مؤتمر «الإفتاء» يطالب بإنشاء مركز عالمى لإعداد «شيوخ الإفتاء»

كتب: وائل فايز

مؤتمر «الإفتاء» يطالب بإنشاء مركز عالمى لإعداد «شيوخ الإفتاء»

مؤتمر «الإفتاء» يطالب بإنشاء مركز عالمى لإعداد «شيوخ الإفتاء»

أوصى المؤتمر العالمى لدار الإفتاء الذى اختتم فعالياته أمس، بمشاركة وفود من ٥٠ دولة، بحزمة من المبادرات، منها إنشاء مركز عالمى لإعداد الكوادر القادرة على الإفتاء عن بُعد، وإنشاء مركز عالمى لفتاوى الجاليات المسلمة بهدف إعادة المرجعية الوسطية فى الفتوى، وإنشاء ميثاق شرف للفتوى يضع الأطر القانونية والإجرائية للتصدى لفوضى الفتاوى.

وأوصى المؤتمر بتنفيذ مشروع لتحليل وتفكيك وتفنيد الفتاوى التكفيرية والشاذة، والتنسيق الدائم بين دور الفتوى ومراكز الأبحاث لصياغة ردود فعالة فى مخاطبة الرأى العام فى ملف الرد على الفتاوى الشاذة والتكفيرية أولاً بأول.

وأوصى المؤتمر، فى ختام الجلسات أمس بضرورة مراعاة المفتين لتغير الأعراف من بلد لبلد عند مباشرتهم للفتوى، وتنبههم إلى خطورة سحب مسائل الماضى على الواقع الحالى دون التفات إلى تغير مناط الأحكام.

وطالب المؤتمر فى توصياته بإنشاء معاهد شرعية معتمدة للتدريب على مهارات الإفتاء، والعمل الجاد على إدراج المساقات والمقررات المتخصصة فى الإفتاء فى المؤسسات الأكاديمية.

ودعا البيان الختامى للمؤتمر إلى صياغة الجهود الفقهية والأصولية التى بذلت فى فقه الأقليات فى منهج متكامل لتناول قضايا الأقليات يمكنهم من التعايش الرشيد مع الآخر، مع التأكيد على الدور الاجتماعى للإفتاء فى صياغة منظومة حقوق الإنسان وفقاً للقواعد والضوابط الشرعية.

وطالب المشاركون فى المؤتمر بتطويع وسائل التواصل الحديثة لخدمة العملية الإفتائية حتى تصبح أعلى جودة وكفاءة وأكثر فاعليةً.

{long_qoute_1}

وأكدت التوصيات الدعوة إلى تحديد المباحث التى يحتاج إليها المفتى فى علوم الواقع كالإدارة والاجتماع والاقتصاد والإعلام وعلم النفس، مع العمل على توليد علوم الإفتاء، وتسليط الضوء على ما خرج من بواكيرها، مثل: علم اجتماع الفتوى، وعلم نفس الفتوى.

وحث المشاركون على الدعوة إلى ميثاق شرف لمهنة الإفتاء، ودعوة المشتغلين بالإفتاء مؤسسات وأفراداً إلى تفعيله والالتزام به.

وطالبوا بالدعوة إلى دورية انعقاد المؤتمر بشكل سنوى لتبحث فيه مسائل الفتوى الكبرى، والنوازل والمستجدات التى لا تتوقف عن الوقوع، وشددوا على التأكيد على ضرورة بُعد مؤسسات الإفتاء عن السياسة الحزبية، والدعوة إلى الالتزام بقرارات الهيئات الشرعية والمجامع الفقهية ودور الإفتاء الكبرى فى مسائل النوازل وفتاوى الأمة؛ لما فيها من جهد جماعى.

ودعا المؤتمر أجهزة الإعلام باعتبارها شريكاً فى معالجة أزمة فوضى الفتوى للاقتصار على المفتين المتخصصين فى برامجها الإفتائية بجانب زيادة حملاتها التوعوية بضرر تصدر غير المؤهلين للإفتاء، والاشتراك فى ورش عمل لإيجاد حلول واقعية تحول دون تصدر هؤلاء الأدعياء.

يأتى ذلك، فى الوقت الذى قال فيه نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، إن ما يلصق بالتشريع الإسلامى «أكاذيب» لا تعكس حقيقة الإسلام الذى أعلى من قيمة الدماء والحقوق

وأوضح «واصل» أن الفتوى الشرعية أفضل الوسائل للقضاء على العنف والتطرف والإرهاب الذى نتابعه عبر جماعات ترتدى ملابس الإسلام وهو منها براء، مبيناً أن الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة، حيث أمر الله المكلفين بخطابه أن ينفروا إلى بيان حقيقة التشريع الإلهى دون تشدد أو تساهل، وأن أسباب أزمة الفتوى راجعة إلى تصدر غير المختصين فى الفضائيات، وانصراف الناس عن علماء الدين الراسخين فى العلم بسبب ظن الناس أنهم علماء السلطة، الأمر الذى سبب الخلط فى المفاهيم عند الناس بين الفقيه والداعية والمفتى.

واقترح «واصل» تجنب الاعتماد فى طلب الفتوى على دعاة الفضائيات وشرائط الكاسيت، أو سماع درس دينى، أو الحصول على فتوى من شخص غير متخصص فى العلوم الدينية والشرعية، وليعلم المتجرئون على الفتوى أنهم يوقِّعون عن رب العالمين، مطالباً بإصدار تشريع قانونى يقضى بتجريم التصدى للفتوى.

وأشاد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أن عقد مؤتمر دار الإفتاء فى هذا التوقيت جاء ليسهم فى مسيرة التقدم والرقى التى بدأتها مصر بعد ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو والتى كان آخرها افتتاح قناة السويس الجديدة التى فتحت باب أمل للمصريين.

وأكد «محلب» أنه انطلاقاً من قاعدة أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر فقد قامت دار الإفتاء برصد الشبهات التى يطلقها المرجفون والإرهابيون بهدف النيل من الإسلام، والزج بالدين فى عمليات مشبوهة، لا علاقة لها بالإسلام ومقاصد الشريعة وردت على هؤلاء بالحجج الدامغة وبلغات متعددة من خلال مرصدها التكفيرى، مشيراً إلى أن العالم كله يواجه حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطراب نتيجة ظهور حركات متطرفة تعتمد الإرهاب أداة لتنفيذ مآربها؛ فقد تعرض مواطنون آمنون إلى الاعتداء على كراماتهم الإنسانية، وعلى حقوقهم الوطنية، وعلى مقدساتهم الدينية، وجرت هذه الاعتداءات باسم الدين، والدين منها براء. وتابع: «أعتقد أن دار الإفتاء المصرية كانت حريصة على دعوة أكبر عدد من كبار العلماء والمفتين من مختلف بلدان العالم للوصول لبلورة استراتيجية تسهم فى تنقية ساحة الإفتاء من بعض الظواهر السلبية مثل فوضى الفتاوى والتشدد فى الفتوى».

 


مواضيع متعلقة