فسحة «سارة» على الكورنيش انتهت بـ«النجاة من التفجير»

كتب: رنا على

فسحة «سارة» على الكورنيش انتهت بـ«النجاة من التفجير»

فسحة «سارة» على الكورنيش انتهت بـ«النجاة من التفجير»

«يلّا يا ولاد عشان نروّح».. جملة لم تتوقع «سارة» أن تليها أحداث كارثية، فطريق عودتها تحول من «فسحة» على كورنيش النيل إلى مكان كاد يحول أسرتها إلى «أشلاء»، والضحكات التى رجت السيارة فجأة تبدلت بصراخ وتمتمات الشهادة لحظة طيران السيارة التى يقودها والدها إثر انفجار مبنى الأمن الوطنى بمنطقة شبرا الخيمة حيث تسكن الأسرة الناجية من الموت بأعجوبة.
أبواق سيارات الإسعاف والشرطة تحاصر «سارة شعبان» وأسرتها لتتأكد أنه لم يتعرض أحدهم لمكروه، فما إن استرد والدها وعيه من الصدمة وتوقفت آذانهم عن الصفير بسبب دوى الانفجار، انطلق مسرعاً من مكان الحادث الذى يبعد عن منزله بمنطقة «ميت نما» دقائق تحولت إلى ساعات تدور فيها الأسرة حول نفسها تبحث عن مخرج من الفوضى التى عمت الشوارع.
تقول الطالبة بالصف الثالث الثانوى وهى ما زالت فى حالة الصدمة: «إحنا كنا هنبقى أشلاء، نص كيلو قبل مبنى الأمن الوطنى نجّانا، لكن كان الموت قريب قوى». حاولت الشابة، التى لم تتجاوز 19 عاماً، أن تستوعب المصير الذى كادت تلقاه فلم تجد وراءه إلا الإهمال والتقصير فهى المرة الأولى التى تسمع فيها انفجاراً يهز محافظتى القاهرة والجيزة ولم يقتصر على موقع الحادث: «فتحت موبايلى ولقيت مصر كلها حست بالانفجار.. ساعتها شوفت إن غياب الدوريات وقلة العساكر هو اللى كان هيخلينا أسماء ضمن قائمة الضحايا والمصابين».
«حسبى الله ونعم الوكيل فى كل كافر بيقتل الغلابة وبيخوفنا».. بضيق شديد وأسى، وصفت «سارة» شعورها بالخوف من فقدان أحد أفراد أسرتها أو الوفاة الجماعية بسبب الحادث المروع الذى كان من الممكن ألا يحدث إذا زودوا الموقع بدوريات تأمين وعناصر من المفرقعات للكشف عن أى جسم غريب. لكن فى الوقت نفسه تشفق على المجندين المكلفين بالحراسة: «بيبقوا زينا لا بيهم ولا عليهم وفجأة يرجعوا فى كفن.. لازم يبقى فيه عناصر مدربة أكثر.. عشان الواحد لا بقى بيحس بطعم الخروج أو الاستمتاع، مبقيناش بنشم إلا ريحة الدم.. منهم لله».


مواضيع متعلقة