باحثة فلسطينية: توقيت القمة العربية الطارئة مناسب.. ونراهن على مخرجاتها

باحثة فلسطينية: توقيت القمة العربية الطارئة مناسب.. ونراهن على مخرجاتها
أكدت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية، أن مصر تلعب دوراً كبيراً على المستوى السياسى والدبلوماسى فى دعم القضية الفلسطينية عموماً وليس على مستوى القمة فقط، إذ دعت مصر للقمة من أجل دعم القضية ومنع تصفيتها وبالتالى ضياع الحقوق الفلسطينية.
وقالت «تمارا»، خلال حوارها مع «الوطن»، إن الفلسطينيين يراهنون على مخرجات القمة لحماية حقوقهم وضمان بقائهم فى أراضيهم، كما يجب أن تكون هناك مبادرات عملية لدعم الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة وتعزيز وجودهم على الأرض.
كيف تقيّمين انعقاد القمة العربية الطارئة فى هذا التوقيت؟
- القمة جاءت فى توقيت مناسب، خاصة بعد تداعيات المخطط الأمريكى الإسرائيلى الهادف إلى تهجير الشعب الفلسطينى من قطاع غزة، هذه الخطة استدعت تحركاً عربياً عاجلاً لعقد القمة الطارئة، وسبقتها قمة مصغرة لتنسيق المواقف العربية ووضع آليات العمل وترتيب الداخل الفلسطينى، بالإضافة إلى تعزيز جهود إعادة الإعمار فى ظل وجود الفلسطينيين فى أرضهم، كما أن انعقاد القمة بشكل سريع يعكس استجابة عربية حقيقية للأزمة، خاصة فى ظل استمرار محاولات إسرائيل تنفيذ مشاريعها الاستيطانية، إذ إن القمة مهمة جداً لتنسيق الأولويات العربية وتحديد موقف موحد تجاه القضية الفلسطينية.
■ ما أبرز العوامل التى دفعت الدول العربية لعقد هذه القمة؟
- هناك عدة عوامل رئيسية دفعت إلى انعقاد القمة، أولها الخطة الأمريكية الإسرائيلية التى أثارت مخاوف من تهجير الفلسطينيين قسرياً، واستمرار الحرب رغم الهدنة، واتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف، حيث تحاول إسرائيل انتهاكها ووضع العراقيل أمام تنفيذها، فهناك ضغط إسرائيلى قد يدفع إلى العودة للقتال، إذ يعانى نتنياهو من ضغوط داخلية، خاصة من وزير المالية الإسرائيلى سموتريتش، فالقمة جاءت أيضاً لضمان استمرار إدخال المساعدات الإنسانية وتعزيز الجهود الرامية إلى تثبيت الهدنة، والقضية الفلسطينية حالياً تمر بمرحلة خطيرة تهدف إلى تصفيتها، وهو ما يستدعى حلاً جذرياً وسياسياً حقيقياً لضمان حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، خصوصاً أن تصفية القضية الفلسطينية تهديد للأمن الإقليمى. بالإضافة إلى ذلك، هناك أبعاد ديموغرافية واقتصادية تجعل الوضع الفلسطينى أكثر تعقيداً، مما يستدعى تحركاً عربياً فعالاً، مثل تأسيس صندوق عربى لدعم الفلسطينيين ومواجهة انعدام الأمن الغذائى.
■ ماذا عن دور مصر؟
- مصر تلعب دوراً كبيراً على المستوى السياسى والدبلوماسى فى دعم القضية الفلسطينية عموماً وليس على مستوى القمة فقط، إذ دعت مصر للقمة من أجل دعم القضية ومنع تصفيتها، وقد أسهمت فى تعزيز الهدنة ووقف إطلاق النار، كما تقوم بدور محورى فى التفاوض مع إسرائيل لضمان تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.
