«مستشفيات الحميات».. طريق «الغلابة» إلى القبر

12:08 ص | الاثنين 24 أغسطس 2015

أدخلت أزمة ارتفاع درجة حرارة الجو، التى مرت بها مصر خلال الأسبوعين الماضيين، «الغلابة» إلى جحيم القطاع الصحى فى مصر من أوسع الأبواب، وكشفت عن تحول مستشفيات «الحميات» فى المحافظات المختلفة إلى محطة أخيرة للدنيا، يغادر منها المريض إلى الآخرة. «الوطن» زارت غالبية مستشفيات الحميات لتكشف تفاصيل تردى أوضاعها، ما بين قلة أسرَّة وأجهزة غرف العناية المركزة، وتهالك المبانى، ونقص أجهزة التنفس، والإهمال والتخبط، ونقص الأدوية، وضعف الخدمات الطبية بسبب ضعف طاقم الأطباء والتمريض وعدم تعاملهم مع المرضى باهتمام. واستطلعت «الوطن» آراء المرضى وذويهم فى جدية وجدوى الخدمات التى تقدمها لهم مستشفيات الحميات، وأكد بعضهم أنهم يعتبرونها «محطة أخيرة إلى القبر»، يدخلها المريض وهو «يشم نفسه» ويخرج منها «محمولاً على أربع». وأضاف الأهالى أن أكثر ما يزعجهم فى مستشفيات الحميات ليس تردى إمكانياتها وكفاءات من يعملون فيها، إلا أن الأطباء والممرضين يتعاملون معهم بكل صلف، وكأنهم ليسوا مرضى يستحقون الرحمة والتعامل بإنسانية. وأكثر ما كشفته الأزمة أن هذه المستشفيات تفتقد أدنى الإمكانيات التى يحتاجها مرضى الحميات، وهى التكييفات والمراوح، التى تعتبر أحد العوامل المهمة فى تخفيف درجة حرارة المرضى، حتى إن معامل التحاليل فى حميات بنها تأثرت بشكل كبير بسبب شدة الحر، وتعطل التكييفات. وكلما اشتد الحر واكتشف الأهالى أن الحميات لا تسعفهم بل بالعكس تقتلهم، هربوا إلى المستشفيات الخاصة، وتحملوا تكاليف العلاج الباهظة ولسان حالهم يقول: «خسارة المال حتى لو نقترضه أهون من خسارة العمر».