بروفايل| الإمام البخاري.. راوي الحديث الصحيح

كتب: زياد السويفى

بروفايل| الإمام البخاري.. راوي الحديث الصحيح

بروفايل| الإمام البخاري.. راوي الحديث الصحيح

يعد من أهم علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة على الإطلاق، هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَه الجعفي البخاري.

ولد الإمام البخاري في بخارى ليلة الجمعة الثالث عشر من شوال سنة 194 هـ، وتربى في بيت علم حيث كان أبوه من العلماء المحدّثين، واشتهر بين الناس بسمته وورعه، ومال البخاري إلى طلب العلم وحفظ الأحاديث وتحقيقها وهو حديث السن، فدخل الكتّاب صبيًا فأخذ في حفظ القرآن الكريم وأمهات الكتب المعروفة في زمانه، حتى إذا بلغ العاشرة من عمره، بدأ في حفظ الحديث، والاختلاف إلى الشيوخ والعلماء، وملازمة حلقات الدروس، وبالإضافة إلى حفظ الحديث فإنه كان حريصا على تمييز الأحاديث الصحيحة من الضعيفة ومعرفة علل الأحاديث وسبر أحوال الرواة من عدالة وضبط ومعرفة تراجمهم وإتقان كل ما يتعلق بعلوم الحديث عموما.

حفظ البخاري كتب عبدالله بن المبارك ووكيع بن الجراح وهو ابن ست عشرة سنة، وفي تلك السنة حوالي عام 210 هـ خرج من بخارى راحلًا إلى الحج بصحبة والدته وأخيه أحمد، حتى إذا انتهت مناسك الحج رجعت أمه مع أخيه إلى بلدها، بينما تخلف البخاري لطلب الحديث والأخذ عن الشيوخ، فلبث في مكة مدّة ثم رحل إلى المدينة النبوية وهناك صنّف كتاب التاريخ الكبير وعمره ثماني عشرة سنة، تعددت رحلات الإمام البخاري العلمية للأخذ عن الشيوخ، والرواية عن المحدّثين، فزار أكثر البلدان والأمصار الإسلامية في ذلك الزمان للسماع من علمائها، شملت رحلاته أغلب الحواضر العلمية في وقته فرحل إلى العراق ودخل بغداد والكوفة والبصرة، وفي الشام دمشق وحمص وقيسارية وعسقلان، كما رحل إلى مصر.

أتاحت للإمام البخاري رحلاته الكثيرة وطوافه الواسع في الأقاليم لقاء عدد كبير من الشيوخ والعلماء، حتى بلغوا أكثر من ألف رجل، وقال البخاري: "كتبت عن ألف وثمانين نفسا ليس فيهم إلا صاحب حديث" وقال: "دخلت بلخ فسألوني أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه فأمليت ألف حديث عن ألف شيخ" ولم يكن البخاري يروي كل ما يأخذه أو يسمعه من الشيوخ بل كان يتحرى ويدقق فيما يأخذ، وصنف الإمام البخاري وألف كتبا كثيرة، وقد هيأه للتأليف والكتابة وأعانه عليها ذكاؤه الحاد، وسعة حفظه، وذاكرته القوية، ومعرفته الواسعة بالحديث النبوي وأحوال رجاله من تعديل وتجريح، وخبرته التامّة بالأسانيد من صحيح وضعيف وقد وصلنا بعض كتبه وطُبعت بينما لا يزال بعضها مفقودا ومعظم مصنّفاته وكتبه لا تخرج عن السُنّة والحديث وعلومه من رواية ودراية ورجال وعلل، والجامع الصحيح: والمشهور باسم صحيح البخاري، أشهر مصنّفاته وأشهر كتب الحديث النبوي على الإطلاق عند أهل السنة والجماعة، مكث في تصنيفه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عامًا، قال البخاري في سبب تصنيفه للكتاب: "كنت عند إسحاق ابن راهويه، فقال: لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع هذا الكتاب"، وجمع فيه البخاري حوالي 7593 حديثا اختارها الإمام البخاري من بين ستمائة ألف حديث يحفظها.

من أشهر أقوال البخاري قال: "ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين"، وقال: "لا أعلم شيئا يُحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة"، وقال: "ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثًا صحيحًا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي"، وقال "ما أردت أن أتكلم بكلامٍ فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء"، وأضاف "أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا".

وكانت وفاته ليلة عيد الفطر السبت 1 شوال 256هـ الموافق لـ1 سبتمبر 870م، عند صلاة العشاء وصلي عليه يوم العيد بعد الظهر ودفن، وكان عمره آنذاك اثنين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما وقبره معروف إلى الآن وله ضريح مشهور في سمرقند بأوزباكستان.


مواضيع متعلقة