دبلوماسيون ليبيون لـ«الوطن»: «الإخوان» تكثف جهودها لمنع التدخل العسكري

07:45 ص | الجمعة 28 أغسطس 2015

قالت مصادر دبلوماسية ليبية رسمية، لـ«الوطن»، إن تأجيل اجتماع مجلس الدفاع العربى، الذى يضم وزراء الدفاع والخارجية العرب، الذى كان مقرراً عقده أمس، جاء على غير المتوقع. وأضافت: «كان من المفترض أن يناقش مسألة التدخل العربى الجوى فى ليبيا»، ورجحت المصادر أن يكون سبب تأجيل انعقاد الاجتماع إلى أجل غير مسمى هو تحركات مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، الذى كان يحاول إقناع الدول العربية بعدم التدخل العسكرى فى ليبيا، ليتاح له مزيد من الوقت خلال مساعيه للتوصل إلى حكومة وفاق وطنى بين الأطراف السياسية الليبية.وقال مصدر قريب من القائد العام للجيش الليبى الفريق أول خليفة حفتر، لـ«الوطن»، إن تحركات «ليون» تتقاطع مع تحركات التنظيم الدولى للإخوان، فكلاهما يسعى فى اتجاه عدم إبعاد الإخوان من المعادلة السياسية، رغم أن الشعب الليبى لفظهم وثار ضدهم، ورغم كل ما يرتكبونه من إرهاب فى ليبيا. وأضاف: «ليون يتحرك بالأساس فى إطار المحافظة على المصالح الغربية فى ليبيا والمنطقة، وجزء من المصالح الغربية إبقاء الإخوان طرفاً سياسياً فاعلاً، ومما لاشك فيه أن أى صيغة سياسية سيتم التوصل إليها بعيداً عن التدخل العسكرى العربى تمثل أقل قدر ممكن من الخسائر للإخوان والجماعات الإسلامية ويمكن القول أكثر مما كانوا يطمحون إليه».وأعلن رئيس حركة النهضة التونسية، التابعة للتنظيم الدولى للإخوان، راشد الغنوشى عن معارضته أى تدخل عسكرى فى ليبيا، فيما أكد سياسيون ليبيون أن «الغنوشى» جزء من تحركات التنظيم الساعية للإبقاء على وجود الإخوان فى ليبيا بما يمنع محاكمتهم، أو اتخاذ إجراء بحظرهم.وجاءت تصريحات «الغنوشى» متزامنة مع زيارة وزير الخارجية الليبى محمد الدايرى إلى تونس، وأعلن معارضته لأى تدخل عسكرى فى ليبيا، معتبراً أن الحل فى بذل الجهد للتوصل إلى اتفاق بين كل الأطراف. وأضاف: «أى تدخل عسكرى فى ليبيا سيزيد حدة الصراع وتعقيد الوضع».وحول العلاقات التونسية - الليبية، اعتبر «الغنوشى» أن هناك تحسناً فى العلاقات بين البلدين. وأشار إلى أن تونس كانت تتعامل مع حكومة طبرق المعترف بها دولياً فقط، بحجة الشرعية، أما اليوم فأصبح التعامل مع الجهتين، فى إشارة إلى التعامل مع الحكومة الموجودة فى «طرابلس» غير المعترف بها دولياً والمكونة من تيارات إسلامية من بينها الإخوان.وقال رئيس الهيئة التنسيقية لملتقى القبائل الليبية الشيخ عادل الفايدى، فى اتصال مع «الوطن»، إن التنظيم الدولى للإخوان والدول الداعمة له يرفضون التدخل العسكرى ضد جماعات الإرهاب فى ليبيا، وفى الوقت ذاته يقدمون الدعم الكامل لهم بهدف الإبقاء عليهم قوة فى الشارع الليبى ليس بهدف المشاركة فى الحكم وإنما على الأقل عدم ملاحقتهم قضائياً أو محاكمتهم مستقبلاً. وأضاف: «الدول الداعمة للإسلاميين فى ليبيا فتحت خطاً مباشراً لتزويد الجماعات الإرهابية فى ليبيا بالسلاح، وكذلك تزويدهم بالمقاتلين من كل الدول المجاورة، ومنهم المطلوبون فى قوائم الإرهاب الدولية، والتنظيم الدولى للإخوان، وتحركات دول مثل قطر وتركيا هدفها الرئيسى الحصول على ضمانات دولية بألا يجرى مستقبلاً تصنيف الإخوان فى ليبيا جماعة إرهابية»، وتابع: «التنظيم الدولى يدرك جيداً أن جماعته فى ليبيا باتت مرفوضة من الشارع الليبى، كما هى مرفوضة على المستوى العربى، وحتى مشاركتهم فى الحكم أمر صعب وهم ربما لا يطمحون إلى ذلك، وإنما يريدون العمل فى إطار سياسى يكون نقطة انطلاق لهم فيما بعد ويعيدون من خلاله ترتيب أوراقهم، لكن الشعب الليبى إذا أراد أن يصنفهم جماعة إرهابية سيفعل ذلك». وأضاف: «بالنسبة لمسألة التدخل العسكرى العربى فى ليبيا ضد الجماعات الإرهابية، فإننا على مستوى القبائل الليبية نؤيد كل عمل عسكرى تقره الجامعة العربية وبالتنسيق مع الجيش الليبى، ونعول على الدول العربية الكبيرة أن تؤثر على رافضى هذا الطرح داخل الجامعة»، وتابع: «هناك اتفاقيات يمكن تفعيلها مثل اتفاقيات الدفاع المشترك بين ليبيا ومصر والإمارات والسعودية، إلى حين تبلور القوة العربية المشتركة».