هجرة السوريين.. رحلة نهايتها الموت "غرقا" أو "خنقا"

كتب: أحمد محمد عبدالباسط وهيا حسن

هجرة السوريين.. رحلة نهايتها الموت "غرقا" أو "خنقا"

هجرة السوريين.. رحلة نهايتها الموت "غرقا" أو "خنقا"

"يا أيها البحر لا تبكي وتبكينا.. وابلع دموعك إن الدمع يؤذينا.. متى ستعرف أن الموج موطننا .. فليس من بلد في البر يأوينا... يا أيها البحر لا تبكي على شعب.. أبكى الصخور ولم يبك السلاطينَ".. يدفعون كل ما يملكون من أموال، يهربون من موت ليحاربوا أمواج البحر داخل "مراكب الموت"، يضحي الرجل بأعز ما يملك طامحًا في حال أصلح من الخراب الذي يعيش فيه وطنه.

يتكدسون على سطح مركب خشبي أو مطاطي، يرتدون سترات النجاة، التي قليلًا ما تقوم بمهمتها، تضربهم أمواج المتوسط المتلاطمة، تقذفهم يمينًا ويسارًا، فتحضن الأم رضيعها، ويضلل الأب على أسرته الصغيرة، داعيًا ربه ألا تفرقهم مياه البحر، بعدما تنقلب مركبهم، يصلي بقلبه رافعا عينيه صوب السماء، بأن يكتب الله لهم حياة جديدة.

"أنا آسف يا أمي لأن السفينة غرقت بنا ولم أستطع الوصول إلى هناك، كما لن أتمكن من إرسال المبالغ التي استدنتها لكي أدفع أجر الرحلة.. لا تحزني يا أمي إن لم يجدوا جثتي، فماذا ستفيدك الآن إلا تكاليف نقل وشحن ودفن وعزاء"، رسالة وجدت في جيب لاجئ سوري غرق في البحر المتوسط قبل أن يتمكن من الوصول إلى أوروبا.

تعددت الأسباب والموت واحد، هكذا بات حال اللاجئين السوريين حول العالم، فإما الموت داخل الوطن بواسطة برميل متفجرات من جيش بشار الأسد، أو الذبح على يد أحد عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، وإذا حاول الهروب من كل ذلك نحو عالم يقدر قيمة الإنسان ويحترم الإنسانية، تبتلعه أمواج البحر، حتى باتوا يطلقوا على تلك الرحلات غير الشرعية اسم "طريق مراكب الموت".

يحاول البعض الهرب من رحلة المخاطر إلى أوروبا عن طريق البحر، وهي الرحلة التي غالبًا ما تنتهي داخل البحر أيضًا قبل الوصول إلى مقصده جثة تقذفها الأمواج، فيسعى للسفر برًا من خلال الاختباء داخل شاحنة بضائع، إلا أن الموت يظل يلاحقهم حتى يقضي عليهم "خنقًا".


مواضيع متعلقة