أنيس منصور.. قالوا "عدو المرأة" فأثبتت كتاباته حبه لـ"بنات حواء"

05:24 م | الثلاثاء 18 أغسطس 2015

"تقرأني وتلعني لكن تشتريني".. بهذه الكلمات وصف سندباد العصر الأديب الراحل أنيس منصور في أحد حواراته التليفزيونية العلاقة ما بين المرأة وكتاباته، تلك العلاقة التي دومًا ما كانت شائكة ومثيرة للجدل، ولكن وعلى الرغم من العواصف التي أثارها بكتاباته بين بنات حواء خاصة بعد إصداره لكتابه "قالوا" والذي دفع الجماهير إلى أن يطلقوا عليه لقب "عدو المرأة" إلا أن الكاتب الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، كثيرًا ما أعلن أنه محب لها ومقدر لدورها البارز في حياته، كما كانت هي وعلى عكس الكراهية الظاهرة له عاشقة لقلمه وللمشاكسة والتحدي البادي بين كلماته.

وبالنظر للمرأة في حياة أنيس منصور بعيدًا عن مضمار الأدب فهناك عدد من النساء اللاتي ساهمن في نجاحه عبر مراحل حياته ومن أهمهن والدته والتي كانت وفقًا لما ذكره في أحد لقاءاته التليفزيونية بمثابة نقطة ضعفه التي طالما ما كان يخضع لها فقد كان شديد التعلق بها وبكاها كثيرًا بعد وفاتها كما ألَّف كتابًا بعنوان "البقية في حياتي" عام 1991 شارك فيه القراء في ذكريات طفولته معاها.

أما عن زوجته السيدة رجاء حجاج فقد كانت هي الدليل الحي على حب الأديب الراحل للمرأة وتقديره لها فقد جمعت بينهما قصة حب كبيرة كان لها فضل كبير في زيادة إنتاجه الأدبي وتعديل بعض من مواقفه تجاه المرأة والحب وإضافة بعد اجتماعي لحياته والتي كانت انطوائية بعيدة عن أي مناسبات اجتماعية، وتقديرًا من أنيس لدورها قام بإهدائها واحدًا من أهم كتبه ألا وهو "كتاب في صالون العقاد كانت لنا أيام" حيث زيَّنه بكلمات تعبر عن الحب العميق والامتنان لكل ما قدمته له من تشجيع في حياته الأدبية.

كما برز حبه العميق لزوجته أيضًا أثناء محنة مرضها حيث كان لا يفارقها كما بكاها بكاء شديدًا وكانت كتاباته حينها يغلب عليها الحزن والكآبة حتى إن بعضًا من قرائه كانوا يرسلون له لمواساته والدعاء لها وتشجعيه على الاستمرار في الكتابة.

ومن النساء اللاتي كن جزءًا من حياة أنيس منصور الكاتبة منى رجب والتي كانت بمثابة ابنته الروحية فهي ابنة زوجته ومن أقرب المقربين له، بالإضافة لكونها تلميذته التي كان يشجعها على القراءة والتي كان لها تأثيرًا مباشرًا في التحاقها ببلاط صاحبة الجلالة.

ولعل هذه النماذج التي توضح مكانة المرأة في حياته تأتي لتؤكد على كلمات الفيلسوف الراحل التي طالما ما أعلن فيها عن كونه ليس عدوًا للمرأة ولكن المرأة هي التي تعتبره عدوًا لها فهو كما أوضح في أحد لقاءاته كرسام الكاريكاتير الذي يستخدم الكلمات بدلًا من الرسم للتعبير عن موقفه بشكل ساخر من بعض القضايا التي تخص المرأة ولكن بصراحة زائدة ولا يعني ذلك بالضرورة أنه عدو لها.