الطريق إلى عزبتي "العسال وجرجس".. شارع يفصل بين "مصرين"

01:44 ص | الجمعة 21 أغسطس 2015

تخرج من محطة مترو "غمرة"، تسير في شارع ممهد، بما فيه من بيوت وعمارات مبنية على الطراز الحديث، يبدو على مظهرها المتانة والصلابة على عكس ما تُخفيه خلفها من منطقة عشوائية، تدخل أحد الشوارع الجانبية المؤدية إلى عزبتي العسال وجرجس بمنطقة شبرا، حيث تجاوز عمر مبانيها لأكثر من 50 عامًا، وعلى مسافة ليست بعيدة، تجد الحال مختلف تمامًا عما هو عليه في الشارع الرئيسي.

أخشاب كانت ملاذًا للحشرات، وصفيح استُخدم حتى هلاكه، وبواقي زجاجات بلاستيكية، وخليط من "كسر الطوب الأبيض والأحمر"، وبعضًا من "جريد النخل".. كلها كانت قطعًا مثلت مكعبات "الليجو"، لتكوين عِشش عشوائية، هي محاولة يائسة للحماية من "شمس صيف، وبرد شتاء قارس"، فأصبحت مصدر حشرات، وزيادة في درجة الحرارة صيفًا، ولم تكف المطر عن أصحاب العِشة شتاءً، لتتكرر معاناة أهل "عزبة العسال" بصفة سنوية، إلى أن تجدد الأمل بوعد الحكومة بالتجديد والتغيير.

بعد تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والتي رصدت ما أُنجز من تجديدات، منازل لم تطلها يد الرحمة لتنقذها مما هي فيه من دمار تارة، وحالات إنسانية بعيدة عن الاهتمام ورؤية المسؤولين تارة أخرى، كل الصور والأخبار التي تدولتها تلك المواقع، كانت بمثابة دعوة لـ"الوطن" لزيارة وكر الفقر هذا، ورصدت ما به من حالات واحتياجاتها، وما يعاني منه الأهالي.

وما بين وعود الحكومة بالأفضل، والواقع الأسوأ، إما أن تطور الحكومة المنازل لتصبح أصغر مساحة عمّا كانت عليه، أو أن تتجاهلها بحجة إنها ليست بحاجة إلى التجديد أساسًا، خالد مصطفى، مدير الإعلام بمحافظة القاهرة، قال إن أراضي عزبتي "العسال وجرجس" ليست مملوكة من الدولة وإنما هى ملك رجال أعمال.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، إن الاتفاق كان بين المحافظة ورجال الأعمال، وهو تطوير 12 منزلًا، وستستكمل الدولة تطوير باقي المنازل، وسيتم تسليم 70 منزلًا قريبًا من أصل 400 منزل سيتم تطويرهم من صندوق "تحيا مصر".