"اضطراب ما بعد الصدمة".. هذا ما جناه أطفال لاجئي سوريا من "رحلة الموت"

"اضطراب ما بعد الصدمة".. هذا ما جناه أطفال لاجئي سوريا من "رحلة الموت"
- سوريا
- اللاجئين السوريين
- ألمانيا
- سوريا
- اللاجئين السوريين
- ألمانيا
- سوريا
- اللاجئين السوريين
- ألمانيا
- سوريا
- اللاجئين السوريين
- ألمانيا
بين الحرب والقتل والدماء وكل تلك المشاهد التي جرحت أعين براءة أطفال سوريا، لم يعرف خلالها ذلك الطفل معنى الأمان، حيث الهرب من الحرب ومحاولة النجاة، لم تلجأ تلك الأسر إلى تعريض حياتها وأطفالها للخطر أملًا في الحياة عبر رحلات الموت البحرية، ليتحولوا بعد كل هذا العناء إلى "لاجئين" يبحثون عن موطن.
هؤلاء الأطفال الذين فاقت أوضاع معيشتهم حدود استيعابهم، باتوا يعانون من "اضطراب ما بعد الصدمة"، وفقًا لما توصلت له دراسة بجامعة ألمانية، أجراها أستاذ طب الأطفال الاجتماعي في الجامعة التقنية في ميونيخ، فولكر مول، على أطفال اللاجئين السوريين الذين وصلوا ميونخ، للوقوف على حالتهم النفسية بعد كل تلك المعاناة والمخاطر المحفوفة بالموت.
وعانى الأطفال السوريون الذين بلغ عددهم 100، ممن وصلوا إلى ميونخ وشملتهم الدراسة، من العبء النفسي الكبير من المشاهد التي باتت محفورة في ذاكرة هؤلاء الصغار، وخلصت إلى أن واحدًا من بين خمسة أطفال يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، في الوقت الذي يحاول فيه 30% منهم مقاومة المشاكل العقلية الخطيرة.
"الفرار لعدة أشهر، والاختباء في الشاحنات، ومخاطر قوارب الموت المكتظة"، تسببت في حياة غير مألوفة للأطفال السوريين، فأثناء فحص لكل طفل مرتين على مدار ثلاث ساعات من قبل الأطباء وعلماء النفس، أوضح "مول"، أن الطفل في هذه الأثناء كان مطلوبًا منه أن يكون هادئًا وألا يبكي من كل هذا الخوف الذي يسيطر عليه بسبب الظروف المحيطة به.
وأثبتت الدراسة أن الأطفال السوريين اللاجئين يعانون أكثر من غيرهم في ألمانيا، خاصة بالنسبة لأمراض الجهاز التنفسي، فضلًا عن الهزال الذي يعانون منه وعدم تلقيهم التطعيم الوقائي، نتيجة لما مروا به من ظروف حرب ومخاطر رحلات الموت.
60% من الأطفال السوريين يعانون من مشاعر العزلة بعد وصولهم ألمانيا، كما أوضحت الدراسة، بعدما أثرت تجارب الحرب والتعذيب والهروب لفترات طويلة على الأطفال بشكل استثنائي، كما يعاني 25% من مشاعر التمييز، الأمر الذي تسبب في صدمات نفسية جديدة.
وفي الوقت الذي يعتقد فيه البعض أن سكن الإيواء يعطي الآمال لهؤلاء الأطفال، أشار "مول" في دراسته، إلى أن الإقامة لأكثر من 200 يوم في سكن الإيواء الأولى، قد يصيب الأطفال باضطرابات عقلية دائمة، ناصحًا بتغييره على فترات.