شباب مصر يتخلصون من شهاداتهم بـ"المية والنار".. وخبير: أفعال صبيانية

09:11 م | الثلاثاء 15 سبتمبر 2015

يقضي سنوات عمره في المراحل الدراسية، حتى يصل إلى غايته في التعليم، وترتفع معنوياته لما بعد التخرج من كليته، إلا أنه يصاب بصدمة عند مواجهته للواقع، فليست له وظيفة، أو أي مصدر لكسب رزقه، فتحولت شهادة تخرجه إلى مجرد حبر على ورق، ولم يجد الشاب سوى استخدام النار لحرق شهادته، أو إغراقها وشرب مائها.

يتجمهر الواحد تلو الآخر أمام مجلس الوزراء، يصرخون مطالبين بحقهم الطبيعي، والذي حصل عليه السابقون من أمثالهم، وبعد ترديد هتافات التنديد يرفعون شهادات تخرجهم إلى أعلى، وبعدها بدقائق يشعل كل فرد منهم شهادة تخرجه أمام المارين بشارع قصر العيني.

فنظم أوائل الجامعات لدفعة 2014، صباح أمس، وقفة احتجاجية اعتراضا على عدم الاستجابة لمطلبهم الخاص بالتعيين في الوظائف الإدارية والحكومية للدولة أسوة بالدفعات السابقة، وشهدت الوقفة، والتي انتقلت من أمام مقر مجلس الوزراء إلى شارع قصر العيني، حرق المحتجين لشهاداتهم العلمية، وهو تعبير عن عدم جدوى شهاداتهم العلمية في سوق العمل.

حرق الشهادات لم تكن أول وسيلة للتخلص منها، فمن النار إلى ما هو عكسها تماما، حيث الماء، فبعد أن حصل على شهادة تخرجه من إدارة كليته، وقبل أن يعرض نفسه على سوق العمل، وضع شهادة تخرجه داخل كوب، وصب عليها ماءً، وبعدها بدأ في شرب الماء الممزوج بحبر شهادة تخرجه، وذلك عقب تسلمه لها مباشرةً.

أحمد حجاج محمد، والمقيم بمدينة نجع حمادي بمحافظة قنا، خريج كلية العلوم بجامعة جنوب الوادي، شرب ماء شهادته، والتقط أحد زملائه صورة له، ثم نشرها على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، معلنا اعتراضه على تصريح رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب، والذي قال إنه يجب على الخريجين أن يعملوا سائقي "توك توك" بعد تخرجهم وعدم انتظار الوظيفة، لينفذ حجاج المثل الشعبي القائل: "بلها واشرب ميتها".

وقال الدكتور يسري عبدالمحسن، الخبير النفسي، إن تصرف الخريجين بهذه الطريقة، سواء بحرق شهاداتهم أو إغراقها هي أعمال صبيانية وغير مسؤولة، وتعبر عن مدى غفلتهم عن رؤية مستقبلهم وعدم إحساسهم بالمسؤولية، حتى لو كان هذا الطالب هو من أوائل دفعته.

وأضاف عبدالمحسن لـ"الوطن" أن على خريج الجامعة أن يتمتع بإرادة قوية وتصميم على النجاح، وفي حالة تعرضه للظلم عليه أن يحتج بالطرق الشرعية دون اللجوء لمثل هذه الأفعال، ليعبر عن مستوى فكره العالي للجميع، مشيرا إلى أن الخريجين الذين أحرقوا شهاداتهم هو دليل على فكرهم المهلهل.