السيسى: البرلمان سيواجه أزمات لوجود مواد فى الدستور صيغت بحسن نية

كتب: أسماء زايد، والإسماعيلية - سماح حسن

10:55 م | الأحد 13 سبتمبر 2015

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى أن البرلمان المقبل سيواجه أزمات أثناء وضع قوانين لوجود مواد فى الدستور صيغت بحسن نية، واستطرد: «الدول لا تُبنى بحسن نية»، ودعا الشباب إلى أن ينزلوا فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأن يقدموا صوتهم بعد تأكد شديد ممن يستحق صوتهم، وطالب الفتيات على وجه الخصوص بأن يشاركن فى الانتخابات، وقال: «إن الدولة المصرية تتحرك من أكثر من عام لإنشاء منظومة لضبط الأسعار داخل مصر»، لافتاً إلى أن ارتفاع الأسعار يمس قطاعاً كبيراً من المصريين»، وشدد على أهمية متابعة منظومة ضبط الأسعار باعتبارها أمراً لا غنى عنه فى ظل الظروف الصعبة التى نعانيها. قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إنه لا مجال لوجود فساد فى مصر، وإن الحالات الفردية ليس معناها أن تعمم على كل المنظومة، مشيراً إلى أن المهندس إبراهيم محلب رجل قاد الحكومة فى وقت صعب ويستحق التقدير والتحية، وأنه ما زال يحتاج «محلب» فى الفترة المقبلة.

{long_qoute_1}

وحرص الرئيس، قبل إلقاء كلمته فى افتتاح «أسبوع شباب الجامعات العاشر» بجامعة قناة السويس، أمس، على دعوة خمسة من الطلاب والطالبات وخمسة من أعضاء هيئة التدريس إلى الصعود والوقوف إلى جانبه على المنصة، معلناً عن إطلاق البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، والذى يهدف إلى تخريج قيادات شابة قادرة على الإدارة وتولى المسئولية والمناصب القيادية وفقاً لأساليب الإدارة الحديثة، ويهدف إلى تأهيل ٢٥٠٠ شاب وشابة سنوياً كمرحلة أولى، وشدد على أن الدولة المصرية صادقة فى تمكين الشباب، مؤكداً أن مصر أمة شابة.

ودعا الرئيس إلى التعامل مع ملف الفساد بشكل موضوعى دون الإساءة إلى أحد، حيث إن هناك قانوناً وقضاءً يتعامل مع من يخطئ، دون الإساءة إلى من لم يخطئ ودون القفز على نتائج التحقيقات الجارية فى هذا الشأن.

وشدد على «أننا لن نسكت على الفساد لأنه لم يعد هناك شىء يأخذه الفاسدون ولن نسمح بأخذ جنيه دون وجه حق لأن من يسعى لوضع المال فى جيبه دون وجه حق لن يهتم بالحفاظ على المال العام»، داعياً الجميع إلى المشاركة فى التصدى لكافة أشكال الفساد. وأضاف أن الفساد ليس فقط أخذ شىء بدون وجه حق ولكنه أيضاً أداء المهمة بصورة غير سليمة، فإذا تخرج طبيب غير كفء تسبب فى إعاقة لمريض فهذا فساد.

وقال «السيسى»: عندما أجد البعض يريد تنظيم وقفات للمطالبة ببعض المطالب، فإننى أدعوه لأن يدرك ما يقوم به حتى لو كان عدد المشاركين قليلاً، فلا بد أن يكون لدينا معرفة بالواقع الحقيقى لبلادنا حتى يمكن تفهم ما يواجهنا من تحديات، والدولة إذا كانت تستطيع أن تلبى مطالب مواطنيها فإنها ستقوم بذلك لصالح شعبها وشبابها لتوفير مستوى مناسب من التقدم والرفاهية»، ولفت الرئيس إلى أن رواتب العاملين فى القطاع الحكومى قفزت إلى ٢١٨ مليار جنيه. وأبدى «السيسى» عدم رضاه عن ترتيب جامعة قناة السويس والذى جاء الـ١٤ أفريقياً، معرباً عن أمله فى أن نصل لأن تكون هناك معايير مصرية فى التعليم وغيره من المجالات يتم تطبيقها، وضرب الرئيس مثالاً بسنغافورة التى زارها والتى لا تتجاوز مساحتها ٧٠٠ كم وسكانها ٥ ملايين نسمة، بينما يتجاوز دخلها ٣٥٠ مليار دولار، لافتاً إلى أنهم حققوا إنجازهم فى ٥٠ عاماً فقط بفضل الأخذ بالعلم والجدية فى العمل، وأشار إلى أنه طلب من سنغافورة الاستفادة من تجربتها وخبرتها فى إنشاء وإدارة الموانئ البحرية للاستفادة بها فى مشروع تطوير وتنمية محور قناة السويس. وحذر الرئيس السيسى من أن خراب البلاد لن يفيد وأن الحضارة لا تُبنى على دماء الناس وإنما بالعلم والصبر وحسن الخلق والطهارة، وشدد على أن أهل الشر لن يستطيعوا الإضرار بمصر لأننا قادرون على حماية بلدنا، مستشهداً بعملية «حق الشهيد» الجارية فى سيناء لمواجهة الإرهاب ومحاولات هدم البلد وتشريد شعبها، وأكد أن المسئولية فى مواجهة تلك المخططات تقع على عاتق المجتمع كله بما فيه الإعلام، وليس فقط الجيش والشرطة.

وحول الأشقاء العرب، قال الرئيس، إن مصر قدمت رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة كل ما تستطيع لاستضافة أشقائنا من سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا، وهناك خمسة ملايين لاجئ يعيشون فى مصر بكل الحب والمشاركة رغم ظروفنا الاقتصادية الصعبة، منهم 500 ألف من سوريا.

وأضاف أن مؤسسات دولية توقفت عن رعاية اللاجئين لأن الأرقام ضخمة، مشدداً على ضرورة المحافظة على الدولة المصرية كهدف استراتيجى، فلا نريد أن نتحول إلى أمة لاجئين، وقال: «نحتاج دائماً الإصرار على الحفاظ على بلدنا وحمايتها ورعايتها، وهذا لا يتحقق بالكلام وإنما بالعمل والتضحية»، وتابع: «إننا نقتسم مع أشقائنا ما لدينا حتى لو كان غير كثير ونتعامل معهم على أنهم جزء منا».

من جانبه، قال الدكتور طارق شوقى، أمين عام المجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسى كلف المجالس التخصصية منذ ٦ أشهر بالمشروع الشبابى، الذى يعد هدية الرئيس لشباب مصر، وأضاف أن البرنامج يشمل ٧ دورات تشمل التثقيف السياسى والاقتصادى والإعلامى وتعتمد على التعليم التفاعلى والتجريبى ويستغرق البرنامج ٨ شهور، حيث يتم قبول ٢٥٠ شاباً كل شهرين من خلال الموقع الإلكترونى وسيتم فتح باب القبول يوم ٢٠ سبتمبر.