خبير سياسي:"داعش" يريد تفريغ سوريا من أهلها ليقيم خلافته

كتب: محمد حامد

خبير سياسي:"داعش" يريد تفريغ سوريا من أهلها ليقيم خلافته

خبير سياسي:"داعش" يريد تفريغ سوريا من أهلها ليقيم خلافته

أثارت الأعداد الهائلة للاجئين السوريين، الذين هربوا من جحيم الحرب في بلادهم، تساؤلات كثيرة، تؤرق ضمير العالم، وتزيد مخاوف الأوروبيين بشأن أمنهم، ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، تجاوز عدد السوريين اللاجئين خارج البلاد، خلال العام الأخير فقط، نحو 4 ملايين لاجئ، مقابل 7 ملايين نازح داخل البلاد، علما بأن العدد الإجمالي لسكان سوريا يصل نحو 23 مليونا.

ويرى محللون وخبراء، أن هناك خطوات عملية منهجية لتدمير الحضارة السورية، والقضاء على بنيتها التحتية، والتخلص من نظام بشار الأسد، وتفريغ سوريا من أهلها، تمهيدا لاستقبال عناصر "داعش" مختلفة الجنسيات، التي يستقطبها من بلدان عديدة حول العالم.

ويقول الدكتور محمد السعيد إدريس الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام، لـ"الوطن": "اللاجئون السوريون يهربون، ليس من حكومة بشار الأسد، بل من تنظيم (داعش) الإرهابي، وأزمة الهجرة الراهنة مرتبطة بالسياسة الغربية الخاطئة في المنطقة".

وأوضح الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام "أمريكا تمارس دق الأسافين وتأجيج الأزمات، ما يعني أن واشنطن تريد تقسيم سوريا عن طريق (داعش)"، مشيرا إلى أن الارهاب يمول ويمارس في سوريا، وأهل سوريا يتركون بلدهم خوفا من الموت، ويذهبون أيضا في طريق الموت ولا أحد ينصت.

وأضاف إدريس، أن قضية اللاجئين السوريين بشكل عام، ترجع إلى جرائم الترويع التي يمارسها "داعش" ومعظم التنظيمات التكفيرية، ومنها جيش الفتح وجبهة النصرة، التي يمولها الكثير من الدول، أبرزها أمريكا وقطر وتركيا، موضحا أن الشعب السوري يواجه التعذيب والقتل والعنف الممنهج الذي يمارسه "داعش" يوميا، ما أسفر عن العدد المرعب من النازحين، الذين نري مأساتهم كل يوم حول العالم.

وتابع الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام، أن أي منطقة يسيطر عليها "داعش" في سوريا يحولها إلى مقبرة لمن يرفض موالاته، وهو الأمر الذي يدفعهم على النزوح، لافتا إلى أن التنظيم يريد إقامة دولة الخلافة، يقطنها سكان موالون لهم.

ويرى إدريس، أن "داعش" يعمل سواء بالتنسيق أو بشكل ضمني، على نفس الموجة والوتيرة التي تعمل عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها، وعلى رأسهم تركيا وقطر، إذ أن تفريغ سوريا من السكان، قد يكون أحد أهم العوامل المساعدة في إقناع الرأي العام العالمي بمبررات هدم الدولة السورية، وتجريفها تماما من أجل تحقيق أحد أهم الأهداف الإنسانية السامية وهي الديمقراطية والاستقرار.

واعتبر الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام، أن اجتثاث جذور القضية، يتطلب العمل على محاربة الإرهاب بكافة أنواعه، والقضاء على "داعش"، وتطوير الاقتصاد في الدول التي يهرب منها الناس، مضيفا أن القضية الآن ليست مسألة نزوح، لكنها قضية تواطؤ من الأطراف الدولية التي لا تريد القضاء على "داعش".


مواضيع متعلقة