«الوطن» تخوض مغامرة للكشف عن «مافيا التهريب إلى ليبيا»

«الوطن» تخوض مغامرة للكشف عن «مافيا التهريب إلى ليبيا»
- أجهزة حديثة
- أحداث العنف
- أمن مطروح
- أنا راجع
- إقامة مزورة
- الجيش والشرطة
- الحدود الغربية
- الحرب العالمية الثانية
- الحكومة المصرية
- أبناء
- أجهزة حديثة
- أحداث العنف
- أمن مطروح
- أنا راجع
- إقامة مزورة
- الجيش والشرطة
- الحدود الغربية
- الحرب العالمية الثانية
- الحكومة المصرية
- أبناء
- أجهزة حديثة
- أحداث العنف
- أمن مطروح
- أنا راجع
- إقامة مزورة
- الجيش والشرطة
- الحدود الغربية
- الحرب العالمية الثانية
- الحكومة المصرية
- أبناء
- أجهزة حديثة
- أحداث العنف
- أمن مطروح
- أنا راجع
- إقامة مزورة
- الجيش والشرطة
- الحدود الغربية
- الحرب العالمية الثانية
- الحكومة المصرية
- أبناء
السلوم مدينة صغيرة تحدها هضبة مرتفعة وبحراً لا تهدأ أمواجه، هذه المدينة التجارية ضربها الكساد وانعدم دخل الشباب الذى كان يعتمد على التجارة من وإلى ليبيا عبر منفذ السلوم البرى، يشير العمدة سعيد أبوزريبة، عمدة السلوم، منسق لجنة مصالحة القبائل المصرية الليبية أن إغلاق المنافذ دفع عدداً محدوداً من أبناء السلوم والمناطق المجاورة لها لسلك الطريق غير الشرعية لكسب المال السريع، ويضيف قائلاً: «سيدى برانى تمثل أكبر ارتكاز للمهربين، والتهريب لا يكون من داخل السلوم فقط، بل هناك طرق تهريب عبر 200 كيلو فى الصحراء من مدينة مطروح حتى السلوم».يروى لنا الرجل الذى تربطه علاقات قوية مع قوات الجيش والشرطة أنه حضر عملية التحقيق مع 120 من المتسللين غير الشرعيين فى إحدى المناطق العسكرية الحدودية بالسلوم يقول العمدة: «كل الشباب حالتهم فقيرة، اللى بايع جاموسة عشان يتفق مع مهرب يضحك عليه ويرميه فى الصحرا، الشباب حالتهم صعبة اللى بايع أرض واللى استلف فلوس من جيرانه».بدأنا نخطط للاتفاق مع أحد المهربين فى مدينة السلوم لنرصد تفاصيل أكثر، كنا قد حصلنا من الشباب المقبوض عليه فى سيوة على بعض أرقام لسماسرة ومهربين من مدينة مطروح والسلوم، قررنا أن نخوض مغامرة لنكشف أطراف مافيا الهجرة غير الشرعية التى تستغل الشباب المصرى الفقير، انتحل المحرر صفة شاب يريد الدخول والعمل فى ليبيا، ويريد أن يساعده أحد من السماسرة على ذلك مقابل المبلغ الذى يطلبه، تواصلنا مع عدد من المهربين تليفونياً منهم من تخوف وتحفظ فى حديثه وأنكر أنه مهرب أو سمسار، ومنهم من استجاب، أخيراً عثرنا على أحدهم وتواصلنا معه.. أحد الأشخاص ذو لهجة بدوية، يرد علينا فى التليفون: - المحرر: مرحباً- المهرب: يا مرحباً.. - المحرر: كنت عايز أسافر ليبيا ومعايا 3 من زمايلى يا شيخ.- المهرب: رايح فين فى ليبيا؟ - المحرر: رايح على طبرق.. - المهرب: معاك جواز سفر؟.. - المحرر: لأ مش معايا.