حسام بدراوي: رمضان زمان كان ليه طعم تاني.. روحانيات ودفا ولـمّة

حسام بدراوي: رمضان زمان كان ليه طعم تاني.. روحانيات ودفا ولـمّة
بين شوارع وجنبات مدينة المنصورة فى محافظة الدقهلية، زينة تغطى السماء وتتراقص فى الهواء، تنبض الأرض بروح رمضان، وتتلألأ مع أولى بشائر هلال الشهر الكريم، قلوبٌ تعانق بعضها البعض بمحبة خالصة، وأصوات الأطفال تتردد فى الأزقة، تتسابق أرواحهم فرحاً بالفوانيس، بينما تعج الأسواق بروائح الياميش والحلوى، فى سيمفونية تُعيد للذاكرة أجمل ما فى الزمن من نقاء.
تعلقت ذاكرة الطفولة لدى الدكتور حسام بدراوى، مستشار الحوار الوطنى لرؤية 2030، حول شهر رمضان وروحانياته، بتلك المشاعر التى يستعيدها فى حديثه لـ«الوطن»، فهى بمثابة أهم وأجمل لحظات حياته فى فترات الطفولة، والأجواء الرمضانية التى تعلّق بها بداية من الصيام والتجمعات العائلية حتى السهرات الرمضانية التى كانت تزين منزلهم فى الشهر الكريم.
التجمع الأسرى ولقاء الأقارب وأصدقاء العائلة كان عنوان مشهد أسرة «بدراوى»، فى أيام شهر رمضان المبارك، ويقول عن تلك الأيام: «كنا نقيم فى المنصورة حتى بلغت العاشرة من عمرى، فكان هناك جزء من طفولتى قضيته هناك، وكانت مدينة المنصورة على الرغم من كونها تعتبر من المدن المتفتحة، إلا أنها فى الوقت نفسه كانت ذات طبيعة تقليدية، عندما كنت صغيراً، كانت عائلتى تحب اللمة والارتباط فكان والدى حريصاً على عزومة الإفطار للأهل والجيران كل ليلة، وأتذكر أن بيوتنا فى ذلك الوقت كانت تتحول لسهرات رمضانية مميزة، فيها دفا وحكايات وروحانيات لا يمكن نسيانها».
وأضاف: «لا أتذكر بالتحديد أول يوم صُمت فيه، ولكن تعلقى بالصيام جعلنى فى الكبر أبحث عن أهمية الصيام للأطفال، ولدىّ نظرة طبية فى هذا الأمر، حيث يفضل أن يتعود الأطفال فى البداية على الصيام إلى منتصف اليوم، لأن الصيام الطويل لن يكون مفيداً لهم حتى بلوغ سن 12 عاماً، مثلما هو مرهق لكبار السن الذين يحتاجون إلى شرب الماء باستمرار»، وتابع: «فى مرحلة الطفولة، كانت هناك عادات لا يمكن نسيانها، حيث كانت الأسر تحرص على إيقاظ أطفالها من أجل تناول وجبة السحور المهمة، حتى لا يكونوا صائمين لوقت طويل، وأتذكر جيداً أن الكل كان سعيداً فى ذلك الوقت».
ويرى «بدراوى» أن الأجواء الرمضانية اختلفت فى الوقت الحالى عن الماضى: «حدث تغيير كبير، زمان كان التجمع العائلى شيئاً مقدساً وأساسياً، ولا يمكن أن يتغيب أحد عن الإفطار أو السحور، ولكن الوضع اختلف الآن وندرت التجمعات وكل شخص أصبح يأكل بمفرده بسبب الانشغال، بين هذا وذاك يبقى شهر رمضان الفرصة الوحيدة التى من الممكن أن تتجمع فيها العائلة».