أطباء «طفشانين» فى سوهاج.. وعلاج وسط «المجارى» بأسيوط

04:17 م | السبت 12 سبتمبر 2015

«الأبواب مغلقة بأقفال حديدية كبيرة، المكاتب ودواليب الأدوية وأعمدة المحاليل ملقاة فى الخارج يكسوها الغبار»، مشهد اعتاده «جبريل الشمندى» لدى مروره يومياً بالوحدة الصحية فى قرية الحجز بمحافظة سوهاج، المغلقة منذ عدة أشهر.

{long_qoute_1}

يترقب الرجل المسن خبر عودة العمل داخل الوحدة التى تحولت إلى مبنى مهجور: «فى الأول افتكرنا إنها مقفولة عشان مشكلات، أو تجديدات، لكن شهر فى التانى عرفنا إن الدكاترة طفشت»، يقول «الشمندى» متذكراً إحدى التجارب الصعبة التى مر بها عندما أصيب حفيده بـ«ضيق تنفس»، فحاول إسعافه لكن الوحدة كانت مغلقة كالعادة، فاضطر للذهاب إلى المستشفى العام الذى يبعد 3 كيلومترات عن القرية: «اللى معاه فلوس دلوقتى يقدر يتعالج، واللى مش معاه يستنى الوحدة لما ترجع تفتح تانى، دا لو فتحت». «أحمد»، أحد العاملين بمستشفى الأطفال الجامعى بأسيوط، يضطر يومياً لاستخدام مقاعد استراحة المرضى وذويهم للقفز من رصيف إلى رصيف، وصولاً إلى استقبال المستشفى: «المستشفى غرقان فى المجارى، والإدارة تقول لنا حاضر، ومفيش شغل، والنتيجة إننا عايمين فى الإهمال، ولا لجنة متابعة، ولا مسئول يرحم الغلابة اللى مضطرين يتعالجوا على الريحة الوحشة».

الوضع الصحى السيئ فى قرى ومحافظات الجنوب، بررته الدكتورة إليزابيث عبدالمسيح، مديرة إدارة الطوارئ بوزارة الصحة، بغياب الرقابة الذاتية فى المستشفيات والوحدات الصحية: «الوزارة بتوفر إمكانيات لكن الإدارة بتهدر الإمكانيات دى على حساب المريض». وقالت «إليزابيث» إن «الصحة» ستتصدى له من خلال العقوبات الصارمة والمتدرجة: «هنتابع كل الحالات دى، وهنشوف المقصرين، والعقوبات بتبدأ من الخصومات لحد النقل والإقصاء فى بعض الحالات».