قيادي بـ"المؤتمر" التونسي: لابد من مكافحة الإرهاب اقتصاديا واجتماعيا

قيادي بـ"المؤتمر" التونسي: لابد من مكافحة الإرهاب اقتصاديا واجتماعيا
قال أيوب بن صالح القيادي بحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" التونسي، إن هناك عددًا مهولًا من الشباب يتم استقطابهم من قبل المجموعات الإرهابية، التي نمت في العديد من الدول خاصة، التي تشهد إضطرابات.
وأضاف بن صالح، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "البعض من الشباب يعتقد بأن أبواب الجنة ستفتح لهم ما إن يفجر نفسه ولو تسبب ذلك في قتل الأبرياء، فالإرهابي يعيش حالة ضياع وتشتت في الفكر والعقيدة، وهذا بسبب الأمية الثقافية وتدهور الحالة الاقتصادية، خاصة حين تعجز الدولة عن توفير الاحتياجات الأساسية للمواطن كالشغل والعجز في تعريف الذات وتعريف الهوية العربية الإسلامية الذي ركز الاستبداد على تمييعه، ما مكن الحركات المتطرفة من تبني تعريف خاص بها واستغلالها في نشر واستقطاب الشباب الباحث عن الهوية".
وتابع: "لذلك لا مناص للدولة من إيجاد مُقاربة شاملة لمكافحة آفة الإرهاب ترتكزُ على عدة نقاط منها الأمنية الاقتصادية الاجتماعية والدينية".
وأضاف بن صالح: نتبنى المعالجة الأمنية لآفة الإرهاب في تونس على 3 أسس هيكلية وهي، إعادة هيكلة القوات الأمنية بما يتماشى مع المتطلبات العصرية لمكافحة الإرهاب خاصة من ناحية تعميم المعلومة والتنسيق بين القوى الأمنية (الجيش، الحرس، الشرطة) على سبيل المثال أحداث خطة آمر الأمن الوطني، الذي يستطيع تجميع المعلومات مع العلم أن للحرس الوطني آمرًا واحدًا بينما نجد أن لكل فرقة في الشرطة آمرا خاصا وهو ما يصعب عملية التنسيق.
والتجهيز والتكوين أي تكوين الإطارات الأمنية في ميدان استعمال التقنيات الاستخباراتية الحديثة وتعويض القيادات القديمة بقيادات مهيكلة ومكونة في سياق الانتقال الديمقراطي، وتطوير المنظومة الاستعلاماتية وهذا يتطلب ثقة المواطن في الأجهزة الأمنية، حتى تسهل عملية استقصاء المعلومة.
ويكون هذا عبر بناء أمن جمهوري يحترم المواطن وحقوق الإنسان، وإصلاح المنظومة السجنية التي كانت تمثل رمزًا لاستبداد النظام السابق باستعمالها للتنكيل بالمعارضين وأصحاب الرأي المخالف، وعدم الجمع بين مساجين الحق العام ومساجين الإرهاب، حيث إن السجون من الممكن أن تصبح مراكز لاستقطاب الإرهابيين".
وعن العقيدة الأمنية في تونس لمحاربة الإرهاب، قال بن صالح: "لابد من المحاكمة والمراقبة وترسيخ فكرة أن الدولة تراقب الأمنيين حتى لا تحصل تجاوزات وأنها تسهر على تطبيق القانون (احترام القوانين والدستور) والقطع مع التخويف والترهيب كمبادئ تأسست عليها العقيدة الأمنية زمن الاستبداد، كما لا يجب إغفال أهمية تأصيل ثقافة احترام حقوق الإنسان وأحداث آليات رقابة برلمانية ومدنية".
أما عن المستوى الاقتصادي، فأكد القيادي بحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" التونسي، أن العوامل الاقتصادية تلعب دورًا مهمًا في توجيه سلوك الإرهاب عند المجتمعات، فالحاجة البشرية لا يشبعها أي بديل وكثرة المشكلات الاقتصادية تؤدي حتمًا إلى تدمير أسس البناء الاجتماعي، فالبناء الاقتصادي يسبب نمو علاقات اجتماعية متماسكة أن كانت مشبعة اقتصاديا والعكس، لذلك على الدولة محاولة تخفيف الهوة بين الطبقات الفقيرة والطبقات الغنية.
وعلى المستوى الاجتماعي، قال بن صالح، إنه على الدولة خلق عدالة اجتماعية مرتكزة على التمييز الإيجابي بين الجهات والتركيز على تنمية المناطق الداخلية التي شهدت على مدى عقود تهميش الأنظمة المتتالية.