"بلاها لحمة"  تغزو الصعيد.. والجزار بين الظالم والمظلوم

كتب: أماني عزام

"بلاها لحمة"  تغزو الصعيد.. والجزار بين الظالم والمظلوم

"بلاها لحمة"  تغزو الصعيد.. والجزار بين الظالم والمظلوم

"بلاها لحمة".. شعار رفعه أهالي مركز البلينا بمحافظة سوهاج، عقب ارتفاع سعر اللحوم بها، ووصل لنحو 80 جنيهًا للكيلو، فأصبحت مثل الزائر الذي لا يزور البيوت سوى في المناسبات، وعلى الرغم من اعتماد أهالي الصعيد على الطيور التي تربى في المنازل بشكل أساسي، إلا أن أسعار اللحوم تضاعفت، فأصبح شراؤها من المستحيلات لدى البسطاء والفقراء من أبناء القرى هناك، ما دفع الشباب للتفكير إلى إيجاد حلول للأزمة فكانت المقاطعة هي الحل.

"الحل إن الناس تقاطع اللحمة لمدة أسيوعين أو أكثر، عشان تتوفر الماشية بأسعار منخفضة، والراجل البسيط يقدر يشتري كيلو لحمة"، بهذه العبارة الموجزة أكد خالد شوقي، جزار، دعمه لحملة "بلاها لحمة"، على الرغم من تأثيرها السلبي عليه في عمله، مؤكدًا أنه يدعم الحق ويفضل مصلحة المواطن.

وأضاف شوقي في تصريح خاص لـ"الوطن"، أن حملة "بلاها لحمة" التي أطلقها شباب قريتهم، أثّرت عليهم كثيرًا كجزارين، حيث إنه كان ينتهي من بيع اللحوم في الـ9 أو الـ10 صباحًا، والآن باتت اللحوم حتى الظهيرة، ولكن هذا لا يعني أنهم يتوقفون عن العمل.

وأشار الجزار، إلى أن الإقبال على شراء اللحوم انخفض إلى نسبة 65% عقب تدشين الحملة، ما أدى إلى خسارتهم، موضحًا أن الجزار ليس مسؤولًا عن ارتفاع أسعار اللحوم، حيث إنه يشتري الماشية غالية فيجبر على بيعها بأسعار مرتفعة حتى لا يخسر، وأنه اضطر لبيعها بـ75 جنيهًا الأسبوع الماضي ولكنه خسر فيها.

وطالب الجزار، الحكومة بضرورة التدخل لحل الأزمة، واستيراد عجول رخيصة الثمن من الخارج.

قال عبدالناصر فوزي، 37 عامًا، وهو أحد المواطنين، إن حملة "بلاها لحمة"، مقاطعة شكلية، لافتًا إلى أن الحملة لم تلقى روجًا كبيرًا، حيث لا تتعدى نسبة التفاعل معها الـ10% من رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

وأضاف فوزي، في تصريح لـ"الوطن"، أن الجزار مظلوم، لأنه مواطن عادي يتربح من مهنته بالقدر المعقول، لكنه لا يستطيع أن يصبح مليونيرًا، ولكن الماشية أسعارها غالية نظرًا لارتفاع سعر الأعلاف، والأسمدة، وأنه يتكبد مبالغ باهظة كدفع إيجار المحلات، والكهرباء وغيرها.

وتابع فوزي، أنه لا يتوقع أي خطوات تصعيدية لحملة "بلاها لحمة"، فالطبقة الغنية والمتوسطة ستظل تشتري اللحوم وتتهافت عليها رغم ارتفاع أسعارها، فيما يواصل الفقراء مقاطعتهم للحوم.

 ولفت فوزي، إلى أن الحل ليس في المقاطعة، ولكن ينبغي على الحكومة دعم الإنتاج الحيواني من خلال، دعم حيازات المزارعين، وتخصيص حصص من الأسمدة لكل مزارع على قدر مساحة أرضه، ودعم أسعار الأعلاف، وأن هذه الإجراءات موجودة بالفعل ولكنها ليست مفعلة على أرض الواقع، مطالبًا بضرورة تفعيل الأجهزة الرقابية على الأسعار.

وفي السياق ذاته أكد الدكتور، وائل خليفة، طبيب صيدلي بسوهاج، دعمه لحملة "بلاها لحمة"، مشيرًا إلى أنه متضامن مع البسطاء من أبناء قريته الذين دفعهم ارتفاع الأسعر إلى مقاطعة اللحوم.

وأوضح في تصريح لـ"الوطن"، أنه على الرغم من دعمه للحملة إلا أن المقاطعة ليست حلًا، مشيرًا إلى أن الحل في الدولة من خلال تخفيض أسعار العلف، وإيجاد بدائل وأفرع لمجازر الدولة والقوات المسلحة للجمعيات الاستهلاكية التي لا يتمتع بها سوى أبناء الوجه البحري.

كما طالب الحكومة بضرورة الاهتمام بأبناء الصعيد والأقاليم، الذين لطالما عانوا من التهميش والحرمان من أبسط حقوقهم.

وقال صام محمود، 37 عام، أحد المواطنين، "الجزارين عايزين يرفعوا الأسعار.. بلاها لحمة أصلًا.. لو بطلنا ناكل يقدرونا"، مؤكدًا دعمه للحملة التي دشنها أبناء قريته تحت شعار "بلاها لحمة".

وأضاف في تصريح لـ"الوطن"، أن معظم بيوت الصعيد تعتمد في طعامها على الطيور التي تربى داخل المنازل، وبالتالي فإن مقاطعته للحوم لن تضرهم كثيرًا ولكنها ستجبر الجزارين على تخفيض الأسعار.

وطالب بتدخل الجهات المسؤولة بالدولة والدفع بلحوم مخفضة الأسعار في الجمعيات الاستهلاكية، كما دعا المجالس المحلية إلى الاهتمام بالأزمة قبل تفاقمها.

يذكر أن وسام الورداني، أحد أبناء قرية برخيل، بمركز البلينا بسوهاج، دشن حملة لمقاطعة اللحمة بعد ارتفاع أسعارها تحت شعار "بلاها لحمة"، أملًا في الخروج من الأزمة.


مواضيع متعلقة