شباب العريش يحلون مشكلة انقطاع المياه بـ«طرومبة»

كتب: إسراء حامد

شباب العريش يحلون مشكلة انقطاع المياه بـ«طرومبة»

شباب العريش يحلون مشكلة انقطاع المياه بـ«طرومبة»

استيقظت على نبأ سعيد جاب أرجاء الحى يحمل بشرة خير للأهالى، «طرومبة مياه يا أهالى بنى صقل»، السيدة الخمسينية انتفضت من فوق فراشها كأنها سمعت دوى قنبلة انفجرت قرب منزلها، لم تسعها الدنيا من الفرحة، بعد أيام من الحرمان لم تتمكن خلالها من قضاء احتياجاتها اليومية، فهرعت تتحرى عن الخبر السعيد بنفسها، وفى يدها جرادل بلاستيكية، وبرفقتها عدد من الجارات، لحظات من السعادة كان وراءها 3 شباب من العريش صنعوا ما عجزت عنه الحكومة لسنوات: «صنعنا طرومبة مياه يدوية على بحر العريش، تقوم بتحلية المياه المالحة وتدخلها إلى العزبة بأدوات بسيطة».

معاناة رصدها خليل الليثى خلال السنوات الماضية، وحلها فى 6 ساعات فقط هى مدة صناعة الطرومبة فى شكلها النهائى، بعد فترة من البحث والتجريب، لتكون جاهزة للتشغيل الفعلى من قبل الأهالى الذين تعلموا كيفية استخدامها وصيانتها بأنفسهم: «الحى رفض يسمع الشكوى، وردوده كانت صادمة دوماً باستحالة إصلاح أو صيانة الشبكات، لأنها متهالكة وقديمة منذ الستينات، ولن تخضع لأى تجديد بسبب التربة الجيولوجية المتباينة من منطقة لأخرى بمدينة العريش»، يومان فقط هما حصة حى أبى صقل من المياه التى تخضع للتحلية وتنساب فى الصنابير: «إحنا استعنا بخبير حفر آبار مياه فى صناعة الطرومبة، واستفدنا منه وقدرنا ننفذ عمليات تحلية لمياه البحر بعد أكتر من تجربة».

تكاليف «الطرومبة» الشعبية لم تتعد الألف جنيه، تحملها الشباب على نفقتهم من أجل إسعاد مئات الأسر: «يكفينا دعاء الأهالى لينا، وإننا تجاوزنا فكرة الاعتماد على المسئولين فى حل أكبر مشاكل الحى، خاصة أن كبار السن والمرضى كانوا يعيشون فى مأساة يومية». الوسيلة التى اختارها «الليثى» وصديقاه، بمعاونة خبير الآبار، قديمة فى شكلها، لكنهم أدخلوا عليها تعديلات حديثة، واستقروا عليها لاعتبارات عدة: «تكلفتها بسيطة وصيانتها أقل، ولا تستهلك أى كهرباء، وغير معقدة، ويسهل لأى شخص مهما كان سنه أو تعليمه استخدامها، وقدرنا من خلالها نتغلب على حجة تهالك شبكات المياه اللى كان بيرددها المسئولين».

 


مواضيع متعلقة