خبراء صينيون عن زيارة السيسي لروسيا: انطلاقة هامة للعلاقات بين البلدين

01:14 م | الخميس 27 أغسطس 2015

قالت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية، إن خبراء محليين أكدوا أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لروسيا، تعطي دفعة قوية لتوطيد أوجه التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والصناعة والأمن بين القاهرة وموسكو، اللتين تربطهما علاقات تاريخية.

وفي السياق نفسه، ذكر مدير مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد الصين للدراسات الدولية لي قوه فو، أن زيارة السيسي تأتي في إطار حرص مصر على اتباع سياسة خارجية متكافئة ومتوازنة مع جميع القوى الإقليمية والدولية، مضيفا أن حالة الحراك الإيجابي التي تعيش على إيقاعها العلاقات المصرية - الروسية، تشكل انطلاقة تاريخية هامة لهذه العلاقات، كما أنها تعد دليلا على سعي مصر الحثيث إلى توسيع التواصل والترابط بينها وبين الدول الكبرى.

وأشار لي، إلى أن هذه هي ثالث زيارة للرئيس السيسي لروسيا، بعد زيارته الرسمية الأولى لموسكو في أغسطس 2014، والتي دشنت علاقات استراتيجية جديدة بين الصديقين القديمين، وأتت زيارته الثانية في مايو 2015 لحضور الاحتفالات بمناسبة الذكرى الـ70 للانتصار على النازية، وتبرهن الزيارة الثالثة، على أن العلاقات بين البلدين تشهد مزيد من التوثيق والتعزيز في شتي المجالات، لا سيما الاقتصادي والتجاري.

واستطرد الخبير الصيني في شؤون الشرق الأوسط، قائلا: "مصر وروسيا لديهما مصالح استراتيجية مشتركة، بخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يؤسس لتعاون ثنائي في مختلف المجالات، ويوسع تبادل الآراء حول القضايا الإقليمية الساخنة، في ظل عدم وجود خلافات أو نزاعات بين روسيا ومصر، فيما يتعلق بالشؤون الدولية والإقليمية".

من ناحية أخرى، يرى لي، أنه من خلال مباحثات الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حول الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتركيزهما على الملفين السوري والليبي ومستقبل تسوية القضية الفلسطينية، حيث توصلا إلى توافقات حولها، فمصر تواصل القيام بدورها الرئيسي والمحوري في الشؤون الإقليمية على أكمل وجه باعتبارها دولة كبرى في المنطقة.

وأكد الخبير الصيني في شؤون الشرق الأوسط، أن الزيارة الهامة ستدفع الدولتين لتوسيع وتعميق تعاونهما الأمني في إطار تمتع مصر وروسيا بوجهات نظر متطابقة في هذا المجال، بخاصة مكافحة الإرهاب وتكاتف مصر مع المجتمع الدولي في التصدي لهذا الخطر.

وبدوره، قال الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة تيان ون لين، إن زيارة السيسي لموسكو تحمل بعدا اقتصاديا، انطلاقا من إيمان الحكومة المصرية بأن الاقتصاد هو عماد أي دولة ومؤشر ومحفز التحديث والتنمية بها.

ولفت لين، إلى أن مصر تمضى في طريقها نحو النهضة الوطنية، وتسعى جاهدة لتحقيق التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة شعبها، وبدأت شجرة جهودها تثمر إنجازات كبيرة، بينها قناة السويس الجديدة التي افتتحت مؤخرا، موضحا أن الزيارة ستساعد على دفع تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها من قبل، وتنشيط التبادل التجاري وجذب المزيد من الاستثمارات الروسية لمصر في قطاعات مثل الطاقة، من خلال توقيع حزمة من الاتفاقات الاقتصادية.

وأوضح نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية دونغ مان يوان، أنه في إطار سعي الجانبين إلى تنويع مجالات تعاونهما، وتوقيع العقد الخاص بإنشاء محطة الضبعة النووية، فإن هذا التعاون في غاية الأهمية، حيث إن من شأنه توليد كهرباء تصل إلى أضعاف ما تنتجه محطات توليد الطاقة الكهربائية التقليدية، وذلك عبر مصدر طاقة نظيف ورخيص.

وأضاف دونغ، أنه علاوة على ذلك، فإن الزيارة ستعطي دفعة للمشروعات الهامة التي سبق دراستها خلال الزيارات السابقة بين مصر وروسيا، بخاصة المنطقة الصناعية الروسية المقرر إقامتها في منطقة محور قناة السويس، والتي ستشهد ضخ استثمارات روسية كبيرة ونقل الخبرة الصناعية الروسية المتميزة.

وأشار نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، إلى أن زيارة السيسي ستسهم في دفع التعاون العسكري بين الدولتين، حيث أكدت مصر وروسيا في يونيو الماضي، سعيهما المشترك لدفع ودعم علاقات التعاون العسكري المشترك بينهما، لا سيما في مجال التدريب العسكري البحري، ما يفتح مجالا أوسع مستقبلا لتحقيق الاستفادة المشتركة بين القوات المسلحة للبلدين.