انتهت المكالمة بتحديد ميعاد مع المهرب لمقابلته، والاتفاق معه على اللقاء على إحدى الكافيتريات، لكنه كان يخلف ميعاده وتكرر ذلك عدة مرات، قد يكون المهرب متخوفاً منا لأننا تواصلنا معه مباشرة فى التليفون ولم يرنا أو يتعامل معنا سابقاً.أخيراً التزم المهرب معنا بالميعاد بعد أن استجوبنا فى التليفون كى يطمئن لنا، وأرسل لنا أحد أفراد عصابته فى المكان المتفق عليه فى المنطقة الساحلية على شاطئ السلوم وبدأ التفاوض معنا على تهريبنا إلى ليبيا داخل سيارته.. - المهرب: «أنا هوديك مساعد ومن مساعد تركب عربية توديك لغاية طبرق، وهشوف لك واحد من معرفتى يوصلك لغاية طبرق من مساعد.- المحرر: بكام؟- المهرب: بالنسبة ليا أنا لغاية مساعد هاخد منك ألف جنيه؟- المحرر: هنعدى منين؟- المهرب: هتعدى من الجبل، ومن الجبل تنزل على البحر ومن البحر تاخدك مركبة تنزلك لليبيا وبعد ما تركب العربية تجيبك المدينة.- المحرر: من مساعد لطبرق مين هيوصلنى؟- المهرب: هكلم لك واحد ليبى هناك يجبلك عربية من واحد تبعه ويوديك لحد طبرق.. هيقول لى من هنا لحد طبرق بقد كده.- المحرر: هيبقى معانا حد تانى ولا لوحدينا؟- المهرب: هيبقى معانا 30 لـ40 نفر تانى وهتركبوا كلكم وتمشوا من مطرح واحد، وهتعدى الحدود على رجليك مشوار نصف ساعة لساعة إلا ربع كده، تنزل فى المية تركب فلوكة، مركبة صغيرة تاخد 35 نفر ياخدك لغاية المدينة.. شوف نفسك كدا لو عايز تطلع الليلة على طول.. النهارده بعد المغرب أو العشاء كدا تمشى، شوف نفسك بعد العصر أو المغرب أوديك هناك تبيت.فى نفس الليلة سلم المحرر نفسه إلى المهرب الذى أودعه فى أحد المنازل المهجورة التى يطلقون عليه مصطلح «المخزن»، ويبعد عن هضبة السلوم مسافة تقل عن كيلومتر واحد، قضى المحرر ليلة كاملة فى ترقب منتظراً ساعة الصفر، كان يوثق كل ما رصده داخل المكان بالصوت والصورة.فى الصباح وصل «المخزن» أعداد أخرى من المسافرين وبدأت الأعداد فى تزايد، الشباب المقبل ذو لهجة «صعيدية» يرتدون «جلابيب» بسيطة ويجلسون يتبادلون طرف الحديث فى انتظار لحظة التحرك.توافد على هذا المكان مجموعات تقدر بالعشرات وصلت فى نهاية هذه الليلة إلى 120 عاملاً تم إيداعهم فى غرف منفصلة، كل غرفة تحتوى على 15 شخصاً أو ما يزيد، كل شخص يحمل حقيبة سفر متواضعة تضم متعلقاته الشخصية، وبصحبة عدد يعرفهم من أصدقائه الذين سيسافر معهم فى رحلة الخطر، تبادلنا طرف الحديث مع عدد من الشباب فى الغرفة التى جمعتنا، أغلبهم لم يكمل تعليمه أو حصل على «دبلوم صناعى»، يقف شاب ثلاثينى يدعى «ناصر» دخل إلى ليبيا أربع مرات عن طريق التهريب فى شرفة مطلة على هضبة السلوم ليشرح ويطمئن عدداً من زملائه الذين يبدو عليهم أن هذه المرة الأولى لسفرهم، ويشير بيده قائلاً: «إحنا هنطلع بالليل الهضبة دى وهنمشى فى الصحرا، الطريق حلو والمعاملة تمام والمشى براحة لو تعبت بتقعد لو عطشت بتشرب لو جعت بتاكل، ممكن تقعد الليل كله مشى، إنت ممكن تقعد ماشى من 6 المغرب لـ6 الصبح، وممكن متكملش ساعة مشى، على حسب الطريق اللى السمسار هيخدك منه».