عاصفة «شروق المصرى» تضرب أسهم شركات الغاز فى البورصة الإسرائيلية

عاصفة «شروق المصرى» تضرب أسهم شركات الغاز فى البورصة الإسرائيلية

عاصفة «شروق المصرى» تضرب أسهم شركات الغاز فى البورصة الإسرائيلية

أثار إعلان شركة «إينى» الإيطالية للطاقة، مساء أمس الأول، عن اكتشاف أكبر حقل للغاز الطبيعى فى المياه الإقليمية المصرية، إسرائيل بحالة من الهلع والترقب وإعادة الحسابات، خاصة فيما يخص مستقبل حقل «ليفيثان» الإسرائيلى، الذى كان يعد لتصدير الغاز لمصر. وبدأت البورصة فى «تل أبيب»، صباح أمس، بهبوط كبير لأسهم شركات الغاز الإسرائيلية، وفقاً لصحيفة «كالكاليست» الاقتصادية، التى قالت إن الاكتشاف سيغير الوضع فى إسرائيل، موضحة أن هناك قلقاً من المزيد من الرقابة على الأسعار أو على الأقل أن ضبط سعر سوق الغاز فى الإقليم سيتم تحديده من قِبَل مصر.

{long_qoute_1}

ومن جانبها، أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، إلى أن الحقل المصرى الجديد يقع على مساحة 100 كيلومتر مربع، ويحتوى على 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، وفى المقابل يحتوى حقل «ليفيثان» الإسرائيلى على 22 تريليون قدم مكعب، أى إن الحقل المصرى يزيد على نظيره الإسرائيلى بنحو 36%، موضحة أن الشركة الإيطالية تعتبره الاكتشاف الأكبر على الإطلاق فى البحر المتوسط وقد يصبح واحداً من أكبر اكتشافات الغاز فى العالم، حيث إنه يقع على عمق 4757 قدماً. وفى المقابل، حاولت صحيفة «جلوباس» الإسرائيلية الاقتصادية، تهدئة المخاوف الإسرائيلية، ونقلت عن المحلل روبرت ميلز، الباحث المشارك فى معهد «بروكينجز» الأمريكى فى الدوحة بقطر، زعمه أن الحقل المصرى الجديد سيغطى الاحتياجات المصرية للغاز فقط، ولكنه لن يحولها إلى دولة مُصدرة للغاز، موضحاً أن الحقل سينتج نحو 2.5 إلى 3 مليارات متر مكعب من الغاز فى اليوم، وهو ما يغطى احتياجات مصر للطاقة فقط ولن يتبقى منه شىء للتصدير. وأكد وزير الطاقة الإسرائيلى يوفال شتاينتز، فى تصريح أمس الأول، أن «اكتشاف غاز طبيعى فى مصر هو تذكرة مؤلمة لإسرائيل ويؤخر فكرة المزيد من التنقيب، فالعالم يتغير أمام الولايات المتحدة وإسرائيل، بما فى ذلك تداعيات خيارات التصدير للبلاد».ومن ناحية أخرى، ذكرت وكالة «رويترز» أن هذا الاكتشاف سيكفى مصر لعقود مقبلة، ونقلت «رويترز» عن «كلاوديو ديسكالتسى» الرئيس التنفيذى لشركة «إينى» فى تصريحاته لشبكة «سى.إن.بى.سى» الاقتصادية الأمريكية أن «اكتشاف حقل الغاز سيلعب دوراً كبيراً ذا أهمية عظمى فى دور مصر فى المنطقة، كما أنه سيساعد على الحفاظ على استقرار ساحل البحر المتوسط»، مضيفاً أن «هذا الأمر سيؤدى إلى تحسين السوق». ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» الأمريكية عن محمد أبوباشا الخبير الاقتصادى المصرى لدى المجموعة المالية «هيرميس» قوله إن «اكتشاف الغاز الطبيعى بمصر سيدعم وضع الطاقة فى البلاد من حيث الإتاحة والسعر».وأكدت مجلة «أويل آند جاز نيوز» الأمريكية - المتخصصة فى تغطية الاكتشافات النفطية- أن «شركة إينى الإيطالية ستعمل على تسريع وتيرة العمل فى الحقل الجديد حتى تستطيع أن تستخلص منه الغاز الطبيعى فى أقرب وقت ممكن»، وأشارت المجلة إلى أن الرئيس التنفيذى لشركة «إينى» الإيطالية كلاوديو ديسكالتسى قابل الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء إبراهيم محلب ووزير البترول شريف إسماعيل مؤخراً قبل أيام من إعلان اكتشاف الحقل الجديد. فيما أوضح محلل الطاقة الاستشارية روبن ميلس لصحيفة «بلومبيرج» الأمريكية أن «اكتشافاً بهذا الحجم يستطيع أن يسيطر على أزمة الطاقة بمصر».وفى الصحافة الإيطالية، اعتبرت صحيفة «آل تيمبو» أن الحقل الجديد سيُغير من سيناريو الطاقة فى المنطقة، موضحة أنه «سيُحدث ثورة فى المشهد العالمى للطاقة»، فمن المتوقع أن تصل مصر لاكتفائها الذاتى الكامل فى غضون 5 سنوات. بينما سلطت وكالة الأنباء الإيطالية الضوء على إجراء رئيس الوزراء الإيطالى، ماتيو رينزى، مكالمة هاتفية مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، هنأه خلالها بالاكتشاف. وأشارت صحيفة «ال فاتو كواتيديانو» الإيطالية أن الحقل الجديد يعزز من العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، ووفقاً لـ«جابرييل لكوفينو»، منسق المحللين من مركز الدراسات الدولية، أن النتائج الجيوسياسية لهذا الحقل غير متوقعة بعد، إلا أن مصر قد تكون «ليبيا الجديدة»، مشيراً إلى احتمالية تأسيس بنية تحتية جديدة تربط بين شمال أفريقيا وأوروبا.


مواضيع متعلقة