«السيسى» يبدأ زيارته لروسيا بلقاء بن زايد.. وقمة ثنائية مع بوتين اليوم

06:27 ص | الأربعاء 26 أغسطس 2015

وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، صباح أمس، إلى موسكو فى مستهل زيارة رسمية يقوم بها إلى روسيا، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى بالمطار، وتفقّد الرئيس حرس الشرف وتم عزف السلام الوطنى للبلدين، ومن المنتظر أن تُعقد قمة ثنائية اليوم بين «السيسى» والرئيس الروسى فلاديمير بوتين.وفور وصول «السيسى» إلى مقر الإقامة بموسكو، استقبل الرئيس السيسى، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، الذى يقوم بزيارة عمل لموسكو لحضور افتتاح فعاليات معرض «ماكس الدولى للطيران والفضاء».وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الشيخ محمد بن زايد نقل للرئيس تحيات وتقدير الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، متمنياً لمصر وشعبها كل النجاح والتوفيق وتحقيق مزيد من النمو والازدهار. ومن جانبه، وجَّه الرئيس التحية والتقدير لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيداً بالمواقف المشرفة التى تتخذها دولة الإمارات، قيادة وشعباً، لدعم مصر ومساندة خيارات شعبها وإرادته الحرة، مثنياً على جهودها المُقدرة لدعم الاقتصاد المصرى، ومتمنياً لدولة الإمارات العربية المتحدة مزيداً من الرخاء والتقدم.

