"كوباني".. هنا مات الضمير العربي والعالمي مع غرق الطفل "إيلان"

كتب: بسنت نصر

"كوباني".. هنا مات الضمير العربي والعالمي مع غرق الطفل "إيلان"

"كوباني".. هنا مات الضمير العربي والعالمي مع غرق الطفل "إيلان"

حكاية أدمت قلوب الكثيرين، بالرغم من تكرار مأساتها بشكل يومي لمواطنين مزقت الحرب بلادهم بعد أن كانت "زهرة الشام"، لكن صورة طفل سوري لم يرَ طوال سنوات عمره الثلاث سوى الحرب والدمار، ملقى على بطنه بعد أن قذفته أمواج الهجرة، نطقت بعجز العالم، لتكون عين العرب "كوباني"، مسقط رأس الطفل الغريق، عينا "فاضحة" للعرب والعالم أجمع.

ساعة كاملة في الظلام وتلاطم الأمواج قضاها "عبدالله" والد "إيلان"، صارخا في عرض البحر في محاولة بائسة ليسمعه ولداه وزوجته بعد أن انقلب بهم قارب الموت الذي حال الفقر دون توفير سترة نجاة واحدة للأسرة، لتنقل الشواطئ التركية الطفلين والأم إلى مستشفى في بودروم ثم يتم نقل الجثث جوًا إلى مأواها الأخير "كوباني" لتصبح شاهدة على النهاية.

البداية ترويها أيضًا "كوباني" المدينة الكردية التابعة لمحافظة حلب السورية والتي تعد ثالث مدينة سورية ذات أغلبية كردية بعد "القامشلي" و"عفرين"، وعين العرب بشكل عام هي واحدة من أبرز مناطق تكتل الفصائل الكردية، وترجع تسميتها بهذا الاسم "كوباني" إلى "كوم بانيا" وتعني باللغة العربية "الإجماع".

نزحت منها العائلة السورية إلى حي "ركن الدين" في دمشق ثم إلى إدلب، لكن اضطراب الأوضاع أجبرتهم على العودة إلى "كوباني"، ولم يرحمهم الوضع مجددًا ليشن "داعش" هجومًا على المدينة، ليجد الأب البحر أمامه يحمل فرصة نجاة ضئيلة والموت الحتمي خلفه، ليدفع كل ما يملك تجاه هذه الفرصة الضئيلة لينقله مهربين أتراك من بودروم على الحدود التركية التي أقام فيها ثماني أشهر، إلى جزيرة "كوس" اليونانية، التي تعد ملجأ كبيرا للسوريين.

أتى ذلك بعد أن فشلت محاولات "تيما الكردي"، عمة الطفل الغريق المقيمة بكندا، لاستخراج تأشيرة لأخيها، بسبب الإجراءات المفروضة من السلطات الكندية على منح التأشيرة للسوريين القادمين عن طريق تركيا، فالسوريون الأكراد لا تعترف بهم الأمم المتحدة كلاجئين، والحكومة التركية لا تعطيهم تأشيرات خروج.

بين تعنت الحكومات وروتينية الإجراءات التي تتجرد من الإنسانية، لقي "إيلان" و"غالب" و"ريحان" نهاية رحلتهم الطويلة بين أمواج البحر في "عين العرب".


مواضيع متعلقة