أصوات من بلدنا.. الشيخ «سيد السبع» صاحب الحنجرة الذهبية

أصوات من بلدنا.. الشيخ «سيد السبع» صاحب الحنجرة الذهبية
يعد الشيخ سيد أحمد السبع أحد القراء البارزين فى دولة تلاوة القرآن الكريم، لمع نجمه فى ثمانينات وتسعينات القرن الماضى عندما التحق بالإذاعة والتليفزيون عام 1981، ونجح فى الاختبارات من المرة الأولى، وتم تعيينه قارئاً فى مسجد سيدى خميس بشبين الكوم، وشيخ مقرأة فى جمعية الشبان المسلمين بمسجد العباسى، وذاع صيته فى جميع المحافظات بسبب صوته المتميز فى تلاوة القرآن الكريم حتى أطلقوا عليه صاحب الحنجرة الذهبية.
ولد الشيخ سيد السبع عام 1936 بقرية زنارة التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، ونجح فى حفظ القرآن وهو فى سن العاشرة من عمره، ونظراً لتميز صوته أصبح يتردد على العزاءات لتلاوة القرآن الكريم وهو ابن 13 عاماً فقط، وبعد مرور عدة سنوات دخل معهد قراءات بمدينة طنطا وحصل على الشهادة، وظل يقرأ القرآن الكريم فى أكبر العزاءات على مستوى الجمهورية ويلتقى أكبر المشايخ حينها، حتى تقدم للإذاعة والتليفزيون ونجح فى دخولها وهو فى سن 45 عاماً، لتبدأ رحلته الإذاعية على مدار 16 عاماً حتى وفاته عام 1997 ودفنه بمسقط رأسه بقرية زنارة.
يقول أحمد السبع، 45 عاماً، أحد القراء المشهورين ونجل الشيخ الراحل، إن والده كان مزماراً من مزامير داود فى تلاوة القرآن الكريم منذ صغره، والبداية عندما حفظ القرآن فى سن صغيرة على يد الشيخ السعدنى، وجوّده على يد الشيخ النمر وتعلم القراءات على يد الشيخ القمحاوى، لافتاً إلى أن والده تمسك بالإقامة فى قريته على الرغم من فرص حياته فى محافظة القاهرة، ولكنه فضل البقاء فى القرية لتعلقه الشديد بها، وكان يذهب إلى جميع محافظات الجمهورية لتلاوة القرآن الكريم فى العزاءات، كما أنه عين مدرساً للقرآن فى الأزهر الشريف، وسافر إلى أمريكا والكثير من الدول الأفريقية لتلاوة القرآن برفقة الشيخ ربيع زين.
وتابع «أحمد» أن والده كان يحب شهر رمضان عن باقى الأشهر، ويكثر من الأعمال الخيرية والصالحة وتلاوة القرآن الكريم خلال الشهر الكريم، كما أنه كان يتبرع للجمعيات الخيرية لمساعدة المحتاجين، ومنزله دائماً كان مفتوحاً أمام جميع أهل قريته لتلبية احتياجاتهم المختلفة، وأهل القرية شهدوا له بحسن الخلق وتواضعه والمعاملة الحسنة، وكانوا يستقبلونه فى المكان الذى يوجد به بحفاوة كبيرة ويجلسون بجانبه لكى يأخذوا البركة منه: «عندما أذهب لتلاوة القرآن فى العزاءات بالمحافظات المختلفة يستقبلوننى بحفاوة كبيرة بسبب السيرة الحسنة التى تركها والدى».
وقال: «حفظت القرآن على يد والدى وأنا فى سن الخامسة عشرة من عمرى، وبدأت فى تلاوة القرآن الكريم برفقة والدى فى العزاءات التى يذهب إليها، وأوصانى قبل وفاته بأن أسمع من جميع المشايخ ولكن لا أقلد أحداً، وقال لى خليك فى صوتك وشخصيتك وبس، عشان تتشهر باسمك أنت وليس باسم قارئ آخر، ولازم تكون حافظ للقرآن وملتزم بأحكام التجويد عشان محدش يردك أثناء التلاوة، ويجب الإلمام بتفسيره لكى يساعدك على تلاوته والوقوف الصحيح على الآيات دون الإخلال بمعانيه، والآن أسير على خطى والدى فى تلاوة القرآن فى العزاءات وطموحى هو الالتحاق بالإذاعة والتليفزيون خلال السنوات المقبلة وأكون خير خلف لأحسن سلف».
عماد علام، 65 عاماً، من أهالى قرية زنارة، يقول إن الشيخ سيد أحمد السبع لا يختلف أحد على صوته المتميز فى تلاوة القرآن الكريم: «الجميع كانوا يجلسون فى المندرة التى يوجد بها للقراءة من أجل سماعه والاستمتاع بتلاوته التى تريح القلب، والشيخ الراحل كان بشوش الوجه يحب الهزار ومتواضعاً يجلس مع الجميع ويتعرف عليهم دون تفرقة، حتى إنه بعد قبوله فى الإذاعة والتليفزيون لم يترك قريته وظل مقيماً بها وسط أهله وذويه، بسبب تعلقه الشديد بالقرية وأهلها، كما أنه نفذ الكثير من الأعمال الخيرية التى ما زالت عالقة فى أذهان الناس، وتسجيلاته فى الإذاعة حتى الآن يسمعها أهالى القرية دون كلل أو ملل».
وأضاف أحمد السعدنى، مقيم بقرية زنارة، 40 عاماً، أنه ترعرع منذ صغره على سماع القرآن من الشيخ سيد أحمد السبع بسبب حنجرته الذهبية وصوته الذى يدخل القلب، كما أنه وأصدقاءه كانوا يذهبون للعزاءات التى يوجد بها الشيخ الراحل من أجل سماعه، وبعد وفاته كان يأتى بتسجيلاته وسماعها مع أولاده الصغار لكى يأخذوه قدوة لهم فى التعليم والسعى وراء حلمهم مهما طال الزمن، كما أن الشيخ الراحل له الكثير من الأعمال الخيرية فى القرية ويساعد المحتاجين والفقراء الذين يقفون على عتبة بابه حتى أحبه الجميع وعزموا على تربية أولادهم بأدبه وخلقه.
ويذكر معاذ بشتة، 20 عاماً، قارئ مقيم بقرية زنارة، أنه يتمنى أن يسير على درب الشيخ سيد أحمد السبع ويلتحق بالإذاعة والتليفزيون خلال السنوات المقبلة، وأنه تأثر كثيراً منذ صغره بتلاوة الشيخ الراحل عند سماع تسجيلاته القديمة لأنه لم يحضره، ولكن والده حرص على تحفيظه القرآن فى سن صغيرة، وأصبح الآن يتردد لتلاوة القرآن الكريم فى المناسبات الدينية المختلفة، ويعتبر الشيخ السبع قدوة، متمنياً تكملة مشواره القرآنى الذى يطمح أن يحققه من خلال دخوله الإذاعة والتليفزيون.