عادل أديب: «سعيكم مشكور» فيلم «بوب كورن» يكسر «التابوهات»

كتب: نورهان نصرالله

عادل أديب: «سعيكم مشكور» فيلم «بوب كورن» يكسر «التابوهات»

عادل أديب: «سعيكم مشكور» فيلم «بوب كورن» يكسر «التابوهات»

اعتبر المخرج عادل أديب تجربة فيلم «سعيكم مشكور» محاولة للربط المتناقض بين الكوميديا والموت، وهو ما يعكس جزءاً كبيراً من حياة وثقافة المصريين، خاصة مع ميل البعض منهم للضحك أثناء مراسم العزاء دون سبب.
وقال «أديب» لـ«الوطن»: «فكرة الموت التى سيطرت على الحياة الاجتماعية فى الفترة الأخيرة، خاصة مع محاولات الجماعات المتأسلمة والإرهابية، تصدير فكرة الموت للشعب، بعد أن كنا مجتمعاً محباً للحياة فى كافة الأحوال، فكانوا يتعجبون من فكرة الموت بشكل كبير، بالرغم من كونه أمراً طبيعياً ويحدث بشكل يومى منذ بدء الخليقة، وهو ما دفعنى لتقديم الفيلم المأخوذ عن النص الإنجليزى «Death at a Funeral»، الذى تم تقديمه فى عدد من النسخ السينمائية حول العالم منها الأمريكية والهندية، وفى الوقت نفسه لم نعتمد فى الفيلم على حبكة درامية معقدة، بل قدمنا فيلماً فى منتهى البساطة، يشبه أفلام الكوميديا القديمة التى قدمها الراحل فؤاد المهندس، وثلاثى أضواء المسرح، ويطلق عليها أفلام «البوب كورن»، وهى تدعو للتسلية وإمتاع الجمهور، بشكل بسيط ودون تعقيدات، بالإضافة إلى تقديم خط درامى فى الفيلم يختلف مع النسخة الأصلية، بتقديم الجماعات الإرهابية المتطرفة بشكل كوميدى ساخر، وهو ما استدعى إضافة 3 شخصيات خارج النص الأصلى».
وفيما يتعلق باقتباس الفيلم من قصة عالمية، يشير «أديب» إلى أن هناك فرقاً كبيراً بين مصطلح «التمصير»، الذى يعنى إضافة لمسات فى البناء الدرامى، أو على عدد من الشخصيات، مما يحقق توافقاً مع الثقافة المصرية، وفى الوقت نفسه لا يخل بالعمل الأصلى، وهو ما يختلف عن عدة أشكال أخرى، رأيناها خلال الفترة الماضية فى السينما، تنوعت بين «النقل»، و«النقل بغباء»، و«النقل للتسويق» وغيرها من الأشكال، فتقديم النسخ العالمية فى شكل يتناسب مع الواقع المصرى، يتطلب علماً وضميراً من القائمين على العمل السينمائى. وأشار المخرج عادل أديب إلى أنه تعمد تقديم فيلم خفيف بشكل محترف، وهو ما لا يعنى إساءة للذوق العام، لذلك كان الأمر بمثابة تحدٍ، يثبت أن تقديم فيلم جيد دون الاعتماد على الخلطات والأساليب المرفوضة، وكسر المفاهيم والنماذج المتعارف عليها، ليس مسألة صعبة، وتجربة تحترم عقلية المشاهد، وبالرغم من أن فشلها أمر وارد، فإن شرف المحاولة يتمثل فى كسر تابوهات سينمائية محددة.

{long_qoute_1}


وتابع أديب: «الإنتاج فى مصر يواجه مشاكل كبيرة جداً، خاصة مع عزوف المنتجين عن تقديم أعمال مهمة، مقابل تقديم أعمال مضمونة على الجانب الربحى، أو رفض البعض بحجة التوزيع، جميعها تخلق مشاكل فى عالم السينما، خاصة مع غياب دور الدولة الإنتاجى، وتقديمها لأعمال لا تليق باسم الدولة ودورها الفنى، أعمل على فيلم يدور حول «حسن الصباح» وجماعة «الحشاشين» التاريخية، إلا أنه يعانى من التوقف بسبب رفض المنتجين والموزعين له، بالرغم من كونه عملاً مهماً».
وعن المقارنة بين فيلم «ليلة البيبى دول»، آخر أعمال عادل أديب السينمائية، وبين «سعيكم مشكور»، قال «أديب»: «أنا الاثنان، وأؤكد أن الفيلمين مختلفان تماماً عن بعضهما، ولكن هذا هو المطروح فى ظل هذه الظروف، وفى ظل ما تعانيه سوق الإنتاج من مشاكل، وجملة «الجمهور عايز كده» التى أرفضها بشدة، وهى التى حاول بعض المنتجين الترويج لها، من خلال التفكير المعلب والنظرة الخاطئة للواقع، فالفن لا بد أن يضم كل الأنواع، ويخلق نوعاً من الثراء على جميع المستويات، دون أن يتقيد بنوع واحد، وهو ما دفعنى للعمل بـ10% من أجرى، فأنا لست ممن يجلسون فى المنزل، وبعد عرض المنتج عادل المغربى بتقديم تجربة جديدة، وتضامن عدد كبير من النجوم، منهم الدكتور طارق التلمسانى، والموسيقى نبيل على ماهر، والفنان أحمد خليل، والشاعر سيد حجاب، والفنانة دينا والفنان بيومى فؤاد، الذين تقاضوا أجوراً مخفضة من باب إيمانهم بالتجربة».
وعن اختيار ما يقرب من 14 وجهاً جديداً لأدوار البطولة فى الفيلم، مع مجموعة من النجوم الكبار، قال: «المزج بين جيلين من الفنانين تجربة مثمرة جداً، وهو ما أحدث نوعاً من التلاقى فى الخبرات بين الأجيال، وأحدث صداقات بين الفنانة دينا، والفنانات الشابات، فى محاولة لتبادل الأدوات والإمكانيات التمثيلية، فاعتمدت على عدد من الأماكن لاختيار هؤلاء الشباب، من بينهم معهد الفنون المسرحية، وأوبرا ملك، ومركز الإبداع الفنى مع المخرج خالد جلال، وفى النهاية أنا فخور بهم وبالعمل معهم، وسعيد بالتجربة ككل، وتعلمت منها أكثر مما ظننت أننى سأكون مؤثراً فيها».
وأوضح عادل أديب أنه طلب من الرقابة تصنيف الفيلم تحت الإشراف العائلى، وبرر مطلبه قائلاً: «العمل يضم فى سياقه عدداً من المواقف والكلمات، أو الإيحاءات التى تقترب من الجانب الجنسى، وهى غير مناسبة للأطفال على الإطلاق، ولكنها قُدمت بشكل بعيد عن الفجاجة أو الابتذال، وفى النهاية يعد الفيلم تجربة تنتظر من يكمل بعدها، وتثبت أن الفيلم المنخفض إنتاجياً لا يكون بالضرورة رخيصاً على الذوق العام أو فى المضمون».


مواضيع متعلقة