انتصار المرأة السعودية

08/28/2015

نهاد أبو القمصان

كاتب صحفي

بدأت السعودية قيد الناخبين والمرشحين للانتخابات البلدية، التى سوف تمتد إلى منتصف سبتمبر، وقد تم تجهيز 1300 مركز فى جميع مناطق المملكة لقيد الناخبين والناخبات خصص ثلثها للمرأة، وذلك لمشاركة المرأة للمرة الأولى كناخبة وكمرشحة بعد طول نضال للمرأة السعودية، فى تحول مهم ليس على مستوى السعودية فقط وإنما على مستوى العالم الإسلامى بكامله، وترى السلطات السعودية أن خوض المرأة للانتخابات والترشيحات البلدية فى هذه الدورة «بمثابة العنصر الأساسى فيما يتعلق بمتطلبات الوطن والمواطنين، وهى على دراية تامة بما تقوم به ولها أدوار وتجارب وهذا ليس بغريب عليها، حيث مارست أدواراً متعددة منذ بدء الإسلام، ووجود المرأة كناخبة ومرشحة يعتبر إضافة بدرجة امتياز خصوصاً أنها تحمل رسالة وتتقن الدور فى أى مجال كان».ويعد هذا التحول فى الموقف والخطاب السعودى بداية تحول سوف يؤتى أثره على مستوى العالم الإسلامى، سواء فى الدول ذات الأغلبية أو الأقلية المسلمة، نظراً للتأثير السعودى الكبير وما ساهم به خطابها المحافظ تجاه المرأة من أثر سلبى على المرأة، حيث ساد فى العقود الماضية خطاب استخدمته الجماعات المتطرفة والسياسية للحط من قدر المرأة ومكانتها، لذا تعد مشاركة المرأة فى المجالس البلدية وإن كانت متأخرة لا سيما أن المرأة السعودية أثبتت كفاءة عالية فى كافة المجالات ووصلت إلى أعلى المناصب بنضالها وقدراتها وتعليمها، إلا أن هذه الخطوة التى تبدو بسيطة، نقطة انطلاق للحد من المفاهيم المغلوطة والمنغلقة التى انتشرت وعانت منها المرأة والمجتمعات وأعطت صورة سلبية عن الإسلام نفسه وموقفه من المرأة.وأنا على ثقة أن المرأة السعودية ستلفت النظر إلى قدراتها وكفاءتها فى وقت قصير، حيث تعـتبر المجالس البلدية أو المحلية أهم حلقات الإدارة المحلية، كما تُعـد المسئولة الأولى عن التنمية الاقتصادية والعـمرانية والاجتماعـية لمجتمعاتها المحلية، بالمشاركة مع الأجهزة التنفيذية لوحداتها الإدارية، لذا فهى حضانة ممتازة للعمل العام والتواصل مع الناس وإظهار القدرات الحقيقية للمرأة السعودية، لذا من المهم العمل مع المرأة السعودية لتمكين مرشحات المجالس المحلية للعمل بكفاءة، لاسيما مع حداثة التجربة، لذا من المهم التدريب على أدوار المجالس البلدية وآليات عملها، كذلك إدارة الحملات الانتخابية بأسلوب علمى يمكنها من إدارة حمله ناجحة تساهم فى حصولها على المقعد داخل المجلس وزيادة فى نسبة مشاركة النساء، وتنمية معارفها بالمفاهيم الخاصة بالإدارة المحلية وآليات عملها، وإدارة العلاقات داخلها بما فيها التخطيط والمتابعة وإدارة العملية التنافسية والتفاوض مع الأطراف المعنية، أيضاً رفع قدراتهن على إدراك تفاصيل عمل المجالس البلدية بكافة مستوياتها من واقع القانون المنظم لها وعلاقتها بالحملة الانتخابية الميدانية.فضلاً عن رفع كفاءتهن للعمل مع الإعلام والإعلام الإلكترونى الأساسى فى المساهمة فى نجاح المرشحات، وفهم آليات تطبيق البيئة القانونية لمراحل العملية الانتخابية.إن كان الكثير يرى أن المرأة السعودية تناضل من أجل تحقيق خطوات تبدو صغيرة لكن فى تقديرى أنها بمثابة رأس الحربة لتغيير الخطاب العام تجاه المرأة فى العالم الإسلامى، فنبضة صغيرة فى قلب العالم الإسلامى ستساهم فى موجة من التنوير وتغير مهم فى الخطاب الإسلامى تجاه المرأة، ومن لا يرى فى المرأة السعودية سوى امرأة مرفهة اقتصادياً لا يعلم أنها مناضلة عتيدة وأن هذا الخطوة نتيجة نضال حقيقى استمر لعقود أتى ثماره حينما توافرت الإرادة السياسية من جانب الدولة، نضال تستحق عنه كل امرأة سعودية التحية وكل الدعم.

آخر الأخبار

عاجل

انتصار المرأة السعودية

نهاد أبو القمصان

الاكثر قراءة

إنفوجراف

ألوان

الوطن سبورت