآت الصحية بالمحافظات خلال شهر رمضان، بما يعكس نهج الوزارة فى تقديم أفضل الخدمات الطبية للمرضى خلال الشهر الكريم، لافتاً إلى أن الاستعدادات تتضمن توفير مخزون كاف من الأدوية والمستلزمات الطبية، خاصة أدوية الأمراض المزمنة، من بينها السكرى وارتفاع ضغط الدم، وأوضح فى تصريحات لـ«الوطن» أن هناك تشديدات بضرورة المرونة فى المواعيد، للانعكاس على مستوى الخدمة الطبية، لافتاً إلى أن المواعيد تبدأ الفترات الصباحية مبكراً، وتنتهى قبل الإفطار، مع توفير نوبات مسائية للحالات الطارئة، لافتاً إلى أن الوحدات الصحية تعمل فى الفترة من 9 صباحاً وحتى 2 ظهراً، ومكاتب الصحة تعمل من 9 صباحاً إلى 5 مساءً، بالإضافة إلى عمل 49 مكتب صحة على مدار 24 ساعة بجميع محافظات الجمهورية، حرصاً على استمرار تقديم خدمات مكاتب الصحة للمواطنين.
كما جاء فى تقرير لوزارة الصحة أنه يمكن اعتبار شهر رمضان فرصة لتناول طعام صحى وتصحيح النظام الغذائى، وأشار التقرير إلى مجموعة من الإرشادات البسيطة، التى ينصح بها كل صائم، حتى ينتقص وزنه، أو يحافظ عليه، ويخفض معدلات ضغط الدم والكوليسترول، تتضمن العادات الغذائية الصحيحة هى تناول وجبة إفطار صحية ومتوازنة، عن طريق الإفطار على ثلاث تمرات، من الطرق التقليدية والصحية لبدء وجبة الإفطار، لأن التمر غنى بالألياف، مع أهمية تجنب الأطعمة المقلية بشكل عام، أو التى تحتوى على نسبة عالية من الدهون والسكر، وتناول الكثير من الخضراوات، لتزويد جسمك بالفيتامينات والمغذيات، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة، لتزود جسمك بالطاقة والألياف، مع تناول اللحوم الخالية من الدهون والدجاج والأسماك.
«السحور» وجبة ضرورية لكبار السن والمراهقين والحوامل والمرضعات والأطفال
وفيما يتعلق بوجبة السحور، أوضحت وزارة الصحة أنه لا بد أن تكون وجبة السحور خفيفة، كالفطور الخفيف فى غير أيام رمضان، ويجب أن تتضمن هذه الوجبة خضراوات، وحصة من الكربوهيدرات، مثل الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، وأطعمة غنية بالبروتين، مثل منتجات الألبان، بالإضافة إلى طبق جانبى من السلطة، مشيرةً إلى أن هناك فئات يجب أن تحرص على تناول وجبة السحور ككبار السن والمراهقين والحوامل والمرضعات والأطفال الذين يرغبون فى الصيام، مؤكدة على أهمية المياه، حيث إنه يزداد خطر إصابة الصائم بالجفاف عند حلول شهر رمضان مع التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة، مما يعرض الصائم للتعب والإعياء، مشيرةً إلى وجود فئات فى المجتمع أكثر عرضة للجفاف من غيرهم، كالأطفال والمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة مثل السكرى وأمراض الكلى، والأشخاص الذين يبذلون مجهوداً جسدياً.
وأكدت الوزارة أن هناك أطعمة يجب الحد منها خلال شهر رمضان، منها السكريات، حيث يجب تجنب تناول كميات كبيرة من الحلويات عقب وجبة الإفطار، وحذرت من تناول المشروبات الغازية التى تحتوى على السكر، حيث إنها تضيف مزيداً من السعرات الحرارية إلى نظامك الغذائى، وكذلك الحد من الدهون، حيث يجب الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة المصنوعة من الفطائر، كما دعت إلى الابتعاد عن الأطعمة المقلية، واستخدام طرق أخرى فى الطبخ، مثل استخدام البخار، أو طبخ الطعام بالصلصة، كما أشارت الوزارة إلى أنه على المواطنين ضرورة الحد من استخدام الملح قدر الإمكان، واستخدام الأعشاب المختلفة لتحسين نكهة الأطعمة التى يتم تحضيرها، والحد من المخللات، وتجنب الوجبات السريعة والأجبان المالحة.
