البحر المتوسط.. "نداهة الموت" للمهاجرين واللاجئين

البحر المتوسط.. "نداهة الموت" للمهاجرين واللاجئين
بات البحر المتوسط مأوى لجثث المهاجرين على مدار العام الجاري، عقب ارتفاع عدد الغرقى منذ بداية 2015، مقارنة بالعام الماضي، والذين تقدر أعدادهم بالآلاف، وسط تباين حاد في الأرقام بين المنظمات الدولية المهتمة بشؤون اللاجئين والمهاجرين.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة، أن أكثر من 350 ألف مهاجر عبروا البحر المتوسط منذ شهر يناير الماضي، وذلك بهدف الوصول إلى الدول الأوروبية، لافتة إلى أن أكثر من 2643 شخصًا ماتوا في البحر أثناء تلك المحاولات للعبور.
وأشارت المنظمة في تقرير لها، اليوم، إلى أن عدد من وصلوا إلى اليونان بلغ حوالي 235 ألفًا، وحوالي 115 ألفًا في إيطاليا، وأكثر من ألفين وصلوا إلى إسبانيا، بينما وصل المئات إلى مالطا، مضيفة أن هذا العدد كان مقابل 219 ألفا من المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط في عام 2014، بينما قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من جانبها، إنه في العام الماضي بأكمله قتل أو فقد في البحر قرابة 3 آلاف و500 مهاجر.
فيما أوضحت منظمة الهجرة الدولية، أن شهر أبريل الماضي كان الأكثر دموية على الإطلاق بعد مقتل 1300 مهاجر غير شرعي غرقًا في البحر المتوسط، بعدما سجل أسوأ حادثة راح ضحيتها 800 شخص بعد غرق مركب صيد قبالة سواحل ليبيا، ما رفع عدد قتلى جحيم المتوسط إلى أكثر من 1750 منذ بداية العام 2015، وهو عدد أكبر 30 مرة من حصيلة العام 2014.
وقال المتحدث الإعلامي باسم المنظمة جويل ميلمان، إن وتيرة وفاة المهاجرين غرقًا ترتفع من شهر إلى آخر، ولكن متوسط عدد الغرقى اليومي خلال شهر أغسطس الماضي بلغت حوالي 10 أفراد في اليوم ممن حاولوا الوصول إلى سواحل جنوب أوروبا مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا.
حالة من القلق تعيش فيها دول أوروبا، خاصة المطلة على البحر المتوسط، بسبب حوادث غرق المهاجرين واللاجئين بصورة شبه يومية، خاصة بالقرب من سواحل تركيا واليونان، التي تكررت بصورة مرتفعة خلال شهري يوليو وأغسطس.
ويأتي هذا الارتفاع في حوادث غرق المهاجرين إلى أوروبا بالتزامن مع استقبال دول اليونان والمجر وألمانيا وأيسلندا آلاف اللاجئين، خاصة السوريين بشكل يومي، ومحاولة تلك الدول توفير كافة سبل الراحة والحماية للوافدين إلى بلادهم.