من سيناء إلى ضباط شرطة البحيرة.. الإرهاب في المحافظات "ينتشر ويتوغل"

07:00 م | الاثنين 24 أغسطس 2015

"انفجار.. عبوات ناسفة.. صراخ.. عويل.. دماء.. جثث"، مشهد متكرر كانت تشهده البلاد لأيام طويلة، في كل صباح ووضح النهار وثنايا الليل، دون أن يعبأ الإرهابيون منفذو تلك الأحداث بأماكن التفجير أو ضحاياه الذين فقدتهم أسرهم دون وجه حق، والذين كانوا لهم يومًا مصدر فخر وسعادة وعيش، وخاصة الذين كانوا يعملون في الشرطة والقوات المسلحة.

بعد غياب ذلك المشهد الذي كان غالبًا الحدوث في سيناء، والتي شهدت العديد من الأعمال الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو، لم تختفِ رائحة الموت من بيوت المصريين التي كان لها شكل مختلف، لتنتقل إلى مختلف محافظات مصر، من الدقهلية والشرقية وحتى البحيرة، التي شهدت آخر تلك العمليات الإرهابية، بالأمس، حيث استشهد 3 أفراد أمن، وأصيب 23 آخرين، بعد أن فجر إرهابيون أتوبيسًا تابعًا لمديرية أمن البحيرة، أمام عزبة الشريف التابعة لقرية إدفينا برشيد، بعد أن قاموا بزرع عبوة ناسفة تزن حوالي 6 كيلو جرامات، على حافة ترعة "الجدية"، وأثناء سير الأتوبيس ماركة مرسيدس، رقم "2757ب12" خاص بنقل أفراد الشرطة، قادم من دمنهور ومتجه إلى رشيد، فجر إرهابي القنبلة من الجانب الآخر للترعة مستخدما "ريموت كنترول".

وبعد الانتشار الواضح للعمليات الإرهابية في المحافظات، علق على هذا الشأن العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، قائلاً إن ذلك النشاط جاء نتيجة العمليات الأمنية والعسكرية المكثفة التي تشنها القوات على معاقل وأفراد الإرهاب الفترة الماضية في سيناء وغيرها من المناطق.

وأضاف عكاشة، في تصريح لـ"الوطن"، أن ذلك دفع القيادات الإرهابية من مختلف الجماعات أن تنشط الخلايا النائمة التابعة لهم في المحافظات للرد على الضربات التي يتلقونها، موضحًا أنه يأتي أيضًا للإضرار بالمشهد العام للشأن الداخلي الحالي والذي يتضمن قناة السويس الجديدة واقتراب إجراء الانتخابات.

وتابع أن تلك العمليات الإرهابية أصبحت تتخذ شكل الموجات "التصاعدية والتنازلية"، والفترة الحالية تعد في المرحلة التصاعدية، متوقعًا حدوث المزيد من الهجمات الإجرامية خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الجهاز الأمني يسعى بكل السبل لقطع الطريق على تلك العمليات وتوجيه المزيد من الضربات ضد عناصر الإرهاب.