شباب المعادي يوزعون وجبات الإفطار على الأسر حتى باب البيت

شباب المعادي يوزعون وجبات الإفطار على الأسر حتى باب البيت

شباب المعادي يوزعون وجبات الإفطار على الأسر حتى باب البيت

الصداقة ودوافع عمل الخير كانت الأسباب الرئيسية وراء تجمعهم على إفطار الصائمين خلال شهر رمضان، على مدار 15 عاماً، سواء بتحضير وتوزيع الوجبات على الأسر المستحقة فى منازلهم، أو توزيع المياه والعصائر والبلح على الصائمين فى الشارع، برفقة عدد من المتطوعين، وعادةً ما تبدأ المهمة قبل حلول شهر رمضان بنحو أسبوع، حيث يحرص يحيى مصطفى على الاجتماع مع أصدقائه من مؤسسى مجموعة إفطار صائم فى المعادى، والتى يطلق عليها اسم «معادينز».

تحدَّث «يحيى»، لـ«الوطن»، عن فكرة تأسيس المجموعة قائلاً: «كلنا أصحاب من زمان فى المعادى، نتجمع بشكل مستمر، قلنا ليه مانتجمعش مع بعض فى الخير خلال شهر رمضان، وبدأنا نوزع وجبات إفطار على الصائمين، كان عددنا قليل فى البداية، لحد ما عددنا بقى بيكبر كل سنة عن السنة اللى قبلها»، مشيراً إلى أن المجموعة تضم 15 شخصاً، بالإضافة إلى عشرات المتطوعين. وأضاف أن الفريق يبدأ العمل قبل حلول شهر الصيام بتعبئة محتويات الكراتين الرمضانية التى يصل عددها إلى 1000 كرتونة كل عام، وتحتوى كل كرتونة على أنواع مختلفة من السلع الغذائية الأساسية، تشمل «الأرز والمكرونة والبقوليات والزيت والسمن والبلح والصلصة والشاى»، بكميات تكفى المستحقين طوال الشهر الكريم، وبجرى توزيع الكراتين على الأسر المعيلة فى العديد من المناطق.

وطوال أيام شهر رمضان، وقبل أذان المغرب بنحو ساعتين، يتم رفع حالة الطوائ، حيث يتجمع الشاب صاحب الـ35 عاماً مع أصدقائه وعدد من المتطوعين داخل إحدى المدارس الخاصة فى المعادى، التى اعتادوا التجمع بها، أو فى أى مكان آخر يحتوى على ساحة كبيرة، تتسع لوضع الأوانى وأطباق الطعام بعد الانتهاء من تحضير الوجبات التى يزيد عددها على 200 وجبة فى اليوم، يتم طهيها فى أحد مطابخ المطاعم المجاورة. وأوضح «يحيى» أن «المواعيد فى رمضان بتبقى مرنة، كلنا بنخلص شغل على الساعة 4 بالكتير، بنخرج من الشغل على تحضير الوجبات على طول، واللى بيبقى عنده عزومة بيبدل مع حد من المسئولين، لمتابعة الشغل مكانه».

مراحل عدة يمر بها تحضير الوجبات، حتى يتم تغليفها وتوزيعها ساخنة على الأهالى من المستحقين فى مناطق «عرب المعادى والبساتين وعزبة الصفيح وطرة والخليفة والسيدة زينب»، وتابع بقوله: «الساعة 5 بالظبط بنتحرك علشان نوزع الوجبات على الأهالى فى البيوت، إحنا بيبقى لينا دليل فى كل منطقة، بيعرفنا مين الأشخاص المستحقين المساعدة والوجبات، علشان الخير يروح للى يستحقه، وبنوزع نفسنا على عربيات، وكل مجموعة بتروح توزع فى منطقة»، واستكمل قائلاً: «فيه ناس بنروح لها لحد البيت، وناس بتقابلنا فى أقرب مكان تاخد ليها الوجبات، ولو فيه أفراد زيادة معزومين عندهم بياخدوا ليهم كمان».

