أهالي "كوباني" السورية.. تصدوا لإعصار "داعش" وغرقوا في أمواج "المتوسط"

أهالي "كوباني" السورية.. تصدوا لإعصار "داعش" وغرقوا في أمواج "المتوسط"
اشتباكات عنيفة استمرت لمدة 112 يومًا، داخل المدينة ذات الغالبية الكردية فـي شمال سوريا، استعصت ببضع مئات من المقاتلين، على تنظيم إرهابي يبطش بيده الصغير قبل الكبير.
في بداية عام 2014، تعرضت مدينة "عين العرب" لهجوم جديد من قوات "داعش"، ولكنه لم يكن هجومًا حاسمًا، ولم يسفر عن نتائج ميدانية ذات قيمة كبيرة.
وفي 16 سبتمبر 2014، شن "داعش" هجومًا واسع النطاق أسفر عن السيطرة على أكثر من 350 قرية كردية، وفرض حصارًا على "كوباني" من الجهتين الجنوبية والغربية، ما أدى إلى نزوح أكثر من 300 ألف كردي فروا عبر الحدود إلى تركيا.
أدت النجاحات الأولية لقوات "داعش" إلى تزايد الاهتمام الدولي بمعركة كوباني حتى أصبحت حجر الزاوية في الأزمة السورية بتصدرها نشرات الأخبار والعناوين الرئيسية للصحف العالمية، إلى جانب المعارك التي تدور على الجغرافيا العراقية.
ولكن بمرور الوقت، استطاعت القوات الكردية السيطرة على الأمور، بمساعدة الهجمات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، حتى نجحوا في طرد عناصر التنظيم الإرهابي من داخل "كوباني"، وتحريرها نهائيًا، قبل أن يقتلوا 1196 شخصًا من أصل 1737 قتلوا في تلك المعارك، وفقًا لما ذكره المرصد السوري.
تنظيم "داعش" المشهور بوحشيته وأسلحته التي تفتك بكل ما يقابلها، فشل أمام أهل مدينة "كوباني"، الذين وقفوا صامدين أمام عناصر التنظيم الإرهابي قرابة الـ4 أشهر، لكن ما لم يفعله التنظيم الإرهابي نجحت فيه أمواج البحر المتوسط.
تلك المدينة المشهورة بغالبيتها الكردية، خرج منها الطفل الغريق "آلان الكردي" الذي هز العالم بصورته، حينما غرق قرب السواحل التركية، برفقة شقيقه ووالدته، وعادوا إليها جثث محمولة على الأعناق، أول أمس.
وصل عبدالله كردي، والد الطفل، إلى مدينة سوروج التركية الحدودية مع نعوش الطفل آلان (3 أعوام) وشقيقه (5 أعوام) ووالدتهما، الذين ماتوا غرقا لدى محاولتهم مغادرة تركيا إلى اليونان، واجتاز الحدود للوصول إلى مدينة عين العرب السورية، ورافقت قافلة طويلة من السيارات الوالد من منتجع بودروم البحري (جنوب غرب تركيا)، حيث حصلت المأساة حتى الحدود السورية.