بعد مساعدة عبيد لـ بابا ماجد.. كيف تستيقظ من إحساس التعاطف مع الشخصية المؤذية؟

بعد مساعدة عبيد لـ بابا ماجد.. كيف تستيقظ من إحساس التعاطف مع الشخصية المؤذية؟

بعد مساعدة عبيد لـ بابا ماجد.. كيف تستيقظ من إحساس التعاطف مع الشخصية المؤذية؟

في مشهد مؤثر من مسلسل ولاد الشمس، يجد عبيد «الفنان مينا أبو الدهب» نفسه في موقف لا يحسد عليه؛ فقد قرر مساعدة بابا ماجد الذي يقدم شخصته محمود حميدة الذي أساء إليه، وتعاطف معه، هذا الموقف يطرح تساؤلاً: لماذا يتعاطف البعض مع من آذوهم؟ هل هو ضعف أم قوة؟ هل هو غفران أم استسلام؟ هذا السؤال ليس مجرد تساؤل درامي بل هو انعكاس لواقع نفسي معقد يواجهه الكثيرون في حياتهم اليومية، فالتعاطف مع المؤذي ليس ظاهرة غريبة، بل هو سلوك إنساني له جذور نفسية عميقة يمكن تفسير هذا السلوك بعدة عوامل نفسية.

لماذا يتعاطف الضحايا مع من أذوهم؟

لماذا نتعاطف مع من أذونا؟ لغز نفسي معقد، قد يبدو الأمر غريبًا ومحيرًا، ولكن الكثير من الناس يجدون أنفسهم يتعاطفون مع من ألحقوا بهم الأذى، هذا السلوك المعقد يثير تساؤلات حول طبيعة النفس البشرية وآليات الدفاع التي نلجأ إليها، وفق ما ذكره موقع «psychology today».

كيف يتعامل الضحايا مع الشخصيات المؤذية؟

التعاطف مع المؤذي ليس دائمًا علامة على الضعف أو الاستسلام، بل هو ظاهرة نفسية معقدة تنطوي على عدة عوامل، بينها أن البعض يعتبرها ضمن آليات الدفاع النفسي، فقد يلجأ البعض إلى التعاطف مع المؤذي كآلية دفاعية لتجنب مواجهة الألم والصدمة، من خلال التعاطف، يمكن للشخص أن يخفف من حدة المشاعر السلبية التي يشعر بها، ويحافظ على صورة إيجابية عن نفسه.

في بعض العلاقات المسيئة، قد يكون الضحية معتمدًا عاطفيًا على المؤذي، هذا الاعتماد يخلق رابطًا قويًا يجعل من الصعب على الضحية قطع العلاقة، حتى عندما يتعرض للأذى، وفي بعض الأحيان ينقلب الأمر إلى الشعور بالذنب، فقد يشعر الضحية بالذنب تجاه المؤذي، خاصة إذا كان المؤذي يظهر علامات الندم أو الاعتذار، هذا الشعور بالذنب يمكن أن يدفع الضحية إلى التعاطف مع المؤذي، وتبرير أفعاله.

في بعض الأحيان الأمل في التغيير يكون هو الدافع لتعاطف الضحية مع المؤذي، إذ يأمل أن يعود إلى الشخص الذي عرفه في بداية العلاقة، هذا الأمل يمكن أن يدفع الضحية إلى التسامح والتعاطف، حتى عندما لا يكون هناك أي دليل على أن المؤذي سيتغير، وفي بعض الحالات يحصل تآلف مع طباع المؤذي، مما يجعل الضحية يعتقد أن هذا السلوك طبيعيًا، وبالتالي يتعاطف مع المؤذي لأنه يرى أن سلوكه ليس خارجًا عن المألوف.

إذا كنت تتعاطف مع من يؤذيك، فمن المهم أن تتذكر أنك لست وحدك، هناك العديد من الأشخاص الذين يمرون بتجارب مماثلة، لذلك يجب مساعدة نفسك من خلال الاعتراف بمشاعرك، والاستماع لها جيدًا، إلى جانب ذلك طلب المساعدة، ووضع حدود والتركيز على نفسك ومساعدتها والعناية بها، ولا تبرر تصرفات الشخص المؤذي ضمن محاولات إيجاد سبب مقنع لها.