قبل أذان المغرب بدقائق قليلة تكون مهمة توزيع وجبات الإفطار على الأهالى فى البيوت قد انتهت، لتبدأ مهمة أخرى لإفطار الصائمين فى أحد شوارع المعادى، بتوزيع المياه والعصائر والبلح، فى بعض الأوقات يُحضر بعض المتطوعين وجبات مختلفة، من نوعية «السوشى والكبدة والسجق والدوناتس والكاب كيك» لتوزيعها على المارة فى الشارع.

وبعد الانتهاء من مهمة إفطار الصائمين، يقوم الفريق بتنظيف المكان الموجودين فيه قبل الذهاب إلى منازلهم لتناول الإفطار: «لازم قبل ما نتحرك ننضف الشارع اللى كنا بنوزع فيه، مكان كوبايات العصير، علشان الجيران ماتتضايقش مننا، وبعد كده كل واحد بيروح يفطر فى بيته قبل العشا بشوية صغيرة، وبعد كده نروح صلاة التراويح»، وأضاف أن شعوره لا يوصف عندما يرى الفرحة والاطمئنان فى عيون الأسر بعد حصولها على وجبات الإفطار، متمنياً استمرار هذه العادة الحميدة والتجمع فى الخير برفقه أصدقائه، وانتقالها لأبنائهم فى المستقبل، واختتم تصريحاته بقوله: «نفسى الموضوع يكمل زى ما بدأناه مع أولادنا، ويبقى صدقة جارية لكل واحد يشارك فى الخير».

على مدار 3 أعوام، تشارك «منة مؤمن» فى تحضير وجبات إفطار صائم وتوزيعها، بعدما تعرفت على فريق «معادينز» من خلال إحدى صديقاتها فى المدرسة من المتطوعين مع المجموعة، مما جعلها تأتى بعد عملها أو من منزلها فى منطقة «زهراء المعادى» للمشاركة فى عمل الخير خلال أيام شهر رمضان: «فكرة إنى مش من سكان المعادى كان فيها صعوبة إنى أشارك معاهم وأنا صغيرة، لكن بعد كده بدأت معاهم، مشاركتى فى إفطار الصائمين بتخلينى أحمد ربنا على النعمة اللى عايشة فيها، واللى موجودة فى حياتى».

«روتين يومى» تضعه الفتاة العشرينية خلال أيام رمضان، تبدأه من الصباح الباكر حيث الذهاب إلى عملها، وبعدها إلى مكان تجمع تحضير الوجبات وتغليفها وتوزيعها، لمساعدة الأسر التى لم تستطع توفير وجبات تحتوى على لحوم لأبنائها، وتبدأ «منة» فى تناول الإفطار بعد أدائها صلاة «التراويح».

شعور بالسعادة يملأ قلب «بسملة عصام»، الفتاة العشرينية، عندما تشارك فى إفطار الصائمين فى الشارع، حيث يوجد محل سكنها فى منطقة المعادى، مما يسهل عليها التواصل مع المجموعة ومشاركتهم فى عمل الخير، وتحرص على تنسيق مواعيد يومها لتتناسب مع توقيت تحضير الوجبات وتوزيعها، وقالت لـ«الوطن»: «بأبقى فرحانة جداً لما بأساعد شخص محتاج، خاصة فى رمضان، لازم كلنا نساعد بعض، بتبقى فرحة كبيرة بنشوفها فى وشوش الأهالى والأطفال لما بنجيب لهم الأكل قبل الفطار، ولازم طبعاً نحافظ على مشاعرهم، مابيبقاش فيه تصوير أثناء التوزيع، علشان مانكسرش بخاطرهم، بأحمد ربنا على النعمة والستر اللى عايشة فيه».


مواضيع متعلقة