رحلة المواطن بين «شبابيك الحكومة»: الشكل اتغير.. والمعاناة مستمرة

كتب: رحاب لؤى

رحلة المواطن بين «شبابيك الحكومة»: الشكل اتغير.. والمعاناة مستمرة

رحلة المواطن بين «شبابيك الحكومة»: الشكل اتغير.. والمعاناة مستمرة

شباك صغير، تسبقه قضبان حديدية فى أغلب الأحيان، يضطر المواطن إلى الوقوف أمامه عدداً لا نهائياً من المرات خلال سنوات عمره، لاستخراج ورقة أو لتقديم أخرى، وإنهاء معاملات خاصة كانت أو حكومية.

{long_qoute_1}

سنوات طويلة شهدت تطورات عديدة فى مسلسل «الشباك والمواطن»، فالزحام تحول إلى طابور قد ينتظم أحياناً، والقضبان تحولت إلى منفذ زجاجى شفاف، الشكل العام تغير لكن الأزمة ما زالت قائمة، ارتباك دائم خلف «الشباك» وتدافع واشتباكات أمامه.

«عبير عابدين» شابة تعمل أمينة مكتبة، وظيفة هادئة، لا تتشابه طبيعتها مع معاملات صاحبتها أثناء إنهاء الأوراق أمام «الشبابيك: «أول كلمة بتقوليها بعد ما تقفى فى طابور طويل عريض وتوصلى بالسلامة.. هو دا شباك كذا؟ محدش بيوضح أصلاً النظام ماشى إزاى، لا فيه ورق يرشد الناس ولا أى حاجة، دا غير إن موظفين كتير بيزحلقوا الشخص على غيرهم، ومن هنا لهنا ألف وأرجع لأول شباك سألت فيه»، مأساة سنوية مع خزينة الكلية لدفع المصروفات، لم تكن الأولى ولا الأخيرة لـ«عبير»، استخراج شهادة ميلاد من السجل المدنى مأساة أخرى: «الخناقات بتحصل بسبب الكوسة، والناس اللى بتيجى فى الآخر تاخد مصلحتها وتمشى وإحنا واقفين».

الدكتور محمد فؤاد، واحد آخر ممن اضطرتهم الظروف إلى التزاحم على الشباك الخاص بتقديم أوراق الترشح للبرلمان، أستاذ فى علم الإدارة بجامعة أكتوبر للعلوم والآداب، وهو نفسه الذى سبق وشارك فى وضع منظومة جودة العمل داخل هيئة العمل الهولندية، الرجل الذى يترشح للانتخابات عن دائرة العمرانية أزعجته المشكلة التى وصفها بـ«المزدوجة»: «هناك مشكلة عند المواطنين فيما يتعلق بالنظام والالتزام، إلا أن المشكلة ليست بالكامل فى المواطن الذى يقف أمام الشباك، هناك أزمة حقيقية خلف الشباك نفسه». يصف المشهد الذى شاهده بـ«البلبلة»، تزاحم رهيب عادة ما يسببه عدم وضوح الطلبات وتعاون الموظفين: «النظام واقع»، «روح هات طابع بوستة» جمل عديدة تتسبب فى المشاهد المؤذية للتزاحم والضرب أحياناً، آخرها ما فعلته اللجنة العليا للانتخابات حين خرجت فى مؤتمر صحفى تتحدث عن طلبات تم تغييرها فى المنشور الصادر عقب المؤتمر بـ«نصف ساعة»، ليفاجأ المتقدمون بالموظفين يتحدثون عن أوراق إضافية مطلوبة، وعليه أصبح على المتقدم الموجود فى بداية الطابور أن يرحل ليجلب الورق ويبدأ الطابور من أول وجديد وهنا حدثت المشكلة.

تضارب المعلومات وعدم وجود نظام واضح وضعف كفاءة الأجهزة المستخدمة، فضلاً عن سلبية الموظفين، أمور يرى «فؤاد» نهايتها مع قانون الخدمة المدنية الذى أشاد به: «المسألة هتكون زى هولندا، مرتب الموظف مرتبط بمعاملته مع الناس، ومدى بشاشته وتسهيله للأمور، إزاى يخلص عدد أكبر من المعاملات فى وقت أقل وبكفاءة»، مؤكداً أن هذه الإجراءات هى الضمان الوحيد لحل «مشكلة الشباك».


مواضيع متعلقة