أحمد عمر هاشم: النبي نموذج الحكمة والأخلاق في إدارة الأزمات

أحمد عمر هاشم: النبي نموذج الحكمة والأخلاق في إدارة الأزمات
أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الأصل الطيب والمعدن الأصيل ينعكس على صاحبه ومن ينتمي إليه، مشيرًا إلى أن البيت النبوي الشريف كان وما زال شعلة من النور والهداية التي أضاءت لأهله وأمته الطريق.
وأوضح هاشم، خلال حلقة برنامج «بيوت النبي» المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن النبي محمد، الذي اصطفاه الله عز وجل منذ الأزل، كان مضرب المثل في مكارم الأخلاق قبل البعثة كما بعدها، مستشهدًا بحكمته البالغة في إدارة النزاع الذي نشب بين قبائل قريش أثناء تجديد بناء الكعبة المشرفة، حول شرف وضع الحجر الأسود في مكانه.
وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أن النزاع كاد أن يتحول إلى فتنة دموية بين القبائل، لولا أن أهل الرأي قرروا الاحتكام لأول داخل من باب السلام، فجاءت المفاجأة بدخول النبي محمد، وهو شاب في مقتبل العمر. واستبشر الجميع بقدومه قائلين: «هذا الصادق الأمين، رضيناه حكمًا»، في دلالة على مكانته الرفيعة وثقتهم المطلقة في أمانته وعدله، رغم أنه لم يكن قد بُعث نبيًا بعد.
واستعرض الدكتور أحمد عمر هاشم تفاصيل الموقف التاريخي، مشيرًا إلى أن النبي عالج الأزمة بحكمة وفطرة سليمة، إذ طلب إحضار ثوب كبير، ووضع الحجر الأسود عليه بيديه الشريفتين، ثم دعا ممثلي القبائل للإمساك بأطراف الثوب ورفعه سويًا، حتى وصلوا به إلى موضعه، ليقوم بإعادته إلى مكانه بيديه الكريمتين.
واختتم الدكتور أحمد عمر هاشم حديثه بالتأكيد على أن هذا الموقف وغيره من المواقف العظيمة في حياة النبي تجسّد عبقريته الفذة في إدارة الأزمات بحكمة وعدل، وقدرته الفريدة على رأب الصدع ووأد الفتنة، بما يعكس القيم السامية والأخلاق الرفيعة التي بعثه الله بها رحمة للعالمين.