مساعد وزير الخارجية الأسبق: القمة العربية مخصصة للقضية الفلسطينية بشكل رئيسي

مساعد وزير الخارجية الأسبق: القمة العربية مخصصة للقضية الفلسطينية بشكل رئيسي
تنعقد القمة العربية الاستثنائية فى وقت حاسم بالنسبة للقضية الفلسطينية، التى تشهد تحولات كبيرة تهدد مستقبلها، وسط توقعات أن تتخذ الدول العربية مواقف حاسمة تجاه التهديدات المتزايدة التى تواجهها الأراضى الفلسطينية، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، والمخططات الهادفة لتهجير الفلسطينيين، وبالتزامن مع هذه الأوضاع الخطيرة، يبرز الدور المصرى كعامل أساسى فى إقرار حلول عملية وعادلة تضمن حقوق الفلسطينيين وتحافظ على استقرار المنطقة.
وفى هذا الإطار، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن القمة العربية الاستثنائية ستكون محورية فى تحديد وتنسيق المواقف العربية تجاه تطورات القضية الفلسطينية فى مرحلة حساسة للغاية، مشيراً إلى أن القمة ستكون مخصصة للقضية الفلسطينية بشكل رئيسى، إذ تأتى فى وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بإحدى أخطر مراحلها، ففى الوقت الذى تسعى فيه الحكومة الإسرائيلية، بقيادة اليمين المتطرف، إلى تصفية القضية الفلسطينية، تشهد الأراضى الفلسطينية، خاصة قطاع غزة، أحداثاً مأساوية من دمار وقتل نتيجة للعدوان الإسرائيلى المستمر.
وأوضح «حسن» أن الهدف الأساسى من القمة هو الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، والالتزام بالاتفاقات السابقة المتعلقة بتبادل الأسرى، ووقف الأعمال العدائية، بالإضافة إلى ضرورة سحب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، والالتزام بإعادة الإعمار بشكل فورى، إذ إن المجتمع الدولى، خاصة فى أوروبا، قد بدأ يتنبه أكثر فأكثر إلى خطورة الوضع، حيث أبدت العديد من الدول الأوروبية موقفاً قوياً ضد التهجير القسرى للفلسطينيين، وهو ما يعزز الموقف العربى فى القمة.
دبلوماسيون: القمة الاستثنائية محورية لتنسيق المواقف العربية وفرصة لفتح أفق الحل السياسى للقضية
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر تضع أمام القمة خطة شاملة لإعادة إعمار غزة؛ لمنع أى مجال لتصفية القضية الفلسطينية، أو مخططات تهدف إلى التهجير، وهى خطة «مصرية - عربية» تستهدف ضمان تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، وضمان تأمين الحاجات الأساسية للسكان فى القطاع لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، كما تركز الخطة على عملية إعادة الإعمار، التى ستحتاج إلى تمويل ضخم قد يتجاوز 50 مليار دولار، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، وأشار إلى أن مصر قد بادرت بالفعل بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولى لهذا الغرض، مع إسهام العديد من الدول فى توفير التمويل والمعدات اللازمة لإعادة البناء.
واعتبر «حسن» أن القمة العربية الاستثنائية ستكون أيضاً فرصة لفتح أفق الحل السياسى للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الحل الأمثل يكمن فى حل الدولتين، وأن إقامة دولة فلسطينية هى السبيل الوحيد لتحقيق سلام مستدام فى المنطقة، وأكد أهمية الدور الذى يمكن أن تلعبه مصر خلال هذه القمة، حيث إنها أول من دعت إلى عقد القمة، ولديها دور رئيسى فى الوساطة بين الفصائل الفلسطينية والدول الكبرى، مشدداً على أن القمة ستشكل نقطة تحول مهمة فى مسار القضية الفلسطينية، مشيراً إلى ضرورة توحيد الصف العربى بشكل حاسم؛ لمواجهة التحديات المستقبلية، سواء على مستوى المواجهة مع إسرائيل، أو فى مواجهة تقلبات السياسة الأمريكية الحالية، التى ما تزال تمثل تحدياً كبيراً بالنسبة للحقوق الفلسطينية.
من جانبه، قال السفير محمد حجازى، عضو مجلس الشئون الخارجية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن كل خطوة تحركت فيها مصر على الصعيدين الدبلوماسى والسياسى كانت تهدف إلى إحباط المخطط المزعوم لتهجير سكان غزة، مشدداً على أن هذه التحركات تمثل جهداً كبيراً من مصر لتطويق خطة التهجير القسرى، التى كانت تهدد بترحيل الفلسطينيين من أراضيهم، مؤكداً أن مصر تعمل على إفشال هذه المحاولات، وتعزيز خطة بديلة تتبناها «القاهرة» تضمن بقاء الفلسطينيين فى أرضهم، وتحشد المجتمع الدولى ضد خطة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وأوضح «حجازى» أن مصر سعت إلى تنفيذ استراتيجيات متعددة لتحقيق هذه الأهداف، بدءاً من دعم تثبيت الهدنة القائمة فى غزة، مروراً بالضغط لإدخال المنازل الجاهزة إلى القطاع، وصولاً إلى الاستعداد لتنظيم مؤتمر دولى لإعادة إعمار غزة، وهذه الجهود تأتى فى إطار دعم مواقف المجتمع الدولى الرافضة للتهجير القسرى للفلسطينيين، وهى مواقف تجلت بشكل واضح فى الموقف الأوروبى، الذى أظهر دعمه لرفض هذه الفكرة، وأضاف أن الخطة المصرية - العربية، التى ستناقش فى القمة العربية فى «القاهرة»، ستكون بمثابة تصور عادل ومتسق مع تطلعات الشعب الفلسطينى، وستسعى إلى تحقيق رؤية مشتركة حول كيفية التعامل مع الوضع فى غزة، بشكل يضمن حقوق الفلسطينيين فى العودة إلى أراضيهم، وفى إقامة دولتهم المستقلة.