يشرح الشاب، ابن محافظة المنيا، الذى لم يكمل تعليمه أنه جرب السفر عبر طريق سيوة ونجح فى دخول ليبيا، لكنه لم يعد يفضل طريق سيوة: «سيوة ده أوسخ طريق، بتركب عربيات ويشدوا عليكم السبلة (حبل غليظ) كأنكم شوية خرفان، وبتنزل فى الصحرا تمشى لو تعبت، المهرب بيسيبك تموت وما بيعبركش».لا يشغل بال الشباب المستعد للسفر رحلة العودة لمصر بقدر انشغالهم برحلة الدخول، فهم يعلمون أنهم سيدخلون مصر بعد رحلة العمل فى ليبيا بسهولة، لأن أغلبهم قد عاد مؤخراً بعد الاضطرابات الأخيرة، ودخل من منفذ السلوم إلى مصر بدون ملاحقات أمنية رغم أن جواز سفره لا يحمل أختام دخول ليبيا الشرعية، وما زال منفذ السلوم يستقبل أعداداً تتراوح بين 50 إلى 100 مصرى عائدين من ليبيا يومياً بعد أحداث العنف ومنذ إغلاق منفذ السلوم، درجة الاطمئنان فى رحلة العودة دفعت أحد الشباب داخل المخزن إلى أن يقول لزميل له بصوت حازم: «يا عم ترجع من الجمرك وتحط صباعك فى عين التخين، إيه يا عم أنا راجع بلدى حد ليه عندى حاجة، وكده كده لو اتمسكت وأنا بهرب على ليبيا هيرجعونا بلدنا».قضى الشباب ليلة تبادلوا فيها طرف الحديث عن زملائهم الذين سبقوهم فى السفر إلى ليبيا عن طريق التسلل عبر حدود السلوم، تحدثوا عن أزمة العمل فى مصر، والدخول المنخفضة التى لا تعينهم على الإنفاق على أسرهم، كما تطرقوا فى سمرهم إلى روايات الرعب والخطر على أرض ليبيا خلال فترات عملهم السابقة.فى ساعات متأخرة فى هذه الليلة جاء المهرب وأخبر الشباب داخل المخزن أنه تم تأجيل الرحلة إلى ليلة الغد، لأن لديه معلومة تفيد بأن هناك تشديدات أمنية على الحدود، لكن أخباره لم تلق قبولاً من الشباب، عبروا عن استيائهم بعد أن غادر، وقال أحدهم: «أكيد أجل الميعاد عشان منتظر مجموعة لسة هتيجى تسافر بكرة وعايز يطلعنا كلنا مع بعض بدل ما يطلعنا على مرتين».بدأ الشك والريبة فينا داخل المخزن، خاصة أنه كانت بحوزتنا معدات تصوير سرية قد تثير فضول بعض الشباب الذى بدأ التعرف علينا، لذا بدأنا نفكر فى الانسحاب من هذا المكان بطريقة لا تعرضنا للخطر، تواصلنا مع المهرب وأوهمناه بأن أحد أقربائنا قد وافته المنية ويجب أن نغادر هذا المكان حالاً، فى الصباح خرجنا من المخزن بهدوء بعد أن حصلنا على موافقة المهرب، وانطلقنا فى اتجاه طريق العودة إلى مدينة مرسى مطروح كى نختفى عن الأنظار.