«خالد» لف العالم وعاد إلى «الحسين» لإحياء التراث

04:44 م | الخميس 10 سبتمبر 2015

لم يدرِ أن «العِمّة والكاكولا» الخاصة بعلماء الأزهر، وإرث أسرار صناعتهما عن جده، سوف يكونان سبباً فى جولاته حول العالم، لينتهى به المطاف إلى محل صغير بمنطقة الحسين، يسعى من خلاله إلى الحفاظ على التراث المصرى.

خالد عبدالوهاب، 45 عاماً، حرص على أن يكون محله عنواناً للثقافة التى بدأت تتآكل، ومقصداً للمنشغلين بعبق التاريخ، من خلال ديكوراته التى تنتمى إلى فترة الثلاثينات من القرن الماضى، وبضائعه التى تتمثل فى ملابس وأقمشة تراثية، حرص على تحويلها إلى قطع تحاكى الموضة.

«سافرت نصف العالم تقريباً، جلست فى هضبة التبت، رأيت الرقصات الإسبانية، عملت فى ألمانيا وإيطاليا، اشتغلت مدرساً للحياكة فى هولندا، تحدثت مع أناس ينتمون إلى الهنود الحمر فى أمريكا، ثم انتقلت إلى نصف العالم الشرقى، فذهبت إلى قطر، وعملت لفترة فى الإمارات، وفى آسيا زرت تايلاند وماليزيا وسنغافورة، ثم عدت إلى مصر وفى نيتى شىء واحد، هو الحفاظ على تراثنا». كلمات يصف بها «خالد» رحلته فى الحياة، فبعد وفاة والده، وهو لم يتجاوز 4 سنوات، قرر جده احتضانه وتعهد بتربيته، وحين كبر قرر سلك نفس طريق جده، وهو صنع الملابس اليدوية، رغم رفض جده الأمر، لأسباب ترجع إلى خشيته من أن يعانى المعاناة نفسها.

درس مهم تعلمه «خالد» من رحلاته حول العالم، أن تراث كل دولة هو أهم ما تملكه، وأن الحفاظ عليه مهمة تحتاج إلى جهد ضخم: «قررت أن أبدأ ما فيه صالح بلدى، وصالح نفسى بتحقيق أمنيتى بالحفاظ على التراث، وصنع منتج مصرى 100%»، الأمر الذى تطلب منه السفر إلى مختلف المحافظات الحدودية على وجه الخصوص، لأنها أكثر المناطق احتفاظاً بالعادات والتقاليد، واتفق مع سكان الواحات، حلايب وشلاتين، الأقصر وأسوان، سيناء، وبعض سكان وسط الدلتا، على شراء منتجاتهم الخام من أقمشة وأحجار ومتعلقات خاصة بالتزيين، ليصنع بها قطعاً فنية تلفت أنظار الزبائن.