«الخشت»: التعددية المذهبية يمكن أن تكون مصدرًا للقوة إذا أُديرت بشكل صحيح

«الخشت»: التعددية المذهبية يمكن أن تكون مصدرًا للقوة إذا أُديرت بشكل صحيح
ترأس الدكتور محمد عثمان الخشت، المفكر الإسلامي ورئيس جامعة القاهرة السابق، جلسة بعنوان «مبادئ العمل المشترك بين المذاهب الإسلامية وفق وثيقة بناء الجسور»، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لبناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، الذي يعقد تحت شعار «نحو مؤتلف إسلامي فاعل».
التعددية المذهبية يمكن أن تكون مصدرًا للقوة إذا أُديرت بشكل صحيح
وفي كلمته، أكد الدكتور محمد الخشت أن التعددية المذهبية ليست عائقًا، بل يمكن أن تكون مصدرًا للقوة إذا أُديرت بشكل صحيح، مشيرًا إلى أن النهج التقليدي القائم على محاولات التقريب العقائدي أثبت عدم فاعليته.
وأوضح الدكتور محمد الخشت، أن التجربة التاريخية أظهرت أن الصراعات المذهبية لم تكن مجرد خلافات دينية بحتة، بل تحولت في كثير من الأحيان إلى أدوات سياسية لتعزيز السلطة وإقصاء الخصوم، مشيرًا إلى أمثلة تاريخية مثل الجدل حول «خلق القرآن» في العصر العباسي، والتوظيف السياسي لقضايا التكفير والإيمان من قبل بعض الجماعات المتشددة.
ودعا الدكتور الخشت، إلى الاستفادة من التجربة الأوروبية والأمريكية في التعامل مع التعددية الدينية، موضحًا أن أوروبا عانت من صراعات مذهبية دموية قبل أن تنجح في تبني مفهوم التسامح والعقد الاجتماعي كما طرحه فلاسفة مثل جون لوك وفولتير وروسو، مشيرًا إلى أن الحل لا يكمن في فرض مذهب معين على الجميع، بل في إيجاد إطار مشترك يحترم الاختلافات، ويعزز وحدة المجتمع على أساس القيم المشتركة الجامعة.
آليات عملية جديدة لإدارة التعددية المذهبية
وطرح الدكتور الخشت، خلال كلمته، آليات عملية جديدة لإدارة التعددية المذهبية، مؤكدًا أن النهج الصحيح يتطلب تعزيز دولة المواطنة واحترام سيادتها وأمنها القومي، باعتبارها أساس الهوية واساس العلاقات بين الدول المختلفة، وإصلاح النظام التعليمي ليشمل تعريفًا علميًا محايدًا بالمذاهب المختلفة، مما يسهم في إزالة الصور النمطية السلبية، ويعزز ثقافة التفاهم بين الأجيال القادمة.