لا تمتلك السلطات المصرية رقماً دقيقاً بأعداد المصريين الموجودين فى ليبيا، لدخول أعداد كبيرة بطريقة غير شرعية لم تعلم عنهم الحكومة المصرية شيئاً إلا بعد عودة بعضهم عبر منفذ السلوم ودخولهم بدون ملاحقات أمنية، حيث اكتشفت وزارة الداخلية ممثلة فى مديرية أمن مطروح بعد تحليل معلوماتى لبيانات المصريين العائدين من ليبيا عبر منفذ السلوم أن من 35% قد دخلوا ليبيا بدون تأشيرة دخول قبل عام 2015، طبقاً للمعلومات التى أمدنا بها اللواء العنانى حمودة، مدير أمن مطروح، لكن هذا الرقم لا يمثل عينة دقيقة لنسبة المصريين الذين دخلوا بصورة غير شرعية إلى ليبيا خلال السنوات الماضية، خاصة أن عدداً كبيراً من المصريين رفضوا العودة حتى لا ينقطع مصدر دخلهم الوحيد رغم الظروف الأمنية الخطيرة التى تواجههم هناك.واجهنا مدير أمن مطروح بوثائق السفر المزورة التى بحوزتنا والتى تعود لما قبل عام 2015 والتى تم منع السفر بعدها، حيث تؤكد التأشيرات «المضروبة» أنها مرت من منفذ السلوم البرى، لأنها حصلت على أختام رسمية صحيحة من المنفذ رغم أن التأشيرة والإقامة مزورة، جاء رد مدير الأمن: «مؤخراً تم دعم منفذ السلوم البرى بأجهزة حديثة للكشف عن وثائق السفر غير الصحيحة والمزورة».مدير أمن مطروح يشدد على أن هناك قبضة أمنية حديدية على المنافذ والمعابر والحدود الغربية، ويشير إلى أن الهجرة غير الشرعية تزايدت بصورة كبيرة جداً بعد حظر السفر، موضحاً أنه يتلقى معلومات مستمرة عن مقتل أعداد كبيرة من العمالة المصرية التى تحاول دخول ليبيا، وتكون الأسباب مختلفة، منها انفجار لغم أرضى من مخلفات الحرب العالمية الثانية أو التيه فى الصحراء والموت جوعاً أو قتلاً برصاص حرس الحدود الليبيين.يؤكد «حمودة» وجود رقابة صارمة على كل محاور وطرق ومدقات التهريب التى يسلكها المهربون، واجهنا مدير الأمن بما كان فى حوزتنا من وثائق بصرية وفيديو توضح حركة التهريب والمغامرة التى خضناها وتثبت أن هناك تقصيراً أمنياً فى إحكام السيطرة الأمنية داخل مدينة السلوم تحديداً، علق مدير الأمن قائلاً: «إحنا بنتخذ سياسة الضربة الاستباقية للمهربين، ونقبض يومياً على أعداد كبيرة منهم، مع المهاجرين غير الشرعيين، لكن الهجرة غير الشرعية تزايدت بصورة كبيرة هذه الأيام ونحن نضع خططاً لتشديد القبضة الأمنية، لتصل إلى إحكام السيطرة على كل منافذ التهريب».
- أجهزة حديثة
- أحداث العنف
- أمن مطروح
- أنا راجع
- إقامة مزورة
- الجيش والشرطة
- الحدود الغربية
- الحرب العالمية الثانية
- الحكومة المصرية
- أبناء
- أجهزة حديثة
- أحداث العنف
- أمن مطروح
- أنا راجع
- إقامة مزورة
- الجيش والشرطة
- الحدود الغربية
- الحرب العالمية الثانية
- الحكومة المصرية
- أبناء
- أجهزة حديثة
- أحداث العنف
- أمن مطروح
- أنا راجع
- إقامة مزورة
- الجيش والشرطة
- الحدود الغربية
- الحرب العالمية الثانية
- الحكومة المصرية
- أبناء
- أجهزة حديثة
- أحداث العنف
- أمن مطروح
- أنا راجع
- إقامة مزورة
- الجيش والشرطة
- الحدود الغربية
- الحرب العالمية الثانية
- الحكومة المصرية
- أبناء