{long_qoute_1}

وأضاف المتحدث الرسمى أنه تم خلال اللقاء التباحث بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية، وسبل الارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً من التعاون والتنسيق الاستراتيجى بين البلدين بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، لا سيما فى ضوء الظروف التى تمر بها المنطقة والتى تتطلب تضافر الجهود وبناء استراتيجية عربية مؤثرة وقادرة على مواجهة التحديات المختلفة، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.وجدد الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء موقف بلاده الداعم لمصر سياسياً واقتصادياً، والمؤيد لحق الشعب المصرى فى التنمية والاستقرار والنمو، مشيراً إلى أن مصر تُعد ركيزة للاستقرار وصماماً للأمان فى منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل استراتيجى وأمنى فى المنطقة، وهو الأمر الذى يضاعف من أهمية مساندتها فى هذه المرحلة الفارقة.وذكر السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء استعراض التطورات والمستجدات التى يشهدها عدد من دول المنطقة، حيث تطابقت رؤى البلدين بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتم التأكيد على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة الأخطار التى تهدد الأمن القومى العربى وكذلك السلم والأمن الدوليين، لا سيما فى ظل اتساع دائرة انتشار الإرهاب. كما دعا الجانبان المجتمع الدولى إلى الاضطلاع بمسئولياته والمساهمة بشكل جاد وعملى فى إيجاد الحلول السلمية للصراعات التى تشهدها دول المنطقة، بما يساهم فى إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية.وحتى مثول الجريدة للطبع، كان من المنتظر أن يزور «السيسى» البرلمان الروسى «مجلس الدوما»، حيث يعقد لقاء ثنائياً مع رئيس البرلمان، سيرغى نارشكين، يعقبه اجتماع موسع بحضور وفدى البلدين، ولقاء آخر مع وزير الصناعة والتجارة الروسى «دينيس مانتوروف»، ورئيس صندوق الاستثمار الروسى المباشر «كيريل ديمترييف»، لبحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وكذا زيادة الاستثمارات الروسية فى مصر.وتشير المصادر المصرية إلى أن ملف التعاون فى مجال الطاقة، خاصة الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، يحتل الصدارة فى المباحثات التى يجريها الرئيس فى موسكو، لا سيما أن الوفد الرسمى المرافق للرئيس السيسى يضم وزير الكهرباء والطاقة محمد شاكر، وسط توقعات بالتوقيع على عقد إنشاء المحطة النووية للطاقة الكهربائية بمنطقة الضبعة غرب القاهرة.وكان سفير مصر الأسبق لدى روسيا عزت سعد قد أشار، خلال حديث لـ«سبوتينيك»، إلى أن منطقة الشرق الأوسط تعول على روسيا كعضو دائم فى مجلس الأمن كى يُرفع الحظر عن الحكومة الشرعية فى ليبيا حتى تتمكن من مواجهة العمليات الإرهابية من «داعش» والجماعات المتطرفة الأخرى.وأضاف «سعد» أن ملف مكافحة الإرهاب سيفرض نفسه على القمة، إلى جانب التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، وتداعيات الاتفاق النووى بين إيران ومجموعة (5+1) على الأمن الإقليمى فى الشرق الأوسط، بصفة عامة والخليج بصفة خاصة.ولفت إلى أن صعود الدور الروسى فى ملفات منطقة الشرق الأوسط، خاصة الأزمة السورية، سيتيح المجال للتشاور بين الرئيسين، فى ظل التوافق حول ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضى السورية وسلامتها الإقليمية.فى سياق آخر، نقل موقع «روسيا اليوم» عن وزير الصناعة والتجارة منير فخرى عبدالنور اعتقاده بإمكانية توقيع عقد إنشاء محطة الضبعة النووية خلال زيارته إلى روسيا.وذكر الموقع أنه من المتوقع أن يقوم الرئيس السيسى بزيارة معرض «ماكس الدولى للطيران».وكانت الزيارة الأخيرة للرئيس الروسى بوتين إلى القاهرة فى أبريل الماضى شهدت توقيع 3 اتفاقيات مهمة، من بينها مذكرة للتفاهم من أجل إقامة محطة نووية للأغراض السلمية فى منطقة الضبعة غربى مصر.وأكد الكرملين أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سيبحث اليوم مع الرئيس السيسى مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، بما فى ذلك آفاق تعزيزها فى المجال التجارى-الاقتصادى، وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتبادل الزعيمان آراءهما بصورة مفصلة بشأن القضايا الدولية، وخاصة أوضاع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتأتى زيارة السيسى إلى موسكو فى الوقت الذى تواصل فيه القيادة الروسية المشاورات على المستويين العالمى والإقليمى حول مبادرة الرئيس بوتين لتشكيل تحالف «لوجيستى» واسع لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابى، بما فى ذلك التعاون الأمنى الوثيق وتبادل المعلومات والملفات، وإغلاق مصادر التمويل، وتجفيف المنابع التى تمد التنظيمات الإرهابية بالأموال والعناصر.وذكرت صحيفة «نيزافيسمايا غازيتا» الروسية أن القوات الروسية المحمولة جواً ستُجرى مناورات برية لمكافحة الإرهاب مع نظيرتها المصرية، وذلك خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر من العام الحالى، ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن مصدر عسكرى دبلوماسى روسى أن روسيا ومصر وقّعتا على مستوى الحكومتين عقداً لتوريد مقاتلات «ميغ-29»، ولم يحدد المصدر عدد المقاتلات التى ستشتريها مصر فى إطار العقد، متوقعاً أن يوقع العقد قريباً على مستوى الهيئات المعنية فى الدولتين.وكانت صحيفة «فيدوموستى» الروسية قد نقلت فى وقت سابق عن مصادر فى قطاع الصناعة الحربية الروسى أن البلدين نسّقا مشروع عقد خاص بتزويد مصر بـ46 مقاتلة من طراز «ميغ-29»، ورجّحت المصادر أن تبلغ قيمة العقد 2 مليار دولار.وواصلت وسائل الإعلام الروسية المرئية والمسموعة والمكتوبة الاهتمام بزيارة الرئيس السيسى، وتحت عنوان «رئيس مجلس الدوما الروسى ناريشكين يستقبل الرئيس السيسى» بثت إذاعة وموقع «موسكو تتحدث» نبأ اعتزام سيرجى ناريشكين، رئيس مجلس الدوما الروسى، استقبال الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، وأضافت أن الجانبين سوف يبحثان التعاون البرلمانى بين البلدين وأن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سوف يستقبل الرئيس اليوم.ونقلت وكالة «ريا نوفوستى»، و«سبوتينيك»، وقناة «روسيا اليوم» باللغة الروسية عن رئيس جهاز التمثيل التجارى المصرى، على الليثى قوله «إن الرئيس الرئيس عبدالفتاح السيسى يعتزم خلال زيارته لروسيا بحث إنشاء صندوق مشترك للاستثمارات بين مصر وروسيا والإمارات»، وأكدت أن الرئيس يعتزم عقد العديد من اللقاءات مع كبار المسئولين ورجال الأعمال فى روسيا بهدف اجتذاب الاستثمارات الروسية إلى مصر.وأضافت المصادر أن الرئيس السيسى يسعى خلال محادثاته فى روسيا إلى الإسراع من وتيرة المفاوضات بين البلدين حول التجارة الحرة والانتهاء من المفاوضات بشأن إنشاء صندوق الاستثمارات بين مصر وروسيا والإمارات بهدف تمويل إقامة مشروعات مشتركة.وأشارت إلى أن هذا الصندوق سوف يتولى تمويل مشروع مدّ خط للسكك الحديدية بين العين السخنة وحلوان وإقامة خطين لمترو الأنفاق فى القاهرة إلى جانب مركزين لوجيستيين فى ضواحى القاهرة ومشروع لتحلية المياه.وتحت عنوان «التبادل التجارى بين مصر وروسيا يزداد بنسبة 86% فى عام 2014» كتبت وكالة وصحيفة «فزجلياد» تقول إن وزارة الصناعة والتجارة المصرية أكدت أن حجم التبادل التجارى بين البلدين قد زاد فى عام 2014 بنسبة 86% وأن الصادرات المصرية لروسيا قد زادت فى العام الماضى بنسبة 22، 5% لتصل 540 مليون دولار، كما أن الاستثمارات الروسية فى مصر تصل إلى 70 مليون دولار وأغلبها فى مجال السياحة والعقارات، بينما المشروعات المشتركة فى روسيا تصل تسعة ملايين دولار.وذكرت الوكالة أن الصادرات الزراعية المصرية لروسيا فى الأحد عشر شهراً الأولى من عام 2014 قد زادت لتصل 500 مليون دولار مقابل 276 مليون دولار فى ذات الفترة من عام 2013.