بعد انتحار بطل كمال الأجسام.. استشاريون "الرياضة وحدها لا تكفي"

كتب: أمل محمود

بعد انتحار بطل كمال الأجسام.. استشاريون "الرياضة وحدها لا تكفي"

بعد انتحار بطل كمال الأجسام.. استشاريون "الرياضة وحدها لا تكفي"

"تعددت الأسباب والانتحار واحد".. جملة تصف المشهد الذي اعتدنا على سماع أخباره في حياتنا اليومية، "الانتحار"، تلك الظاهرة التي انتشرت في الفترات الأخيرة بشكل يدعو للقلق والانزعاج، سلطت فيها وسائل الإعلام الضوء على أكثر من حادثة، لتظهر من خلالها أن العديد من الأشخاص، الذني أصبحوا لا يسلكون سوى ذلك الطريق في حياتهم هربًا من مشاكلها والضغوطات التي يتعرضون لها.

لم يفرق الانتحار بين فئة وأخرى، فالوقت الذي نجد فيه أن شابًا أقدم على إنهاء حياته للخلاص بنفسه من الضغوطات النفسية، دون النظر إلى عاقبة ذلك، هو ذات الوقت الذي أقدمت فيه صاحبة منزل على الانتحار لعدم احتمالها ضغوطات الحياة.

يقول علماء النفس "الرياضة تقلل من احتمالية التعرض للاكتئاب والانتحار" ليأتي ذلك الشاب الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره ويكسر تلك القاعدة، حيث أقدم البطل أحمد الجوهري على إنهاء حياته على الرغم من حصوله على العديد من البطولات على مستوى الجمهورية في رياضة كمال الأجسام، ليلقي بنفسه من أعلى كوبري السمك بمحافظة المنوفية.

وأضاف الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن ظاهرة الانتحار انتشرت في السنوات الماضية بين لاعبي الرياضة بشكل ملحوظ، موضحًا أن ذلك يرجع بنسبة كبيرة إلى العقاقير الطبية التي يتناولونها للحصول على بنية أساسية تساعدهم في التدريبات التي يقومون بها، والتي تتسبب لهم في الشعور بالاكتئاب ما يؤدي إلى إقدامهم على الانتحار.

وأضاف استشاري الطب النفسي في تصريح خاص لـ"الوطن"، أن الأمراض النفسية يجوز أن يتعرض لها أي شخص، فليس هناك فرق بين لاعب رياضة وغيرها، ولكن ممارسة الرياضة تقلل من نسبة الوصول للاكتئاب، حيث إن اللاعب يقوم بتفريغ الطاقة السلبية التي تسيطر عليه في الألعاب الرياضية التي يؤديها، فتكون نسبة الوصول للانتحار قليلة.

وأكد حسين أن هناك عوامل تدفع بالفرد إلى اللجوء للانتحار لا تستطيع ممارسة الرياضة السيطرة عليها، مثل الحالة الاجتماعية الخاصة بالفرد، وإمكانية العمل من غيره، والحالة المادية، وعلاقته بمن حوله، والعديد من العوامل التي تكون السبيل إلى التفكير في التخلص من الحياة.

وعن انتحار بطل كمال الأجسام، يقول استشاري علم النفس، إن المجني عليه لا بد أنه كان يعاني من اضطرابات في الشخصية، حيث إن الشخص المقدم على الانتحار لا يقوم بإخبار من حوله مثلما فعل "الجوهري"، وإنما يمارس حياته بشكل طبيعي، لعدم لفت النظر إليه ومحاولة منعه من القيام بذلك، ويؤكد أن لاعب كمال الاجسام أراد من انتحاره لفت الأنظار إليه، بخاصة بعد وفاته، وهو ما يؤكد أنه كان يعاني من خلل في شخصيته.

وأضاف الدكتور أحمد عبدالله أستاذ وخبير علم النفس، أن الرياضة تقلل الإصابة بالاكتئاب، الذي يعتبر الدافع الوحيد للانتحار، لكنها لا تمنعه، حيث إن هناك العديد من العوامل التي تسيطر على الفرد ولا يستطيع الهروب منها بممارسة الرياضة وحدها، وإنما يتطلب الدافع النفسي للسيطرة عليه.

وأكد أستاذ علم النفس أن هناك فئات هي الأكثر عرضة للتفكير في الانتحار، يأتي في مقدمتها الشخص الذي يعيش بمفرده، ومن يتعرض لسلسلة من المشاكل في حياته العملية باستمرار.


مواضيع متعلقة