خبراء: "الأصولية" وراء الحرب بين "داعش" و"القاعدة"

01:51 ص | الخميس 10 سبتمبر 2015

"داعش" و"تنظيم القاعدة"، كلاهما تنظيم إرهابي، اتخذا من الدين ستارا لهما، يدخلون في صراعات بينهما بسبب السيطرة، كان آخر هذه الصراعات هجوم أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، على أبو بكر البغدادى، زعيم تنظيم "داعش"، قائلا: "تحملنا الكثير من الأذى من جماعة أبا بكر البغدادي، وخلف نفسه على المسلمين بغير مشورة، وكل همه جمع البيعات وشق الصفوف".

وقال الظواهرى، فى تسجيل صوتى نشرته القاعدة أمس، إن البغدادى لم يلتفت إلى قنابل إسرائيل فى غزة وكل همه هو الخلافة، مطالبا كل من بايع تنظيم "داعش" التبرؤ من بيعته.

وأكد زعيم تنظيم القاعدة أن "البغدادى ضحى بكل شىء من أجل السلطة، وتمرد على بيعة أمير المؤمنين "الملا محمد عمر" ويطالب الناس بالتمرد والانشقاق عن الصفوف" وأضاف أن "البغدادى لا يحق له السمع وليس بخليفة، وهو متمرد على السمع والطاعة"، متسائلا: "أين كان هو عندما كان المجاهدون يقاتلون فى أفغانستان؟".

وتابع الظواهرى: "لا نعترف بهذه الخلافة ولا نراها خلافة على منهاج النبوة، بل هى إمارة استيلاء بلا شورى ولا يلزم المسلمين مبايعتها ولا نرى أبا بكر البغدادى أهلا للخلافة".

يعلق سامح عيد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، على مثل هذه الصراعات قائلا إن التيارات الإسلامية دائما في صراع بسبب الولاية، ولم يوجد مكان في العالم أعلن فيه دولة إسلامية من غير صراعات، فالبداية كانت من أفغنستان والحرب الدامية التي حدثت هناك بسبب التصارع على السلطة، وكما نراه أيضا في غزة بين حماس والجهاد الإسلامي، وهذا هو فكر التيارات الإسلامية التي تعتمد في الأساس علي مبدأ الفرق الناجية من النار يوم القيامة.

وأضاف عيد، في تصريح خاص لـ"الوطن": أن "التاريخ دائما يتحدث عن أن فكرة الأصولية الدينية، والتي تحمل بين طياتها الاختلاف والتكفير وتصل دائما إلى القتال، وإقامة الدولة الإسلامية يعترض تماما مع فكر تنظيم القاعدة الذي يرى أن فكرة الدولة فاشلة تماما وهذا ما حدث مع بن لادن في دولة طالبان".

وأشار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن الحرب بين "داعش" وتنظيم القاعدة لن تنتهي أبدا، وسوف يظلون في صراعات بينهما حتى ينتصر أحدهما على الآخر.

بينما قال خالد الزعفراني الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، "إن الحرب بين "داعش" وتنظيم القاعدة طبيعية للغاية، خصوصا أنهم جماعات تكفرية في الأساس، وبينهم عداء شديد وهذه هي سنة الجماعات التكفرية".

وأضاف الزعفراني، في تصريح خاص لـ"الوطن"، أنه "قريباً سوف نرى انقسامات بين أنصار "داعش" وبعضها"، منوها بعدم انتهاء هذه الحرب مطلقا.