تصاعد الجدل في فرنسا حول الموقف من بشار الأسد

كتب: أ ف ب

تصاعد الجدل في فرنسا حول الموقف من بشار الأسد

تصاعد الجدل في فرنسا حول الموقف من بشار الأسد

"هل سيدفع القرار الفرنسي بالمشاركة في الضربات الجوية ضد تنظيم (داعش) في سوريا إلى إعادة الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد؟".. سؤال بدأ يطرح في فرنسا، وارتفعت أصوات عدة تطالب بإعادة النظر في الاستراتيجية الفرنسية تجاه سوريا.

وقال رئيس الحكومة السابق فرنسوا فيون، أحد كبار زعماء المعارضة اليمينية، أمس، إن "الوقت حان لإعادة النظر في استراتيجيتنا الدبلوماسية والعسكرية"، مضيفًا أن "الخيار الأفضل في الوقت الحاضر هو القيام بعملية واسعة بالتعاون مع روسيا وإيران للقضاء على تنظيم (داعش)، وهذه العملية الكبيرة تفترض أن نضع جانبًا في الوقت الحاضر مسألة مستقبل النظام السوري، ولا بد من مساعدة نظام بشار الأسد لأنه رغم كل سيئاته على وشك السقوط".

وبعد أن ترددت في السابق في توسيع مشاركتها في الضربات الجوية إلى الأراضي السورية خوفًا من أن يستفيد بشار الأسد منها، عادت باريس وقررت المشاركة في طلعات جوية في الأجواء السورية تمهيدًا للمشاركة في الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش".

أما الدافع لذلك بحسب قول وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أمس، فهو "تغير المعطيات"، مضيفًا: "لم نعد نستطيع أن نسمح بإبقاء سوريا معقل (داعش) خارج سياستنا في المشرق".

وإذا كان الرئيس فرنسوا هولاند قد خفف من دعواته لتنحي الرئيس السوري، فإنه بالمقابل لم يتخل عن الدعوة إلى تحييده.

وقال جان بيار فيليون، صاحب كتاب "العرب، مصيرهم هو مصيرنا"، إن "الحفاظ على خط واضح إزاء الأسد لمواجهة تنظيم (داعش) بشكل أفضل ليس ممكنًا فحسب بل هو ضروري"، معتبرًا أن الرئيس السوري هو المسبب الرئيسي لتوسع نفوذ الجهاديين وأزمة اللاجئين.

وأضاف هذا الكاتب، أن ازدياد الدعم العسكري الروسي والإيراني لسوريا بشكل واضح يكشف أن هذين الحليفين لنظام الأسد باتا قلقين بشكل جدي إزاء اضمحلال المناطق التي يسيطر عليها هذا النظام.

وتعتبر السلطات الفرنسية أن المعادلة في سوريا دقيقة للغاية، وهي تأخذ في الاعتبار مصالح الدول العربية السنية التي تريد على غرار باريس، إبعاد بشار الأسد عن السلطة، وتطالب في الوقت نفسه موسكو وطهران بالمشاركة في الحل لإنهاء الأزمة السورية.

وردًا على سؤال بشأن هذا التعارض، رفضت وزارة الخارجية الفرنسية التعليق، واكتفى المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال بالقول: "ندعو الروس والإيرانيين إلى القيام بدور بناء عبر دعوة النظام إلى الدخول في مرحلة انتقالية جدية".

وتابع المتحدث: "أن فرنسا تدعم جهود الموفد الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة".

وكان عدد من النواب الفرنسيين زاروا دمشق مطلع السنة الحالية، والتقوا الرئيس السوري، ما أثار حفيظة الحكومة، واعتبرت يومها أن هذه الزيارة بمثابة هدية أعطيت لديكتاتور لم يعد له مستقبل على رأس بلاده.

وقطعت باريس أي علاقة لها بالنظام السوري في مارس 2012 عندما غادر السفير الفرنسي دمشق، وفي مايو من العام نفسه، أنهت باريس مهمات السفيرة السورية في العاصمة الفرنسية.


مواضيع متعلقة