■ إلى أى مدى يمكن لهذه القمة أن تؤثر فعلياً على الوضع الراهن؟
- الوضع الفلسطينى مرهون بالنتائج التى ستخرج بها القمة العربية، إذا خرجت القمة بموقف عربى موحد وخطة واضحة لمواجهة خطة ترامب، فستكون هناك فرصة حقيقية لحماية الفلسطينيين من التهجير، فالفلسطينيون يراهنون على نتائج هذه القمة لحماية حقوقهم وضمان بقائهم فى أراضيهم، كما يجب أن تكون هناك مبادرات عملية لدعم الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة وتعزيز وجودهم على الأرض.
■ كيف يمكن للقمة أن تسهم فى وقف التهجير؟
- هناك رهان كبير على أن تخرج القمة بخطة محصنة، لكن هذا يتطلب إدارة فلسطينية موحدة ومتوافقة محلياً وإقليمياً ودولياً، كما يجب أن تكون هذه الإدارة قادرة على استيعاب التغيرات الإقليمية والدولية وألا تعطى أى مبرر للعودة إلى القتال، وأيضاً يجب أن يكون هناك صندوق عربى مشترك لدعم الفلسطينيين اقتصادياً وإعادة إعمار المناطق المتضررة، ما يسهم فى منع التهجير القسرى.
■ ما مدى إمكانية تشكيل لجنة عربية لمتابعة تنفيذ قرارات القمة؟
- يجب تشكيل لجنة عربية لمتابعة تنفيذ قرارات القمة، وذلك من خلال إيجاد توافق عربى شامل حول خطة موحدة، إضافة إلى ترتيب الوضع الداخلى الفلسطينى والتواصل مع المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى، بل من الضرورى التأكيد على أن التهجير القسرى غير قانونى وفقاً للقوانين الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة، وتشكيل لجنة عربية يمكن أن يضمن متابعة تنفيذ القرارات وضمان حصول الفلسطينيين على الدعم الدولى اللازم.
■ هل تتوقعين أن تكون القمة مختلفة؟
- نعم، من المتوقع أن تكون هذه القمة مختلفة عن القمم السابقة، لأنها ستخرج بموقف عربى موحد فى مواجهة خطة التهجير التى تهدد الواقع السياسى والأمنى فى المنطقة، كما أن القمة تأتى فى لحظة تاريخية تتطلب موقفاً عربياً قوياً، وهذه القمة ستعزز وحدة الصف العربى وستؤدى إلى اتخاذ قرارات موحدة لحماية القضية الفلسطينية، سواء كان ذلك من خلال ترتيب الداخل الفلسطينى أو دعم إعادة الإعمار أو تعزيز الاتصالات الدولية لضمان حماية الفلسطينيين ومنع تهجيرهم، كذلك فالقمة يمكن أن تكون محطة مهمة لحماية الفلسطينيين من العودة إلى دائرة العنف، وتعزيز وجودهم على أرضهم، ومنع تصفية القضية الفلسطينية، كما قد تكون خطوة نحو تشكيل دولة فلسطينية مستقلة.
■ ما الخطوات التى يجب اتخاذها؟
- يجب اتخاذ خطوات واضحة، مثل الضغط الدبلوماسى على إسرائيل، ودعم الجهود الدولية لإعادة الإعمار، وتعزيز العمل العربى المشترك لمنع أى تصعيد جديد فى غزة، كذلك يجب إنشاء آليات متابعة لتنفيذ قرارات القمة، وضمان التزام الدول العربية بها، والعمل على استمرار التنسيق مع القوى الدولية الفاعلة لدعم القضية الفلسطينية، وهناك فرصة نحو تحرك عربى مشترك لممارسة ضغوط دبلوماسية واقتصادية على إسرائيل، خاصة إذا تبنت الدول العربية موقفاً موحداً بشأن الضغط الاقتصادى والسياسى على إسرائيل، وأظن أن السيناريو الأفضل هو أن تخرج القمة بقرارات قوية تدعم الفلسطينيين وتمنع التهجير القسرى، مع تشكيل لجنة عربية لمتابعة التنفيذ.