عبدالمعطى حجازي: المثقفون تحولوا في العقود الماضية إلى تابعين للنظام

كتب: الهام زيدان

عبدالمعطى حجازي: المثقفون تحولوا في العقود الماضية إلى تابعين للنظام

عبدالمعطى حجازي: المثقفون تحولوا في العقود الماضية إلى تابعين للنظام

علق الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، على تصريح الدكتور مراد وهبة، أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس، بأن "المثقفين سبب نكبة هذا البلد"، وقال حجازي: "أتفق معه بعض الشيء لكن ليس تماما، فلا يجوز التعميم، فقد اهتم بعض المثقفين بالشعارات أكثر من القضايا الحية، وبمتابعة الرائج من الكلام السياسى وعدم الالتفات إلى القضايا الحقيقية والأخطار الحقيقية".

وأضاف حجازي، لـ"الوطن": "لكن لا ينبغي أن نلوم المثقفين وحدهم، وعلينا ألا ننسى أن نلوم النظام السياسي الذي فرض على المثقفين هذا الوضع منذ سنة 1952، لأن المثقفين تحولوا في العقود الماضية إلى تابعين لما يقوله النظام بل ويتبنوه، لكن هناك من رفض هذا الوضع وكانت النتيجة أن بعضهم ألقي في السجون والمعتقلات، وأغتيل فرج فودة، وتعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال، ونصر حامد أبوزيد تعرض للنفي والتفريق بينه وبين زوجته، فهؤلاء دفعوا ثمن مواقفهم".

وحول مواجهة الأصولية الدينية قال الشاعر: "يكون رأي المثقف مؤثرا لمقاومة الأصولية الدينية عندما يكون في مجتمع ديمقراطي، لينتصر فكره على فكر هذه الأفكار الأصولية، ففي أوائل القرن الماضي قام علي عبدالرازق بتأليف كتاب (الأصول وأصول الحكم) وذلك عندما حاول الملك فؤاد وشيخ الأزهر ورجال السراي أن ينقلوا الخلافة إلى مصر، وقاوم بمساندة المثقفين في هذه الفترة بإسقاط الفكرة، كل ذلك في ظل الديمقراطية حيث تستطيع الثقافة أن تلعب دورها، وعندما تنتفي الديمقراطية تتحول الثقافة إلى وظيفة، وفي العشرينات أصدر طه حسين كتابه (في الشعر الجاهلي) الذى ميز فيه بين النص الديني والعلم بمعنى ألا يجب أن يكون النص الديني هو الحجة".

ويدلل حجازي على كلامه قائلا: "في الستينيات رغم أن عبدالناصر زج بالأصوليين في المعتقلات إلا أنه لم يستطع القضاء عليهم لغياب الديمقراطية في هذه الفترة، وستظل هذه الأصولية موجودة طالما لم يقم الأزهر بدوره في تجديد الخطاب الديني لأنه هو الذى خرج لنا السلفيين والإخوان، فهو مؤسسة يقوم بدور كالذي تقوم به وزارة التربية والتعليم".

وواصل حجازي قائلا: "نحن لا نحتاج أن نقول إن الإسلام دين الدولة إلا من باب إثبات الهوية، فدور الدين هو تحديد علاقة الإنسان مع ربه وإعداده للآخرة، وأما الدولة فهي التي تحدد ما يختص بعلاقة الإنسان بالدنيا، لأننا نحتاج إلى قوانين وضعية تعالج مشكلاتنا الحياتية وتنظم أنشطتنا الاقتصادية والاجتماعية".


مواضيع متعلقة