«الدليل الإرشادى» ينصح مرضى السكرى والقلب بضرورة مراجعة الطبيب
وقدمت وزارة الصحة، من خلال الدليل الإرشادى، مجموعة من النصائح الهامة لأصحاب الأمراض المزمنة لضمان صيام صحى وآمن، حيث بدأت بمرضى السكرى، وقالت إنه لا بد من الذهاب إلى الطبيب، لتحديد نوعية الأدوية وتقييم الحالة لتسمح بالصيام من عدمه، لافتة إلى أنه قد يحدث ارتفاع السكر بسبب العادات الغذائية الخاطئة التى تحدث كقلة شرب المياه خلال ساعات الإفطار، أما الهبوط فقد يحدث بسبب طول عدد ساعات الصيام، التى قد تصل إلى متوسط 17 ساعة، وحددت الوزارة 3 فئات من مرضى السكرى «ممنوعة» من صيام رمضان، وتشمل أى مريض أصيب بارتفاع الأحماض الكيتونية فى الدم فى الشهور الثلاثة الأخيرة، وأى مريض سبق له الإصابة بانخفاض شديد لمستوى السكر فى الشهور الأخيرة قبل رمضان، وأى مريض أصيب بارتفاع حاد جداً فى السكر، والإصابة المتكررة بانخفاض السكر فى الدم، وفقدان الإحساس بأعراض انخفاض السكر.
كما تضمن الدليل الإرشادى مجموعة من النصائح لمرضى القلب، منها البعد عن الجفاف الشائع أثناء الصيام، وأهمية استشارة الطبيب لتعديل جرعات الأدوية لكى تتناسب مع ساعات الصيام، ويجب ضبط جرعات الأدوية بشكل دقيق، خاصة الأدوية المانعة للتجلط، أما فيما يتعلق بمرضى الضغط، قالت وزارة الصحة والسكان إنه يجب مراجعة الطبيب لتحديد قدرة المريض على الصوم، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالصوديوم، مثل المكسرات المملحة والمخللات، التى تؤدى إلى ارتفاع الضغط.
وبالنسبة لمرضى الكبد أشارت وزارة الصحة إلى أن المشاكل التى تصيب الكبد متعددة، وبدورها تتحكم فى قدرة المريض على صيام شهر رمضان من عدمه، فمنها مشاكل تمنع الصيام تماماً، وأخرى تسمح بالصيام بشروط، وثالثة لا مشكلة من الصيام معها، وأوضحت أن الطبيب هو صاحب قرار قدرة المريض على الصيام من عدمها، وأشارت إلى أن أكثر الفئات التى تستفيد من الصيام، من بين مرضى الكبد، الذين يعانون من دهون على الكبد، حيث إن الصيام يعد فرصة للمساعدة فى تخفيف الدهون الموجودة على الكبد لديهم، وإنقاص الوزن، والتخلص من الدهون الضارة، بشرط الحفاظ على نظام غذائى متوازن، يحتوى على البروتين والكربوهيدرات والفيتامينات، وحذرت الوزارة من الإفراط فى تناول السكريات، خاصة الحلويات الشرقية، التى تحتوى على السكر الأبيض والدهون المشبعة، كما وجهت الدعوة للمدخنين بضرورة الإقلاع عن التدخين، مؤكدة أن شهر رمضان الكريم يساهم كثيراً فى التخلى عن العادات السيئة، واتباع نمط العيش الصحى، حيث إن الصيام يفرض الانقطاع عن التدخين، فضلاً عن الطعام والشراب، لفترة طويلة من اليوم، مما يشكل «أفضل فرصة» للمدخنين للإقلاع عن التدخين.