نصائح زوجتي العزيزة

كتب: اميمة عز الدين

نصائح زوجتي العزيزة

نصائح زوجتي العزيزة

 زوجتي العزيزة وجدتها فجأة ترفع شعارا جديدا، بدأت تتحدث عن الاقتصاد وتوفير النفقات في البيت والادخار، وتشجعنا على التوفير قائلة: "اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم".

كلام جميل ومعقول، ولكن عندما يصل إلى حدود زوجتي فإنها لا تطبقه على نفسها فهي ترى أنها تستحق أن تصرف كما يحلو لها بعد سنوات الشقاء التي عاشتها معي، وفي تربية أولادنا، لذلك لم تتوان عن خصم النصف من مصروف كل واحد من العيال بحجة أن كثرة الفلوس تفسد الأخلاق.

وجاء الدور على حيث اقترحت تخفيض مرات جلوسي مع أصدقائي على المقهى ويكفي مرة واحدة في الشهر، بحجة أن البيت أولى بي من أرصفة المقهى.

هكذا بررت زوجتي دعوتها للبقاء في البيت، خاصة مع ارتفاع الأسعار الجنوني وأننا يمكن تناول كوب من الشاي مع عصير بيتي من صنع يديها والفرجة على التليفزيون ومشاركتها أوقات الفراغ والمرح حد قولها.

واعترضت بشدة على تلك السياسة التعسفية، فهي تطالبني بالتقشف وتقليل المصروفات بينما هي تشتري ما يحلو لها من ملابس وأشياء لا لزوم لها، بحجة أنها ياما تحملت تقشفت في العيش معي.

أنظر اليها حتى أعاين شظف العيش الذى تقول عليه ، فلا أجد سوى كتلة من اللحم تتحرك بالكاد ، يعلوها طبقة من الدهن يجعلها لا تتحرك سوى بضع خطوات و تجلس على أقرب مقعد تستريح فيه . بالطبع اعترضت اعتراضا شديدا ، وقمت بثورة أنا و عيالى ورفعنا راية العصيان البيتى بالبيت ، واضراب عن الطعام لكنها لم تلين ولم تغير رأيها ، بل على العكس من ذلك استماتت و أصرت على سياستها التقشفية معنا جميعا مما جعل العيال ينددون بتلك السياسة و يتهموننى بالضعف أمام جبروتها الطاغى . رفعت صوتى مهددا بالرحيل من البيت ، لكنها ازدادت عندا واصرارا ، وفى النهاية رضخت لى بعد محايلات حتى لا تهتز صورتى أمام العيال واتفقنا أن يكون التقشف ساريا فقط على العيال عملا بنصيحتها : أن المال السايب يعلم التسيب و أنه قد حان الوقت كى يتحمل الأولاد المسئولية و يتعلموا المحافظة على القرش


مواضيع متعلقة