أوائل الخريجين: نظام «التكليف» الأصلح فى التعيين لـ«المتفوقين»

كتب: داليا شبل

أوائل الخريجين: نظام «التكليف» الأصلح فى التعيين لـ«المتفوقين»

أوائل الخريجين: نظام «التكليف» الأصلح فى التعيين لـ«المتفوقين»

تظل أزمة تعيينات أوائل الخريجين، من أبرز التحديات التى تواجه الجامعات كل عام، الأمر الذى لا يقتصر على كلية أو جامعة بعينها، بل يمتد ليطول معظم الطلبة فى مختلف الجامعات، وتظل أسباب عدم قبول تعيينهم غير واضحة، بينما جاءت لجنة التخطيط بـ«المجلس الأعلى للجامعات» لوضع نظام جديد لتعين أعضاء هيئة التدريس، فهل يمكن لهذا النظام فى حالة تطبيقه أن يواجه أزمة تعيين الأوائل؟{left_qoute_1}

تقول سارة حرفوش، واحدة من أوائل الخريجين، تعليقاً على تقرير لجنة التخطيط بـ«الأعلى للجامعات» فيما يخص تعيين أعضاء هيئة التدريس: «نظراً لعدم وجود معلومات كافية عن القانون، فبالنسبة للأسلوب المقترح للتعيين، الذى يعتمد على الكفاءة، هو أسلوب لا يختلف عليه أحد، لكن لا بد من وجود الضوابط التى تكفل النزاهة فى الاختيار والشفافية، لحصول المتفوق الحقيقى على الفرصة المتاحة».

وتابعت «سارة»: «نظام التكليف للأوائل هو الأصح فى هذه المرحلة حتى نضمن عدم تدخل الواسطة فى حرمان المتفوقين من فرصهم، ومن واقع تجربتى كواحدة من أوائل الجامعات الذين لم يستطيعوا الحصول على حقهم فى التعيين أؤكد أن تكليف الطلبة الأوائل فور تخرجهم هو الحل الأمثل الذى سيمحو غموض عدم الموافقة على التعيين».{left_qoute_2}

وأوضحت: «تخرّجت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية دفعة 2014 بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف بنسبة 92٫22، وهذه النسبة تقع ضمن النسب العليا لمتوسطات أوائل الكلية على مدى الأعوام الخمسة الماضية، وترتيبى الثانية على الكلية وعلى قسم العلوم السياسية، وفور ظهور النتيجة تقدّمنا بطلبات التعيين لإدارة الكلية، إلا أن إدارة الجامعة رفضت تعيين أى معيد من دفعة 2014، مبررة ذلك بأن الدفعة دون المستوى، لأنها دفعة فراغ».

ويقول أحمد ممدوح، الأول على كلية الإعلام جامعة الأزهر: «أنا أرى موضوع الإعلان عن تعيينات أعضاء هيئة التدريس يفتح باباً أكبر للوساطة والمحسوبية ومنع وصول بعض الطلاب المغضوب عليهم إلى مناصب قيادية فى الجامعة، وبذلك سيكون تحكم إدارة الجامعة أكبر فيمن يعينون، وبالتالى الموضوع مش هيكون معتمد على الكفاءة إطلاقاً، التى تأتى من التفوق، وطبيعى أن يكون الأوائل متفوقين ولديهم ما يؤهلهم للانضمام إلى أعضاء هيئة التدريس، فأنا كمثلى من الأوائل كنت أتوقع أن يكون لدىّ فرصة للتعيين بكليتى التى حرصت على التفوق بها، لكن الكلية لم تتمسك بنا كما تمسكنا بها نحن على مدار أربع سنوات دراسة، على أن نمثلها فى أفضل الأوضاع».{left_qoute_3}

وجاء رد سلمى عبدالستار، الأولى على قسم العلوم السياسية وعلى كلية اقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة، بأقسامها الثلاثة معارضاً تماماً لما جاء فى توصيات «الأعلى للجامعات» بشأن تعيين أعضاء هيئة التدريس: «تلك التوصيات تعنى أنه لن يكون هناك معايير ثابتة للتعيين، ولن يكون هناك استقرار وظيفى، وكيف يتفوق الطالب لسنوات ويبذل من أجل ذلك مجهوداً كبيراً، ثم بعد ذلك يتعين بعقد سنوى، ويظل تحت رحمة إدارة الجامعة، فهذا كلام غير مقبول، لأن الطالب يتفوق من أجل تحقيق حلمه بأن يصبح معيداً ثم دكتوراً بالجامعة، ويستطيع أن يفيد بعمله أجيالاً أخرى، ولا بد أن يكون هناك استقرار وظيفى حتى يستطيع أن يعطى ما عنده».

وتابعت «سلمى»: «أنا حصلت على امتياز مع مرتبة الشرف، ولا بد ألا أنتظر اعتماد تلك التوصيات، كما أننى حصلت على ممتاز فى سنة التمهيدى ماجستير، فضلاً عن أننى تم تكريمى فى كليتى ما يزيد على 20 مرة، وحصلت على شهادات تقدير كثيرة لحصولى على أعلى نسب ومجموع فى مختلف المواد، التى منهم مادة كان يدرسها الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، وبدأت مأساتى من اللحظة التى تخرجت فيها من الكلية، وتحديداً يوم أن ظهرت نتيجتى فى يوليو 2014، وعرفت التقدير والترتيب، وبدأت أنا وزملائى نسأل عن حقنا (المشروع) فى التعيين كمعيدين فى قسم العلوم السياسية وعن موعد ترشيحنا عشان نعرف الخطوات التى ينبغى أن نتبعها، وفوجئنا بأن رؤساء أقسام الكلية لم يرشحوا أى أحد منا لإدارة الجامعة، أى أن إدارة الجامعة لا تعرف بوجودنا من الأساس».

وتتساءل «سلمى»: «ليه نشوف تعبنا وشقانا 5 سنين بيضيع فى الأرض كده، يعنى أنا واحدة اتغربت عن أهلى فى بلد مختلفة عشان أدرس حاجة بحبها وأتفوق فيها وأحقق نجاح ماقدرش حد غيرى يحققه، تكون دى مكافأتى؟!».

 

سارة حرفوش

 

أحمد ممدوح


مواضيع متعلقة